يلاحظ المتابع لنشاط الأندية المحترفة لدوري عبداللطيف جميل توجهها جميعاً خلال هذه الفترة واستعدادها للموسم المقبل عبر إقامة المعسكرات الرياضية الخارجية لتجهيز لاعبيها؛ لكي يصبح الفريق قادراً وبفاعلية على المنافسة خلال البطولة سواء كانت داخلية أو خارجية. وتنقسم المعسكرات التدريبية إلى ثلاثة أقسام وفق الغرض الذي يهدف إليه النادي، فأطولها هي معسكرات الإعداد الموسمية التي غالباً ما تكون خارجية وقد تصل مدتها إلى ثلاثة أسابيع، وهي التي تقوم بها الأندية المحترفة حالياً في قارة أوروبا، ويليها المعسكرات الاستعدادية التي غالباً ما تكون داخلية، ويسعى من خلالها المدرب إلى رفع اللياقة البدنية لمنافسة رياضية معينة، وأقل المعسكرات الرياضية مدة هي المعسكرات المغلقة التي لا تزيد مدتها عن يومين، ويسعى من خلالها المدرب إلى إبعاد اللاعبين عن الضغوط النفسية والإعلامية ليخوض الفريق المباراة بمعنويات مرتفعة. لا يكاد يختلف اثنان على أهمية هذه المعسكرات لكي يحافظ المدرب على الأداء المميز للاعبي كرة القدم وتقويتهم في شتى النواحي الرياضية وتعزيز قدرتهم للاستمرار على المدى الطويل وعدم فقدهم للياقة البدنية التي تعتبر من أهم مقومات اللاعب المحترف. ومن ناحية أخرى فإن مستوى اللاعب الرياضي المحترف سيتطور كلما زادت لياقته وتدريباته وكلما زادت ممارسته للعبة، بالإضافة إلى زيادة روح التجانس والفريق الواحد بين اللاعبين من خلال تطبيق التمارين والخطط التكتيكية أثناء تدريبات اللعب داخل المعلب، بالإضافة إلى الاستفادة من الخبرات المتبادلة بين اللاعبين القدامى والجدد أو بين اللاعبين المحليين والمحترفين الأجانب أصحاب التجارب الدولية. كما لابد أن يشمل المعسكر الخارجي الموسمي إقامة عدد ثلاث إلى أربع مباريات ودية بين الفريق المحترف والفرق المحترفة الأخرى في الدولة المستضيفة، مما سيطور من خبرات الفريق ككل وسيزيد من المستوى الفني واللياقي كنتيجة حتمية للاحتكاك بالفرق الكبيرة الأوروبية خصوصاً. ولكن لا يكاد يخفى على الجميع مقدار معاناة تلك الأندية في نفس الوقت من الضائقة المالية بل إن بعضها لم يستطع إقفال تسجيل اللاعبين إلى الآن خلال هذا الموسم نظراً لوجود التزامات مالية للاعبين والإداريين على حد سواء، فالمعسكرات الخارجية وخصوصاً في الدول الأوروبية مكلفة جداً وترهق ميزانية النادي، بالإضافة إلى ذلك فإن كثيراً من الإدارات الفنية للفرق تبحث عن أندية من الدرجة الأولى أو أقل أحياناً نظراً لانخفاض تكلفتها عند إقامة المباريات الودية معها، وبالتالي سينعكس ذلك على المحصلة النهائية والاستفادة المرجوة من تلك المعسكرات الموسمية. ولعل من الأساليب الناجحة التي يمكن الاستعاضة عنها وخصوصاً لتلك الأندية التي تعاني نقصاً مادياً بصورة كبيرة هي البحث عن الأماكن البديلة مثل دول أمريكا اللاتينية أو بعض الدول العربية؛ فالأجواء تكون متقاربة ومناسبة لإقامة فترتي تدريب صباحية ومسائية، بالإضافة إلى المستوى الفني لكثير من الأندية اللاتينية أو الآسيوية كذلك. صحيح أن المعسكرات الخارجية الموسمية لها دور كبير وفاعل في إعداد الفريق للمنافسة خصوصاً في إقامة المباريات الودية مع فرق الدولة المستضيفة، وهي التي سترسم خارطة الطريق للنادي في الدوري لاحقاً، ولكن الأهم ألا تصبح تلك المعسكرات عبئاً جديداً على إدارات الأندية فقديماً كانت غالبية الفرق تقيم معسكراتها في الداخل كأبها والطائف والباحة لما بها من أجواء لطيفة ومناسبة، وكانت في نفس الوقت تحقق أداءً جيداً في المنافسات المحلية والدولية كذلك، ولذا لابد على الإدارة الناجحة من الموازنة بين التكلفة الفعلية للمعسكر الخارجي والنتائج المحققة منه، وألا يتحول الأمر إلى نزهة وهدر مالي دون عوائد حقيقية تفيد اللاعب والنادي على السواء، فالمعسكرات الرياضية ضرورة للنجاح في الموسم الرياضي وليست ترفاً.
مشاركة :