أخ لي لم تلده أمي!

  • 12/2/2018
  • 00:00
  • 14
  • 0
  • 0
news-picture

«رب أخ لك لم تلده أمك»... هذا المثل قيل بأن لقمان الحكيم قد ذكره لبيان الشهامة والمروءة بين الناس!أخي الفاضل يوسف الجريوي - الذي وافاه الأجل بالأمس... رحمه الله - هو أخ لي لم تلده أمي، فقد تزامنت حياتنا في كثير من مراحلها، فقد سافرنا إلى الولايات المتحدة في عام 1970 لدراسة الهندسة الكهربية ثم رجعنا الى الكويت، وعملنا في مجالين مختلفين، لكن علاقتنا كانت مستمرة، وكنا نحضر ديوانية خاصة لخريجي أميركا نتجاذب فيها أطراف الحديث، ونسترجع ذكريات الماضي.دخلنا قرعة الاسكان عام 1986 وتم تخصيص بيتين لنا في منطقة صباح السالم متقاربين، وكلانا قرر بناء بيت في منطقة الفيحاء ثم انتقلنا اليهما في قطعتين متجاورتين، واستمرت علاقتنا شبه يومية، حيث كنا نلتقي في مسجد «أحمد بن حنبل» الذي قامت عائلة الجريوي مشكورة بتجديده.لقد كان أبو سعد دمث الخلق متواضعاً ومخلصاً - نحسبه كذلك - ولم يكن يتكلم عن نفسه أو يشتكي حاله، بل كان همه هو الحديث عن الدعوة إلى الله وأحوال المسلمين، وقد كان يملأ جيب دشداشته بالحلويات ثم يأتيه الأطفال في المسجد فيعطيهم منها، وكان لبقاً في حديثه ومحبوباً في المسجد ويدعو الناس بالحسنى.عرّفني إلى أخيه الدكتور صالح الجريوي وهو دكتور في الطب البشري وعنده مجمع طبي، وصاحب اطلاع واسع وثقافة عالية، دمث الخلق، وأخذنا نلتقي أسبوعياً في ديوانية المسجد، نتبادل أطراف الحديث من دون شحناء أو قطيعة!رغم العلم الواسع الذي أسبغه الله تعالى على الاخ يوسف، ومنه كونه رئيس قسم الحاسب الآلي في شركة الصناعات الوطنية، لكنه كان يمتنع عن ادخال وسائل الاتصال الاجتماعي في بيته حفاظاً على أسرته، بل كان يزور الجمعية يومياً ويقرأ المقالات، ويناقشنا فيها، ويرسل إلينا بعض المواضيع المهمة التي يصورها، وكان يطلب مني أن أخبره كلما رجعت الى الكتابة الصحافية بعد توقف لكي يشتري الصحيفة ويتابع ما أكتب.لقد كان أبو سعد معروفاً بيننا باتزان العقل ودماثة الخلق، وقد تعلمت منه الكثير، لذا فإنني قد شعرت بالصدمة عندما علمت أنه أصيب بنزيف حاد في المخ، ودخل على إثره المستشفى إلى أن توفاه الله تعالى.واعتقد بأن الله تعالى قد آثره علينا، فما زلنا نتخبط في هذه الدنيا ونركض وراء متاعها الزائل!رحم الله أخي يوسف الجريوي رحمة واسعة، وأدخله جنات رضوانه، وعوض الله أهله خيراً.

مشاركة :