دبي في 21 أكتوبر / وام / استضاف مركز دبي لتطوير الاقتصاد الإسلامي بالتعاون مع غرفة تجارة وصناعة دبي الجلسة الخامسة من سلسلة الندوات الإلكترونية للقمة العالمية للاقتصاد الإسلامي والتي تم تنظيمها كورشة عمل تناولت العصر الجديد لتجارة التجزئة الرقمية بمشاركة عدد من أصحاب الاختصاص في هذا القطاع . وقال عبد الله محمد العور الرئيس التنفيذي لمركز دبي لتطوير الاقتصاد الإسلامي إن قطاع التجارة الإلكترونية ومبيعات التجزئة الرقمية شهد تحولات هائلة ونموا استثنائيا وخصوصا في ظل انتشار وباء " كوفيد-19 " وحتى بالنسبة للعملاء الذي يفضلون التسوق التقليدي لم يكن هناك من بديل أمامهم سوى التسوق عبر الإنترنت، والآن بعد اختبارهم هذه التجربة سيكون من المهم معرفة مدى اهتمامهم بالتحول بصورة أكبر نحو التسوق عبر الإنترنت " . وأضاف " على الرغم من التداعيات السلبية الواضحة لهذا الوباء يمكننا اعتبار هذه النتيجة إيجابية، إن الأوقات التي نشهدها مثيرة للاهتمام ومن خلال استضافة سلسلة الندوات الإلكترونية للقمة العالمية للاقتصاد الإسلامي يواصل مركز دبي لتطوير الاقتصاد الإسلامي تسليط الضوء على الأفكار الرئيسية التي قد تفيد منظومة عمل الاقتصاد الإسلامي ككل، وأتطلع إلى الإصغاء لأفكاركم حول أثر التحولات التي تشهدها تجارة التجزئة الرقمية على الاقتصاد الإسلامي " . من جهتها أشارت سارة أنصاري إلى أن التركيز الرئيسي في المرحلة الحالية لا يقتصر فقط على الوباء أو الجانب الرقمي أو تجارة التجزئة بل يتوجه نحو العصر الجديد لتجارة التجزئة إلكترونيا على الرغم من الحوار الدائر حول هذا العصر في ظل الوباء". وقالت " نعيش الآن في عصر جديد مثير للاهتمام؛ حيث يتغير العالم في كل مكان من حولنا بسرعة هائلة، وفي قلب هذا العصر هناك فكرة مفادها أن كل شيء بما في ذلك نحن البشر يمكن تحويله رقميا لتصبح مواصفاتنا الجسدية وتفضيلاتنا وأفكارنا ومشاعرنا أجزاء من البيانات". وأضافت : " كلنا يرغب بالاستمتاع بهذه التجربة ونريد أن تبقى إنجازاتنا في الذاكرة، ولذا ينبغي علينا أن ندرك في المقام الأول أسباب وجودنا الآن في هذا الوضع المضطرب، ولتحقيق الازدهار يجب علينا أن نكون مختلفين عن عمالقة التجارة المجهولين الذي يعملون على بيعنا بنفس القدر الذي يعملون فيه على بيع المنتجات". وأوضحت أنصاري أن ازدهار الشركات المستقلة في عالمنا الذي يهيمن عليه عمالقة التجارة الإلكترونية مرهون بفهم الاحتياجات البشرية الأساسية وتلبيتها بما يتجاوز الأساليب السطحية، ومن هذه الاحتياجات التقدير فالعملاء يمتلكون هويات فريدة كبشر وليسوا مجرد أجزاء من البيانات، والاتصال: حيث ينبغي عليهم أن يكونوا جزءا من المجتمع ومنتمين إلى شيء أكبر، والعلاقة الوثيقة فهم يحتاجون إلى التفاعل الشخصي خلال تعاملاتهم، والجمال لأن البشر بطبيعتهم ميالون إلى الجمال ويرغبون باختبار مشاعر الجمال في تعاملاتهم مع الشركات. وختمت سارة أنصاري بقولها: " نحتاج إلى تحديد هدف أكبر في الحياة فما هي مهمتنا الأكبر؟ وكيف يتوافق ذلك مع عملائنا؟ وإذا تمكنتم من الإجابة عن هذه الأسئلة فإنكم ستتجاوزون مجرد البقاء ضمن الحدود الدنيا وستحققون الازدهار والنمو في العصر الرقمي الجديد". من جانبه وجه محمد مكي نصيحته لرواد الأعمال لتجنب خطأين أساسيين، الأول قضاء وقت طويل في إتقان النظام الأساسي والعلامة التجارية قبل الإطلاق والثاني إهمال التحدث مع العملاء في وقت مبكر.. وقال : " قد تكون لدى المرء فكرة ويبدأ بترجمة هذه الرؤية فورا من خلال التكنولوجيا في محاولة منه لإنشاء نسخة مثالية عن فكرة الأحلام، وبعد الكثير من التأخير والاستثمار المكثف يقوم بتقديمها في السوق، والأمر الأهم من إتقان النظام الأساسي ووظائف الفلترة المحددة هو التفكير في تجربة المستخدم النهائي وفقا لما يسعى المرء لتحقيقه". بدورها لاحظت ليال عاقوري تغيرا ملحوظا في تفضيلات التسوق وسلوكياته ووجدت أن معظم الناس الآن يتسوقون لشراء الضروريات ويتجنبون شراء الكماليات، وقالت : " فقد الكثير من الناس وظائفهم نتيجة لانتشار هذا الوباء لكنهم ما زالوا بحاجة لشراء الضروريات، وتلك كانت فكرة مهمة بالنسبة لشركات التجارة الإلكترونية". وخلال الندوة تم إجراء استطلاع عبر الإنترنت لتحديد وجهات نظر الحضور حول مجالات بيع التجزئة الرقمية التي يتوقع لها أن تشهد أكبر المعدلات في النمو، حيث أظهر الاستطلاع أن نسبة 35% من المشاركين يعتقدون أن المواقع الإلكترونية للعلامات التجارية المستقلة ومنصات التجارة الإلكترونية ستكون من أكبر المستفيدين، كما توقع 25% من المستطلعة آرائهم أن تشهد المنصات العالمية الكبرى مثل أمازون أكبر قدر من النمو. وتوقعت نسبة 20% نمو تجارة التجزئة الرقمية عبر مبيعات الوسائط الاجتماعية بصورة مباشرة مثل "فيسبوك" و"إنستغرام" في حين توقعت نسبة 13% من المشاركين ظهور أشكال جديدة مبتكرة للشراء عبر الإنترنت.
مشاركة :