رب أخ لم تلده أمي

  • 10/26/2020
  • 00:04
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

أخوك من أمك أو أبيك أو الاثنين ليس باختيارك بل قدَّره الله لك، ولكن قد يرزقك الله أخاً ليس من أمك ولا من أبيك، وهذا كان باختيارك بأن هذا الشخص رأيت فيه من معاملة أو صداقة تعاملاً يعطيك الشعور بأنه أخ لم تلده أمك، وهذا هو موضع هذه الكلمات المتواضعة الصادرة من قلبي لا مجاملة ولا ثناء ولا نفاقاً والعياذ بالله. رُب أخ لك لم تلده أمك. الصداقة الحقيقية زهرة بيضاء تنبت في القلب، وتتفتح في القلب، لكنها لا تذبل. الصداقة الحقيقية ليست الصداقة البقاء مع الصديق وقتاً أطول، بل هي أن تبقى على العهد حتى وإن طالت المسافات أو قصرت. وجود الصديق الحقيقي الذي لا يحمل الضغينة ولا الزيف في الحياة هو الكنز الذي لا يعوض، والأجمل من ذلك أن يكون الأخ هو الصديق والرفيق الذي معه تحلو الأوقات وهو الذي نجده بجانبك في أصعب الظروف، فالأخ هو من يحول لحظات الحزن والهم إلى فرح، وهو من تتعالى معه الضحكات وتنقش الذكريات، وهو من كان شريكاً في حل ما قد تحتاجه في ظرف قدره الله عليك وقدم لك وضحى بما يملك لك دون نقاش أو حوار أو أعذار أو شروط. وفي هذه المقالة أحاول أن أقدم للقراء الكرام ما مرَّ بي شخصياً عن «أخ لم تلده أمي» فقدم لي دون ثانية من التردد..أقدم لكم أجمل الكلمات والقصائد التي قالها الأدباء والشعراء عن الصداقة والأخوة إن استطاع يَراعي أن يعبر عما يشعر به قلبي من هذا الأخ من كرم وأخوة صادقة صدوقة كانت مفتاحاً لمكتب أقضي فيه عدداً قليلاً من ساعات النهار كي لا أمكث في بيتي كل يوم عمل حيث إن جلوسي في بيتي دون الخروج منه بمثابة توقيع شهادة وفاتي. هذا هو أخي الذي لم تلده أمي. الأخوة هي الكنز الحقيقي. الأخوة كالمظلة، كلما اشتد المطر زادت الحاجة إليه. أخوك من غاب عنك، رعى ودادك في غيابه. الأخوة هي وردة، عبيرها الصدق والحب والغني الحقيقي هو من يمتلك أصدقاء أوفياء. الأخوة الحقيقية، هي التي يشترك فيها العقل والقلب، كما قيل: عدوٌ عاقل خير لك من صديق جاهل. صحبة الأخيار تورث لك الخير، وصحبة الأشرار تورث لك الهم. عندما أتحدث إلى أخ في وقت الضيق، أشعر بالسعادة. الأخ هو نفس واحدة ولكن في جسدين مختلفين. إن ظفرت بأخ صالح يجرك إلى الخير جراً، ويسوقك إليه سوقاً، فأمسك عليه قلبك. أخي عندما تأخذ الحياة منحى ثابتاً، كشحرور لا يبرح أن يغادر الغصن حتى يعود إليه، وكطاحونة على كتف نهر وحيد، حفظ النهر دورتها، وآنس وحشتها، واستطاع أن يمنحها ضحكةً عابرةً في رتابتها الموجعة، هكذا يجيء أخي، رطْباً كأيلول، هادئاً كنسمة أندلسية، وخفيفاً كضوء ما، يحمل ما يكفيه ويزيد من هموم الإنسان الصاعد، ولكنه يأبى أن ينحني معللاً هذه الأنفة بمروءة العرب، فكان ولم يزل فانوساً أعبر به جدران ذاكرتي الكهلة، إلى بستان الحاضر الجميل، ومن خضم بحر الماضي، إلى نور منارة الأخ المضيء على شاطئ الأحلام القريب، يمد لي حبلاً من أمل، وسرباً من أحلام عالية، لا تقبل إلا أن تكون عالية، فيحدوها حدو شاعر أندلسي لنسمات غرناطة وقرطبة، ويغنيها غناء فيروزياً في صباح مترع بالدهشة، هكذا أخي الذي لم تلده أمي، وهذا هو أجمل الإخوة «رب أخ لم تلده أمي « يرحمها الله.

مشاركة :