الموسيقار غنام الديكان من الفنانين الكبار الذين أثروا الحياة الغنائية والموسيقى في الكويت، قدّم عشرات الأعمال الفنية التي أصبحت راسخة في وجدان أجيال مختلفة، خاصة الأوبريتات الوطنية. ورفض الديكان، في حواره مع «الجريدة»، ظهور أغنيات عن «كورونا»، مؤكداً أن فرقة التلفزيون في خطر، وأنها لا تلقى الاهتمام من المسؤولين في التلفزيون، ومشيراً إلى أن الأغنية الكويتية لم تفقد هويتها في ظل العولمة، معدداً أسباب تراجع فن الأوبريتات الوطنية، وأنه لم يندم على أية أعمال قدّمها في السابق، ويحب الاستماع إلى أم كلثوم وعبدالوهاب، ولفت إلى عدم ظهور جيل من الملحنين يشكل تياراً جديداً في الألحان، وأنه لا يغار من شهرة المطرب، لأنه سفير الملحن والشاعر إلى الجماهير، وآراء أخرى في التفاصيل التالية: • بداية، ماذا تقول في "كورونا" التي سيطرت على حياتنا؟ - نسأل الله أن يعافينا من هذا الوباء الذي طال أمده، وأضر بالعالم أجمع، وأوقف جميع الأنشطة بما فيها الفنية والثقافية، وإن كانت بعض القنوات والقطاعات تحاول أن تتحايل وتمارس نشاطها عن بُعد وتقدّم مواد ترفيهية للتخفيف عن الناس، وبالنسبة للكويت هناك حالة ركود، باستثناء بعض الشركات الإنتاجية الغنائية التي تسعى لمزاولة نشاطها وفق الاشتراطات الصحية. • ظهرت بعض الأغنيات الخاصة بـ "كورونا" لمواكبة الحدث، فهل تعتقد أن مثل هذه الأغنيات تعيش أم تختفي باختفاء الوباء؟ - هذه الأغاني مجرد "فرقعة"، وكنت أتمنى عدم وجود أغنيات عن "كورونا"، حتى ولو بشكل ساخر، لأن الناس فيها ما يكفيها من رعب وإصابات ووفيات في كل أنحاء العالم، فالأغاني لا بدّ أن تكون للأمل والفرح ونشر البهجة. • لماذا تتألق فرقة التلفزيون أحياناً، ثم يخفت بريقها في أحايين أخرى، وتنزوي بعيداً عن الأضواء؟ - إدارة التلفزيون غير مهتمة بهذه الفرقة، رغم أننا عرضنا المشاركة في البرامج أو أي أعمال أخرى، وكانت تمثّل الكويت في المهرجانات والمؤتمرات والأسابيع الثقافية، ويبدو أن بعض المسؤولين لا يعرفون مدى أهمية هذه الفرقة التي يجب أن تتبناها الدولة، فهي نواة لفرقة قومية تمثّل الدولة في المحافل الخارجية وجميع المناسبات، وهذه الفرقة قدمت أعمالا مميزة ومتنوعة، وتضم نخبة من الفنانين، خاصة الشباب، ومع الأسف لم يتسلموا رواتبهم منذ أكثر من ثمانية أشهر، فكيف يعيشون أو يواجهون حياتهم؟ كبار الشعراء • هل هناك رسالة محددة توجهها إلى المسؤولين حول هذه الفرقة ومستقبلها؟ - فرقة التلفزيون في خطر، وندق جرس الإنذار، لأن إهمال هذه الفرقة سيقضي عليها، وهم نخبة من شباب الفنانين الكويتيين من الصعب تجميعهم مرة أخرى، ومن الضروري الحفاظ عليها حتى المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب ابتعد عنها في الفترة الأخيرة، ولا ندري لماذا؟ فلا يعقل أن يكون هذا هو مصير فرقة التلفزيون التي تعامل معها كبار الشعراء، سواء في الفصحى أو العامية، وكذلك الملحنون، ومنهم على سبيل المثال أحمد باقر ود. عبدالله العتيبي ونجم العميري وأحمد البقشي وأحمد القطامي وبدر الجويهل وغنام الديكان، فخسارة أن تذهب إلى زوايا النسيان وتصبح من الماضي وتواجه مصيرا مجهولا، لمصلحة من ذلك بعد أن حافظت على الأصالة والتراث الكويتي، ولا تزال؟ الأغنية الكويتية • هل فقدت الأغنية الكويتية هويتها في ظل العولمة؟ - لا أعتقد أن الأغنية الكويتية فقدت هويتها، لأن الكويت فيها مبدعون كبار يعرفون كيف يحافظون على هويتهم وتراثهم الغنائي، سواء من ناحية الكلمة أو الألحان، ونسعى دائما للحفاظ على الإيقاعات الخليجية. المستوى العربي • هل لك شروط معينة لقبول تلحين الأعمال الغنائية؟ - بالنسبة لتلفزيون الكويت، لا يوجد لديّ شروط، وهم يعرفون قيمة الملحنين الموجودين على الساحة، وقدّموا أعمالا كبيرة ذات مستوى رفيع والتعامل مع الأوبريتات التي تحتاج للغناء الجماعي والملابس والرقصات الشعبية والإيقاعات والأوزان والسامري والبحري، وغير ذلك، سواء على المستوى العربي أو الخليجي، فكل بلد له إيقاعاته وتراثه اللذين يتم توظيفهما في مثل هذه الأعمال الوطنية، وبالتأكيد هذا يختلف عن الأغنية الفردية السريعة، وبشكل عام لا بد أن يكون العمل الذى أتصدى لتلحينه نال إعجابي وتفاعلت معه حتى أقدّم أفضل ما لدي، وأعتقد أن هناك كثيرا من الأوبريتات والأعمال الفنية التي قدمتها لا تزال تعرض حتى يومنا هذا، ويتفاعل معها الجمهور. • برأيك، لماذا تراجعت الأوبريتات الوطنية إنتاجياً بعد أن كانت مزدهرة؟ - هذا صحيح، وفي فترات سابقة كان نشاطنا واضحا في وزارة التربية، كما قدمت الشيخة أنفال أعمالا ممتازة، وربما الأجواء العامة في الآونة الأخيرة لم تساعد على ظهور مثل هذه الأوبريتات، خاصة مع مرض صاحب السمو الراحل ثم وفاته، يرحمه الله ويسكنه فسيح جناته، وكذلك انتشار هذا الوباء، لكن كلنا أمل في عودة النشاط قريبا في عهد سمو الأمير الشيخ نواف الأحمد وولي عهده الأمين الشيخ مشعل الأحمد، حفظهما الله ورعاهما. توفيق كبير • هل ندمت على بعض الأعمال التي قدمتها خلال مشوارك الفني الطويل وتعتبرها سقطة؟ - لا يوجد في تاريخي عمل ندمت على تقديمه، لأنه ببساطة أفكر مليا قبل تقديمه، فإذا شعرت أنني غير مقتنع أو مرتاح أبتعد عنه، وهذا منذ بدايتي وحتى الآن، وأستطيع أن أقول كان هناك توفيق كبير من الله سبحانه وتعالى لي في كل أعمالي، وحققت نجاحا طيبا بشهادة الجميع. الالتزامات العائلية • هل لك طقوس معينة وأنت تصنع ألحانك؟ - لا توجد طقوس معينة، سوى أن أكون في مزاج معتدل، ولدي رغبة في البدء بعمل هذه الألحان داخل غرفتي الخاصة وعلى مكتبي، وربما كنت متفرغا تماما في بداياتي لإنجاز موسيقاي، لكن الآن أصبحت لديّ أوقات أخرى لقراءة القرآن الكريم والكتب والالتزامات العائلية. الملحنون الشباب • ظهرت مجموعة من الملحنين الشباب في السنوات الأخيرة، فهل يشكلون تيارا جديدا بالنسبة لكبار الملحنين القدامى؟ - نتمنى لهم النجاح والتوفيق بالطبع، لكن أعتقد أنهم لا يزالون يسيرون على نفس الطريق الذي نسير عليه، ولا نستطيع أن نقول إن هناك تيارا جديدا في التلحين، لكن محاولات، أما بالنسبة للشعراء فالأمر يختلف، فهم يحاولون تقديم كلمة جديدة. زملاء وأصدقاء • يحصد المطرب الشهرة، بينما الملحن والشاعر لا ينال منها إلا القليل، ألا يسبب لك هذا الأمر نوعا من الغيرة؟ - المطرب يعبّر عن النص ومعانيه، ولولاه ما ظهرت ألحاننا، فهو سفيرنا إلى الجمهور الذي يستمع لموسيقانا من خلاله، فنحن زملاء وأصدقاء، ونتعاون في سبيل ظهور عمل إبداعي جيد ومتميز يسعد الناس، فنجاح المطرب هو نجاح لنا، فكل يؤدي دوره وعمله. أوقات مختلفة • من يطرب الموسيقار غنام الديكان ويحب أن يسمعه في أوقات الفراغ عربيا وخليجيا؟ - على المستوى العربي أستمع لكوكب الشرق أم كلثوم وعبد الوهاب، أما في الخليج والكويت فأستمع للجميع في أوقات مختلفة، سواء من تعاملت معهم أو لا. الصحة والعافية • أخيرا... رسالة توجهها للفنان القدير شادي الخليج بعد أن طالت فترة مرضه؟ - أتمنى له الصحة والعافية والعودة إلينا جميعا سالما معافى إن شاء الله، ليقدم فنه وإبداعه، ليثري الحياة الثقافية والفنية، كما عودنا دائما، شفاه الله وعافاه.
مشاركة :