في الهند نشأت أربعة أديان رئيسية هي: الهندوسية والبوذية والجاينية والسيخية، في حين أن الزرادشتية، اليهودية، والمسيحية والإسلام وصلت إليها في الألفية الأولى الميلادية، وشكلت هذه الديانات والثقافات التنوع الثقافي للمنطقة، ويأتي الإسلام في المرتبة الثانية للأديان على أكبر ثاني دولة بالعالم من حيث عدد السكان. ويدرك كثيرون منا توابع المستجدات في العشرين عاما المنصرمة وأضرارالإرهاب التي لحقت بالدول العربية والخسائرالتي تكبدتها دولتنا في مكافحة الإرهاب وتصاعد العمليات الإرهابية، ما يحتم على جميع المؤسسات تكاتف الجهود والمفاهيم والركائز لنشر ثقافة التعايش والنهوض برسالة التعليم من التأويل والتفسيرإلى التطبيق. وترجمة الغموض الذي يكتنف الرسائل الدعوية إلى لغة واضحة بعيدا عن مآزق الفهم وخلع الصيغ القديمة التي ألبسوها للعقول الجديدة بما لا يتوافق مع مصالح البلاد ليكون المنهج والأغراض ظاهرة وغير مخفية، وبعيدة عن المؤامرة والاختباء خلف هؤلاء المغرر بهم من الشباب. إننا أمام تقنيات ذهنية غريبة تتغير بدلالة الموضوعات التي تنص على العنف والقتل، وترتبط بتاريخ اجتماعي كان يصفق بحرارة لمن يقتل أميركيا أو أوروبياً ويفرح بقتل الكفار وكانت علائق مرتبطة بثقافات دينية جدلية بين الحلال والحرام. إن معظم الناس لا يحلل هذه الإشارات وهذه التوترات بصفتها وإنما يذهب بعيداً عن ردود الفعل الاجتماعية المفترض أن تكون، ويخلق أسباباً تلغي جميع الخطابات السابقة ويفسر التاريخ الواقعي مجردا من المعنى، ويبرئ القاعدة من كل الأفعال المشينة التي ارتكبتها بحق الآمنين والدولة ويجرّم الفعل الحاضر فقط، وفي الحقيقة هي تبعات للفكر المنحرف وامتداد لأولئك الذين فجروا وقتلوا الأبرياء وشوهوا صورة الإسلام في عيون العالم وجعلوا من المسلم إرهابيا ومجرما. وبالتالي أدت بعض الخلافات في المجتمع الواحد إلى تفاوت وتحول شرس ومذاهب متنافرة غابت على إثرها بعض التجارب الناجحة في العالم وكمثال : لدولة الهند ذلك النموذج الحي تملك مجتمعا متعدد الديانات، كما أنه متعدد اللغات ومتعدد الأعراق وأيضا هي موطن التنوعات في الحياة بأنواع مختلفة النواحي، والعديد من الامبراطوريات، كانت شبه القارة الهندية معروفة بثرواتها التجارية والثقافية لفترة كبيرة من تاريخها، ونالت استقلالها بطرق سلمية بعيدة عن العنف، وشعارها الوطني»الحقيقة وحدها تنتصر». ولا شك أن هناك اختلافاً كبيراً فالأمثلة والشواهد تقول إننا نمتلك اعتقادا سليما للإسلام وبناء اجتماعيا يدل على تفاعل السكان مع البيئة ومع الظروف الاجتماعية المحيطة والنواحي الجغرافية والاقتصادية وكذلك مستوى المعيشة وحالة العادات والتقاليد، ولكن هذه المميزات الوصفية تحتاج إلى شكل من أشكال الملاحظة ودراسة لها بواعث تفسر هذا النزوع نحو العنف وخيانة الوطن فالإنسان لا يولد مجرماً. وهكذا تبدو هذه الكائنات البشرية غريبة على مجتمعنا وديننا وحقيقتنا وتعد نوعاً خاصاً من الظواهر، تريد أن تؤكد أن فئة قليلة خاسرة تعيق السلام الاجتماعي وتنذر بعنف لا مبرر له رغم كل المعطيات الإيجابية التي تمنحها الدولة لمواطنيها والمقيمين فيها وتفتقدها دول العالم، ورب من يسأل عن السبب والمشكلة الأساسية التي دعت هؤلاء الصبية للالتحاق بالمنظمات الإرهابية داعش وغيرها. ولهذا فإن النهوض بمستقبل الأمة يحتم على الآباء مراقبة الأبناء وتوفير ما يُستطاع لهم من أدوات لخوض حياة كريمة بعيدة عن الفقر والانحراف، وكيفما كان البناء لابد من تطور التفكير العلمي والملاحظة المنهجية للمجتمعات الإنسانية.
مشاركة :