د. علاء الشال يكتب: ترامب وسد النهضة

  • 10/27/2020
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

جاءت تحذيرات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى إثيوبيا بشأن "سد النهضة الإثيوبي" لتلقي حجرا في المياه الراكدة، ليعود الحديث مجددا حول المفاوضات المصرية الإثيوبية. تصريحات ترامب التي تناقلتها وسائل الإعلام جاءت في اتصال مع رئيس الحكومة السودانية عبد الله حمدوك بعد الإعلان عن موافقة السودان على التطبيع مع إسرائيل. "لقد قدمت لهم عرضا لكنهم خرقوه، ولا يمكنهم فعل ذلك، لذلك فالعرض انتهى والوضع خطير لأن مصر لا يمكنها العيش بهذا الشكل، وسينتهي الأمر بهم بتفجير السد، سيقدمون على ذلك، وعليهم أن يقوموا بشيء ما"، حسب قوله. كما أشار إلى أنه سيوقف الدعم المادي لإثيوبيا، إذا أخلت أديس أبابا باتفاق تم التفاوض عليه لمدة 5 سنوات، وطالب حمدوك بالضغط على إثيوبيا لإعادة الالتزام بالاتفاق. ووجه ترامب اللوم لمصر على سماحها ببناء السد من الأساس، لكنه وجد لها عذرا كونها كانت تمر بما وصفها بـ"الثورة الصغيرة"، على حد تعبيره. ترامب: مصر قد تفجر سد النهضة وإثيوبيا خرقت الاتفاق. لماذا أطلق ترامب هذا التصريح في هذا التوقيت وعلاقته بالانتخابات الأمريكية وترتيبات الأوضاع الأمنية في المنطقة؟ أسئلة مقلقلة تحتاج لأجوبة من رئيس أمريكا المقدم على انتخابات مهمة ويواجه بقوة منافسة شرسة. ترامب يدرك جيدا خطر تلك الكلمات ووقعها على الجانب الإثيوبي والذي كانت تصريحات قادته تحمل جانبا كبيرا من الاستكبار والعنجهية وعدم إدراك اللعب بالنار. وفي المقابل نشر مكتب رئيس الوزراء الإثيوبي، آبي أحمد، بيانا أكد فيه أن التزام إثيوبيا بمواصلة بناء السد، وذلك خدمة لتطلعات شعبها ومصالحها العليا. وأشار البيان إلى أن إثيوبيا، وبالتوازي مع مواصلة عملية بناء السد، ستعمل على إيجاد حل للقضية المتنازع عليها، على أسس الثقة المتبادلة والاستغلال العادل والمنطقي لموارد النيل. ووصفت أديس أبابا هذه التهديدات التي اعتبرت أنها تمس سيادتها بالـ"خاطئة، وغير البناءة والخرق للقانون الدولي"، وفقا للبيان. حسب تصريحات مواقع إثيوبية قال نائب وزير الدفاع الإسرائيلي غادي_يافاركان ( ذو الأصول إلاثيوبية )  "إن التدخل في الشؤون الداخلية لإثيوبيا يتعارض مع القانون الدولي والمبادئ الدبلوماسية وإن أي دولة ذات سيادة لها الحق القانوني في استخدام جميع مواردها لصالح مواطنيها. وقال في رسالة "لسنا سعداء بموقف الولايات المتحدة بشأن إثيوبيا ومصر". وقال إن التدخل في الشؤون الداخلية لإثيوبيا يتعارض مع القانون الدولي والمبادئ الدبلوماسية. وقال إن أي دولة ذات سيادة لها الحق القانوني في استخدام جميع مواردها لصالح مواطنيها.) لتأتي  بعدها بيوم واحد استئناف المفاوضات بين الدول الثلاث. حتى نفهم ما يدور حولنا لابد من بيان قواعد مهمة لابد من فهمها في مسألة سد النهضة والانتخابات الأمريكية. أولا: الناخب الأمريكي لا يهمه ما يدور حوله في بلدان العالم ، عدا ما يخص الشأن الأمريكي ، يهتمون فقط  بمن سيعطيهم أو يوفر لهم ويخفف الضرائب، فلا أحد سوف يذهب للتصويت لصالح ترامب لأنه وقع اتفاق سلام بين السودان وإسرائيل، هذا الأمر لا يعني الناخب الأمريكي بأي حال من الأحوال". ثانيا: تحذير ترامب لإثيوبيا بشأن ضرب مصر لسد النهضة، يمثل رسالة خاصة يوجهها من خلال السودان لمصر بأن أمريكا لا علاقة لها بما سيحدث من توترات بينها وبين إثيوبيا. ثالثا: تصريحات ترامب لا تخدم السودان ومصر في قضية السد، لأنها تغذي تعنت الجانب الإثيوبي وتعطي ذريعة لهم لتقديم أنفسهم للعالم بأنهم ضحايا وتعيدنا من جديد لعام 2012 عندما أثيرت قضية ضرب السد". رابعا: استراتيجية الدبلوماسية  المصرية في تناول القضايا المصيرية لا تعتمد على تصريح هنا او هناك بل تقوم على قاعدة المكسب والخسارة ومدى الضرر الواقع أو المنفعة المرجوة من هذا. خامسا: الحرب النفسية من إثيوبيا بأساليب الدعاية والاستكبار والمماطلة ومحاولة فرض الأمر الواقع كأنه قانون لن يدوم طولا ، فمصر تصبر ولا تسكت ، وتفاوض ولا تستسلم، وعليهم أن يدركوا جيدا ان نقطة مياه تعني حياة. حفظ الله مصر وجيشها ورئيسها.

مشاركة :