الأدب بصور فنونه المتنوعة يحاول أسر التجارب الإنسانية المنفتحة واللامتناهية لثراء التجربة البشرية، ولا شك أن الشعر أحد هذه الفنون التي تحاول التحليق في فضاء الخيال، وربما هو الوسيلة الأكثر فاعلية في التعبير عن الأحلام والانفعالات والهواجس في وعي الإنسان وفي اللاوعي أيضا، وتتنوع روافد القصيدة من حيث الموضوع والشكل ليستمر العطاء الفني متجددا ودائما كما النهر..تنشر "البوابة نيوز" عددا من القصائد الشعرية لمجموعة من الشعراء يوميا.واليوم ننشر قصيدة بعنوان "نهج البردة" لأمير الشعراء أحمد شوقي، وذلك تزامنا مع احتفالات الأمة الإسلامية بالمولد النبوي الشريف.ريـمٌ عـلى القـاعِ بيـن البـانِ والعلَمِأَحَـلّ سـفْكَ دمـي فـي الأَشهر الحُرُمِرمـى القضـاءُ بعيْنـي جُـؤذَر أَسدًايـا سـاكنَ القـاعِ، أَدرِكْ ساكن الأَجمِلمــا رَنــا حــدّثتني النفسُ قائلـةًيـا وَيْـحَ جنبِكَ، بالسهم المُصيب رُمِيجحدته، وكـتمت السـهمَ فـي كبديجُـرْحُ الأَحبـة عنـدي غـيرُ ذي أَلـمِرزقـتَ أَسـمح مـا في الناس من خُلقإِذا رُزقـتَ التمـاس العـذْر فـي الشِّيَمِيـا لائـمي في هواه - والهوى قدَرٌ -لـو شـفَّك الوجـدُ لـم تَعـذِل ولم تلُمِِلقــد أَنلْتُــك أُذْنًــا غـير واعيـةٍورُبَّ منتصـتٍ والقلـبُ فـي صَمـمِيـا نـاعس الطَّرْفِ لاذقْتَ الهوى أَبدًاأَسـهرْتَ مُضنـاك في حفظِ الهوى، فنمِأَفْـديك إِلفً، ولا آلـو الخيـالَ فِـدًىأَغـراك بـالبخلِ مَـن أَغـراه بـالكرمِسـرَى، فصـادف جُرحًـا داميً، فأَسَاورُبَّ فضــلٍ عـلى العشـاقِ للحُـلُمِمَــن المـوائسُ بانًـا بـالرُّبى وقَنًـااللاعبـاتُ برُوحـي، السـافحات دمِي؟الســافِراتُ كأَمثـالِ البُـدُور ضُحًـىيُغِـرْنَ شـمسَ الضُّحى بالحَلْي والعِصَمِالقــاتلاتُ بأَجفــانٍ بهــا سَــقَمٌوللمنيــةِ أَســبابٌ مــن السّــقَمِالعــاثراتُ بأَلبــابِ الرجـال، ومـاأُقِلـنَ مـن عـثراتِ الـدَّلِّ في الرَّسمِالمضرمـاتُ خُـدودً، أسـفرت، وَجَلتْعــن فِتنـة، تُسـلِمُ الأَكبـادَ للضـرَمِالحــاملاتُ لــواءَ الحسـنِ مختلفًـاأَشــكالُه، وهـو فـردٌ غـير منقسِـمِمـن كـلِّ بيضـاءَ أَو سـمراءَ زُيِّنتاللعيـنِ، والحُسـنُ في الآرامِ كالعُصُمِيُـرَعْنَ للبصـرِ السـامي، ومن عجبٍإِذا أَشَــرن أَســرن الليـثَ بـالعَنمِوضعـتُ خـدِّي، وقسَّـمتُ الفؤادَ ربًىيَـرتَعنَ فـي كُـنُسٍ منـه وفـي أَكـمِيـا بنـت ذي اللِّبَـدِ المحـميِّ جانِبُـهأَلقـاكِ فـي الغاب، أَم أَلقاكِ في الأطُمِ؟