انطلاق معرض «آرت دبي» في الفترة ما بين 17 لغاية 20 مارس 2021، في فندق ميناء السلام بمدينة جميرا، يفتح آفاقاً جديدة نحو الأشكال المغايرة، التي ستقدم فيها الفضاءات الفنية للجمهور، خاصةً بعد موجة التغير بالعالم في رؤيته للحالة التفاعلية، في مواجهة تحديات «كوفيد 19»، والتي أوجدت حلولاً بديلة في العلاقة بين العمل الفني والمتلقي، مثل مبادرة الزيارات الافتراضية، لأغلب المتاحف والمعارض الفنية في العالم. وفي تقرير القطاع الثقافي والإبداعي الصادر عن مؤسسة دبي للمستقبل، بالتعاون مع هيئة دبي للثقافة والفنون، يذكر أنه في الشرق الأوسط وأفريقيا تبلغ قيمة الاقتصاد الإبداعي المزدهر 58 مليار دولار سنوياً، وكيف أن الشرق الأوسط شهد تحولاً اقتصادياً مهماً نحو أنشطة القطاع، مشكلاً تحولاً مدفوعاً بما وصفه تقرير «آفاق التصميم في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا»، بأنه «توسع مديني سريع وتوجه نشط نحو تبني المنصات الرقمية من القطاعات الشبابية»، ونوه التقرير بحضور الدور الاستثماري لدولة الإمارات في القطاع الثقافي والإبداعي، ومن بينها معرض «آرت دبي». هذا فضلاً عن إمكانية طرح تساؤلات حول التصورات الجديدة، في المرحلة الحالية وتحدياتها. فضاء يسع الجميع كل ذلك جاء ضمن محاور ناقشتها المدير الإقليمي لـ«آرت دبي» هالة خياط، خلال حوارها مع «الاتحاد»، مؤكدة أن الوعي الفني يتركز على نقطة جوهرية، في أن الصناعة الإبداعية والثقافية في منطقتنا ناشئة، وتتطلب توجيه الجهود لما وصفته بـ«تطعيم» المجتمع بجرعات ثقافية مستمرة ومستدامة، وبأنه لا أحد مستثنى في ما يتعلق بالثقافة، قائلةً حول ذلك: «كل فرد هنا هو مسؤوليتنا لنصل إليه عبر الثقافة، هو فضاء يسع العالم أجمع، نلتقي فيه ونناقش تفاصيل علم الجمال، وماهية الفن والمواد المستعملة»، ومنصة «آرت دبي» هي جزء حيوي من عملية تطوير المجتمعات الفنية الثقافية، التي تؤدي بطبيعتها إلى التأثير وتطوير المجموعات الفنية من كل بلدان العالم، فجميعهم يجلسون في البداية في هذا الفضاء، ويعملون على خلق أشياء، يضعون أرواحهم وثقافاتهم ومشاعرهم وقراءاتهم فيها، ونحن نعمل هنا على استقطابها، والدخول معهم في حالة تواصل بديعة. هالة خياط هالة خياط وأشارت هالة خياط، إلى الاشتغال الرئيسي الذي يعمل عليه «آرت دبي» وهو توفير بيئة غير مقيدة لحركة الزوار للاستمتاع بالتجربة الفنية، وذلك بالتعاون مع الجهات المختصة في حكومة دبي، والحرص على تحريك الجمهور بانسيابية، دون أن يشعر الزائر بأنه محدد في تجربة المشاهدة الفنية، مقدرين خطوة حضوره، أمام تحديات الأزمة الصحية المتعلقة بـ«كوفيد 19»، ما يتطلب دراسة دقيقة لكل الاحتمالات ووضع خطة عملية متزنة ومريحة. وفيما يتعلق بأثر الاستقطاب النوعي لـ«آرت دبي»، توضح هالة خياط أن المعرض يسلط الضوء وبشكل مهم، على غاليرهات فنية، ذات حضور لافت، وتمتلك برامج تقدمها للفنانين وتساهم في تطوير الحراك الفني ككل، بعد أن أصبح الغاليري اليوم، ليس فقط حائطاً للعرض، بل منصة تملك نظرة تقييمية خاصة بها، ومسارات تهتم فيها، فهناك الكثير من الغاليرهات مختصة بفن المرأة وأيضاً غاليرهات تشتغل على البعد النفسي والفلسفي، واختيار الغاليري لخطوطه المتفردة للعرض يعد أمراً مهماً، وسط الكم الكبير من الضخ الإنتاجي في مختلف القطاعات الإبداعية والابتكارية والتقنية. البورتريه الافتراضي ونوهت هالة الخياط إلى مفهوم معرفي يعمل عليه معرض «آرت دبي»، في كونه منصة إخبارية، حول أبرز الإبداعات والمشاريع الفنية، ويمكن تتبع ذلك عبر منصاتها الاجتماعية وموقعها الإلكتروني، حيث تنظم حالياً معرض البورتريه الافتراضي الأول من نوعه لمجموعة من الفنانين، «Art dubai portraits exhibition»، والذي انطلق بعرض أعمال الفنان Timo nasseri، ويشهد في الوقت الحالي معرضاً للفنان الإماراتي محمد أحمد إبراهيم، وقدمت هالة خياط، دعوة نوعية لكل المهتمين في الفنون، بزيارة موقع «آرت دبي» الإلكتروني، والتعرف على أهم الغاليرهات المشاركة وطبيعة الأعمال الفنية التي تقدمها، ما سيعطي للزائر مرجعية معرفية تدعم تجربة حضوره للمعرض، إلى جانب أنها تهديه تصوراً، لما يتناسب مع بحثه واهتماماته وتذوقه في عالم الفنون.
مشاركة :