تعلَّمنا من كبارنا أن صديق واحد خير من ألف صديق لا فائدة له ، وتأكدنا وعلَّمتنا الحياة صدق هذه المقولة ، فليست العبرة بكثرة الأصدقاء والرفاق من حولك ، ولكن العبرة في قيمتهم ومحبتهم وتقديرهم لك ، فأنت تختار صاحبًا تعده لسود الليالي لا أتى بها الله ، صاحباً ترى فيه نفسك وتعتمد عليه فيما يصعب عليك في هذه الدنيا بعد الله ، صاحب ناصح أمين تثق فيه وبكلامه ونصائحه ، هذا الصديق يكون مع الأيام وتعاقب الزمان وما تراه فيه من خصال وقدرات وتقدير واحترام لك بمثابة الأخ إذا لم يكن كذلك ، وأنا ولله الحمد ليس لي الكثير من الصدقاء الذين يقال عنهم أصدقاء ، ولكن هناك واحدٌ بألف وربما أكثر ، صديق صدوق صاحب عقل راجح ونصيحة صادقة و وقفات لا تُنسى ، صديقي وأخي الغالي والحبيب (أبا عمر) حفظه الله وبارك فيه وفي عمره وصحته و ولده ، نعم الأخ ونعم الصديق الوفي الذي كان معي منذ عرفت هذه الحياة رفيقًا صديقًا قريبًا وفيًا، أخوته لا تقدر بثمن ولا يمكن الاستغناء عن وجوده ، تستشيره فيكون نعم المشير ونعم الناصح ، تتكلم معه فتجد أدبًا ورقيًا جمًا في الحوار ولا غرابة في ذلك ، فذاك الشبل من هذا الأسد ( الخال محمد ) - حفظه الله وأدام عليه الصحة والعافية وأطال عمره على طاعته - فمن بيت التربية خرج هذا الصديق ومن بيت التعليم تعلَّمنا من هذا الرفيق الكثير من الخصال الكريمة ، أستذكر كثيراً أيام الطفولة والصبى مع ابن الخال والأخ الغالي (أبا عمر) واتذكر مواقف كثيرة مليئة بالذكريات الجميلة ، ورغم تباعد الأماكن وطول المسافات بيننا الآن إلا أن القلوب كما هي متقاربة ومتحابة ولا تزال على العهد ، هذه والله هي الرفقة الطيبة والصداقة المطلوبة التي تعتز بها وتفتخر فيها في كل مجلس ومحفل حينما يرد ذكر الصديق الصادق والوفي .. أيها الأخ والصديق الوفي مهما كتبت من كلمات و نمقتُ من عبارات فلن أصِل لما في خاطري ولكن حَسْبُي من القلادة ما أحاط بالعُنُق ولي الشرف بأن أسطر هذه الكلمات لتكون شاهدة لما في الخاطر من محبة وتقدير واعتزاز بك حفظك الله ورعاك وأدام علينا نعمة الأخوة والمحبة .
مشاركة :