مـا كـنتُ أَعلـم حـتى عـنَّ مسـكنُهأَن المُنــى والمنايـا مضـرِبُ الخِـيمِمَـنْ أَنبتَ الغصنَ مِنْ صَمصامةٍ ذكرٍ؟وأَخـرج الـريمَ مِـن ضِرغامـة قرِمِ؟بينـي وبينـكِ مـن سُـمْرِ القَنا حُجُبومثلُهــا عِفَّــةٌ عُذرِيــةُ العِصَـمِلـم أَغش مغنـاكِ إِلا في غضونِ كَرًىمَغنــاك أَبعــدُ للمشـتاقِ مـن إِرَمِيـا نفسُ، دنيـاكِ تُخْـفي كـلَّ مُبكيـةٍوإِن بــدا لـكِ منهـا حُسـنُ مُبتسَـمِفُضِّـي بتقـواكِ فاهًـا كلمـا ضَحكتْكمــا يُفـضُّ أَذَى الرقشـاءِ بـالثَّرَمِمخطوبـةٌ - منـذُ كان الناسُ - خاطبَةٌمـن أَولِ الدهـر لـم تُـرْمِل، ولم تَئمِيَفنـى الزّمـانُ، ويبقـى مـن إِساءَتِهاجــرْحٌ بـآدم يَبكـي منـه فـي الأَدمِلا تحــفلي بجناه، أَو جنايتهــاالمـوتُ بـالزَّهْر مثـلُ المـوت بالفَحَمِكـم نـائمٍ لا يَراه، وهـي سـاهرةٌلــولا الأَمـانيُّ والأَحـلامُ لـم ينـمِطــورًا تمـدّك فـي نُعْمـى وعافيـةٍوتـارةً فـي قـرَار البـؤس والـوَصَمِكـم ضلَّلتـكَ، وَمَـن تُحْجَـبْ بصيرتُهإِن يلـقَ صابـا يَـرِد، أَو عَلْقمـا يَسُمِيــا ويلتـاهُ لنفسـي! راعَهـا ودَهـامُسْـوَدَّةُ الصُّحْـفِ فـي مُبْيَضَّـةِ اللّمَمِركَضْتهـا فـي مَـرِيع المعصياتِ، وماأَخـذتُ مـن حِمْيَـةِ الطاعـات للتُّخَـمِهــامت عـلى أَثَـرِ اللَّـذاتِ تطلبُهـاوالنفسُ إِن يَدْعُهـا داعـي الصِّبـا تَهمِصــلاحُ أَمـرِك للأَخـلاقِ مرجِعُـهفقـــوِّم النفسَ بــالأَخلاقِ تســتقمِوالنفسُ مـن خيرِهـا فـي خـيرِ عافيةٍوالنفسُ مـن شـرها فـي مَـرْتَعٍ وَخِمِتطغـى إِذا مُكِّـنَتْ مـن لـذَّةٍ وهـوًىطَغْـيَ الجيـادِ إِذا عَضَّـت على الشُّكُمِإِنْ جَـلَّ ذَنبـي عـن الغُفـران لي أَملٌفي اللـهِ يجـعلني فـي خـيرِ مُعتصَمِأُلقـي رجـائي إِذا عـزَّ المُجـيرُ علىمُفـرِّج الكـرب فـي الـدارينِ والغمَمِإِذا خــفضتُ جَنــاحَ الـذُّلِّ أَسـأَلهعِـزَّ الشفاعةِ لـم أَسـأَل سـوى أَمَمِوإِن تقـــدّم ذو تقــوى بصالحــةٍقــدّمتُ بيــن يديـه عَـبْرَةَ النـدَمِلـزِمتُ بـابَ أَمـير الأَنبيـاءِ، ومَـنْيُمْسِـكْ بمِفتــاح بـاب اللـه يغتنِـمِفكــلُّ فضـلٍ، وإِحسـانٍ، وعارفـةٍمــا بيــن مســتلمٍ منـه ومُلـتزمِعلقـتُ مـن مدحـهِ حـبلًا أعـزُّ بـهفـي يـوم لا عِـزَّ بالأَنسـابِ واللُّحَـمِيُـزرِي قَـرِيضِي زُهَـيْرًا حين أَمدحُهولا يقـاسُ إِلـى جـودي لـدَى هَـرِمِمحــمدٌ صفـوةُ البـاري، ورحمتُـهوبغيَـةُ اللـه مـن خَـلْقٍ ومـن نَسَـمِوصـاحبُ الحـوض يـومَ الرُّسْلُ سائلةٌمتـى الـورودُ؟ وجـبريلُ الأَمين ظَميســناؤه وســناهُ الشــمسُ طالعـةًفـالجِرمُ فـي فلـكٍ، والضوءُ في عَلَمِقـد أَخطـأَ النجـمَ مـا نـالت أُبوَّتُـهمـن سـؤددٍ بـاذخ فـي مظهَـرٍ سَنِمنُمُـوا إِليـه، فـزادوا في الورَى شرَفًاورُبَّ أَصـلٍ لفـرع فـي الفخـارِ نُميحَــوَاه فـي سُـبُحاتِ الطُّهـرِ قبلهـمنـوران قامـا مقـام الصُّلـبِ والرَّحِملمــا رآه بَحــيرا قــال: نعرِفُــهبمـا حفظنـا مـن الأَسـماءِ والسِّـيمِسـائلْ حِراءَ، وروحَ القدس: هل عَلمامَصـونَ سِـرٍّ عـن الإِدراكِ مُنْكَـتِمِ؟كــم جيئـةٍ وذهـابٍ شُـرِّفتْ بهمـابَطحـاءُ مكـة فـي الإِصبـاح والغَسَمِووحشةٍ لابــنِ عبـد اللـه بينهمـاأَشـهى من الأُنس بالأَحبـاب والحشَمِيُسـامِر الوحـيَ فيهـا قبـل مهبِطـهومَـن يبشِّـرْ بسِـيمَى الخـير يَتَّسِـمِلمـا دعـا الصَّحْـبُ يستسقونَ من ظمإٍفاضتْ يـداه مـن التسـنيم بالسَّـنِمِوظلَّلَتــه، فصــارت تسـتظلُّ بـهغمامــةٌ جذَبَتْهــا خِــيرةُ الــديَمِمحبــةٌ لرســولِ اللــهِ أُشــرِبَهاقعـائدُ الدَّيْـرِ، والرُّهبـانُ فـي القِمـمِإِنّ الشــمائلَ إِن رَقَّــتْ يكـاد بهـايُغْـرَى الجَمـادُ، ويُغْـرَى كلُّ ذي نَسَمِونـودِيَ: اقـرأْ. تعـالى اللـهُ قائلُهـالـم تتصـلْ قبـل مَـن قيلـتْ له بفمِهنــاك أَذَّنَ للرحــمنِ، فــامتلأَتأَســماعُ مكَّــةَ مِـن قُدسـيّة النَّغـمِفـلا تسـلْ عـن قريش كيف حَيْرتُه؟وكـيف نُفْرتُهـا فـي السـهل والعَلمِ؟تسـاءَلوا عـن عظيـمٍ قـد أَلـمَّ بهـمرمَــى المشــايخَ والولـدانَ بـاللَّممِيـا جـاهلين عـلى الهـادي ودعوتِـههـل تجـهلون مكـانَ الصـادِقِ العَلمِ؟لقَّبتمــوهُ أَميـنَ القـومِ فـي صِغـرٍومــا الأَميــنُ عـلى قـوْلٍ بمتّهَـمِفـاق البـدورَ، وفـاق الأَنبيـاءَ، فكـمْبـالخُلْق والخَـلق مِـن حسْنٍ ومِن عِظمِجـاءَ النبيـون بالآيـاتِ، فـانصرمتوجئتنــا بحــكيمٍ غــيرِ مُنصَـرمِآياتُــه كلّمــا طـالَ المـدَى جُـدُدٌيَــزِينُهنّ جــلالُ العِتــق والقِـدمِيكــاد فــي لفظــةٍ منـه مشـرَّفةٍيـوصِيك بـالحق، والتقـوى، وبالرحمِيـا أَفصـحَ النـاطقين الضـادَ قاطبـةًحديثُك الشّـهدُ عنـد الـذائقِ الفهِـمِحَـلَّيتَ مـن عَطَـلٍ جِـيدَ البيـانِ بهفـي كـلِّ مُنتَـثِر فـي حسـن مُنتظِمِبكــلِّ قــولٍ كـريمٍ أَنـت قائلُـهتُحْـيي القلـوبَ، وتُحْـيي ميِّـتَ الهِممِسَــرَتْ بشــائِرُ بالهـادي ومولِـدهفي الشرق والغرب مَسْرى النورفي الظلمِتخـطَّفتْ مُهَـجَ الطـاغين مـن عربٍوطــيَّرت أَنفُسَ البـاغين مـن عجـمِرِيعـت لهـا شُرَفُ الإِيوان، فانصدعتمـن صدمـة الحق، لا من صدمة القُدمِأَتيـتَ والنـاسُ فَـوْضَى لا تمـرُّ بهمإِلاّ عـلى صَنـم، قـد هـام فـي صنمِوالأَرض مملــوءَةٌ جـورً، مُسَـخَّرَةٌلكــلّ طاغيـةٍ فـي الخَـلْق مُحـتكِمِمُسَـيْطِرُ الفـرْسِ يبغـى فـي رعيّتـهِوقيصـرُ الـروم مـن كِـبْرٍ أَصمُّ عَمِيُعذِّبــان عبــادَ اللــهِ فـي شُـبهٍويذبَحــان كمــا ضحَّــيتَ بـالغَنَمِوالخــلقُ يَفْتِــك أَقـواهم بـأَضعفِهمكــاللَّيث بـالبَهْم، أَو كـالحوتِ بـالبَلَمِأَســرَى بـك اللـهُ ليـل، إِذ ملائكُـهوالرُّسْـلُ في المسجد الأَقصى على قدَمِلمــا خـطرتَ بـه التفُّـوا بسـيدِهمكالشُّـهْبِ بـالبدرِ، أَو كـالجُند بـالعَلمِصـلى وراءَك منهـم كـلُّ ذي خـطرٍومن يفُــز بحــبيبِ اللـه يـأْتممِجُـبْتَ السـمواتِ أَو مـا فـوقهن بهمعـــلى منــوّرةٍ دُرِّيَّــةِ اللُّجُــمِرَكوبـة لـك مـن عـزٍّ ومـن شرفٍلا فـي الجيـادِ، ولا فـي الأَيْنُق الرسُمِمَشِــيئةُ الخـالق البـاري، وصَنعتُـهوقدرةُ اللــه فـوق الشـك والتُّهَـمِحــتى بلغـتَ سـماءً لا يُطـارُ لهـاعـلى جَنـاحٍ، ولا يُسْـعَى عـلى قَـدمِوقيــل: كــلُّ نبــيٍّ عنـد رتبتِـهويــا محـمدُ، هـذا العـرشُ فاسـتلمِخــطَطت للـدين والدنيـا علومَهمـايـا قـارئَ اللـوح، بـل يا لامِسَ القَلمِأَحــطْتَ بينهمـا بالسـرِّ، وانكشـفتْلـك الخـزائنُ مـن عِلْـم، ومـن حِكمِوضـاعَفَ القُـربُ مـاقُلِّدْتَ مـن مِنَنٍبـلا عِـدادٍ، ومـا طُـوِّقتَ مـن نِعـمِسـلْ عصبـةَ الشِّركِ حولَ الغارٍ سائمةًلــولا مطـاردةُ المختـار لـم تُسـمِهـل أبصروا الأَثر الوضَّاءَ، أَم سمِعواهمْسَ التسـابيحِ والقـرآن مـن أَمَـمِ؟وهــل تمثّـل نسـجُ العنكبـوتِ لهـمكالغـابِ، والحائمـاتُ الزُّغْبُ كالرخمِ؟فــأَدبرو، ووجــوهُ الأَرضِ تلعنُهـمكبــاطلٍ مـن جـلالِ الحـق منهـزِمِلـولا يـدُ اللـهِ بالجـارَيْنِ مـا سـلِماوعينُـه حـولَ ركـنِ الـدين; لـم يقمِتوارَيــا بجَنــاح اللــهِ، واسـتترَاومــن يضُـمُّ جنـاحُ اللـه لا يُضَـمِيـا أَحـمدَ الخـيْرِ، لـي جـاهٌ بتسْمِيَتيوكـيف لا يتسـامى بالرسـولِ سمِي؟المــادحون وأَربــابُ الهـوى تَبَـعٌلصـاحبِ الـبُرْدةِ الفيحـاءِ ذي القَـدَمِمديحُـه فيـك حـبٌّ خـالصٌ وهـوًىوصـادقُ الحـبِّ يُمـلي صـادقَ الكلمِاللــه يشــهدُ أَنــي لا أُعارضُــهمـن ذا يعارضُ صوبَ العارضِ العَرِمِ؟