غَــداً الأربعاء وفي محافظة الطائف تنطلق فعاليات (سُــوق عُــكَــاظ) لهذا العام في نسخته التاسعة، حيث تعود إلى ذلك المكان عبق الأصالة والتراث، وتلك السِـجَـالات الأدبية التي كانت حاضرة عند العرب هناك قبل ما يزيد على (3000 سنة).مساء الــغَــد تعود صورة (الأعشى والنابغة وطرفة بن العبد وامرئ القيس) إلى الحياة، ولكن بلغة عصرية!!(سُــوق عُــكَــاظ) أيقظه من سُــبَــاته عَــرّابه (الفَـيْـصَــلُ) (خَــالِــد) مستشار خادم الحرمين الشريفين، أمير منطقة مكة المكرمة قبل تسع سنوات، فجاء مختلفاً، إذ خَــرج من دائرة اجترار الماضي، واستحضار صورته الذهنية إلى أن يكون مهرجاناً معرفياً حضارياً، يستأنِــسُ بالماضي (نعم)، ولكن لِينطلق من موروثه التاريخي الأصيل؛ ليساهمَ في بناء مشهد فكري عربي يجمع بين الأصالة والمعاصَــرة!(عُــكَــاظ) رغم عمره القصير الذي لم يصــل بَـعْـــدُ إلى (عشر سنوات) حقق نجاحات كبيرة في برامجه وجوائزه في (الشعر والرسم والتصوير والخط العربي، وفي الحِـرَف اليدوية والفلكلور، وكذا في أكاديمياته الأدبية المتخصصة)!شاهد تلك النجاحات كثافة الزائرين ميدانياً التي اقتربت في دورته الماضية من (نصف مليون زائر)، وكذا المردود الاقتصادي على مدينة الطائف وأهلها حيث أنفق الزائرون لـ (عُــكَــاظ) في دورته الماضية ما يزيد على 21 مليون ريال، أيضاً هناك الحضور اللافت للسّـوق في الذاكرة الثقافية والإعلامية على الصّـعِـيدين المحلي والعَـربي!والرائع في القائمين على (سُــوق عُــكَــاظ) أنهم لم يقفوا عند محطة ما تحقّـقّ له من نجاحات، بل أرادوا القفز إلى محطات أخرى من التفوق في شتى المجالات؛ ولذا نظموا خلال الأشهر الماضية العديد من الــوِرش الثقافية التي شارك فيها نخبة من رؤساء الأندية الأدبية والمفكرين والإعلاميين، وأخرى مع هيئة السياحة ومختصين فيها؛ لاستشراف المستقبل، والبحث عن آفاق أوسع من الـتَـمَــيّــز خلال السنوات الخمس المقبلة!ولأن (عُــكَــاظ) ليس مجرد مكان وتضاريس، بل هو ذاكرة ومستقبل أمّــة؛ فهناك مئات الألوف تشتاق لزيارته؛ ولأن مساحة اليوم انتهت، والتّـعَـدّيات في الصحيفة ممنوعة فهذا ما سوف نتحدث عنه غداً، فـفـضـلاً لاتذهبوا بعيداً. aaljamili@yahoo.com
مشاركة :