وإِنَّمـا أَنـا بعـض الغـابطين، ومَـنيغبِــطْ وليَّــك لا يُــذمَمْ، ولا يُلَـمِهــذا مقــامٌ مـن الرحـمنِ مُقتَبسٌتَــرمي مَهابتُــه سَــحْبانَ بـالبَكمِالبـدرُ دونـكَ فـي حُسـنٍ وفي شَرفٍوالبحـرُ دونـك فـي خـيرٍ وفي كرمِشُـمُّ الجبـالِ إِذا طاولتَهـا انخـفضتوالأَنجُـمُ الزُّهـرُ مـا واسـمتَها تسِـمِوالليــثُ دونـك بأْسًـا عنـد وثبتِـهإِذا مشـيتَ إِلـى شـاكي السـلاح كَمِيتهفــو إِليـكَ - وإِن أَدميـتَ حبَّتَهـافـي الحـربِ - أَفئـدةُ الأَبطالِ والبُهَمِمحبـــةُ اللــهِ أَلقاه، وهيبتُــهعـلى ابـن آمنـةٍ فـي كـلِّ مُصطَدَمِكـأَن وجـهَك تحـت النَّقْـع بدرُ دُجًىيضــيءُ مُلْتَثِمً، أَو غـيرَ مُلتثِـمِبــدرٌ تطلَّــعَ فــي بـدرٍ، فغُرَّتُـهكغُـرَّةِ النصـر، تجـلو داجـيَ الظلَـمِذُكِـرْت بـاليُتْم فـي القـرآن تكرمـةًوقيمةُ اللؤلـؤ المكنـونِ فـي اليُتـمِاللــهُ قسّــمَ بيــن النـاسِ رزقَهُـمُوأَنـت خُـيِّرْتَ فـي الأَرزاق والقِسـمِإِن قلتَ في الأَمرِ:"لا"أَو قلتَ فيه: "نعم"فخيرَةُ اللهِ في "لا" منـك أَو "نعمِ"أَخـوك عيسـى دَعَـا ميْتً، فقـام لهُوأَنــت أَحـييتَ أَجيـالًا مِـن الـرِّممِوالجـهْل مـوتٌ، فـإِن أُوتيـتَ مُعْجِزةًفـابعثْ من الجهل، أَو فابعثْ من الرَّجَمِقـالوا: غَـزَوْتَ، ورسْـلُ اللهِ ما بُعثوالقتْــل نفس، ولا جـاءُوا لسـفكِ دمِجـهلٌ، وتضليـلُ أَحـلامٍ، وسفسـطةٌفتحـتَ بالسـيفِ بعـد الفتـح بـالقلمِلمـا أَتـى لـكَ عفـوًا كـلُّ ذي حَسَبٍتكفَّــلَ الســيفُ بالجهـالِ والعَمَـمِوالشـرُّ إِن تَلْقَـهُ بـالخيرِ ضِقـتَ بـهذَرْعً، وإِن تَلْقَــهُ بالشـرِّ يَنحسِـمِسَـل المسـيحيّةَ الغـراءَ: كـم شرِبتبالصّـاب مـن شَـهوات الظـالم الغَلِمِطريـدةُ الشـركِ، يؤذيه، ويوسـعُهافـي كـلِّ حـينٍ قتـالًا سـاطعَ الحَدَمِلــولا حُمـاةٌ لهـا هبُّـوا لنصرَتِهـابالسـيف مـا انتفعـتْ بالرفق والرُّحَمِلــولا مكـانٌ لعيسـى عنـد مُرسِـلهِوحُرمَـةٌ وجـبتْ للـروح فـي القِـدَمِلَسُـمِّرَ البـدَنُ الطُّهـرُ الشـريفُ علىلَوْحَـيْن، لـم يخـشَ مؤذيـه، ولم يَجمِِجـلَّ المسـيحُ، وذاقَ الصَّلـبَ شـانِئهُإِن العقــابَ بقـدرِ الـذنبِ والجُـرُمِأَخُـو النبـي، وروحُ اللـهِ فـي نُـزُلفُـوقَ السـماءِ ودون العـرشِ مُحترَمِعلَّمْتَهــم كـلَّ شـيءٍ يجـهلون بـهحـتى القتـالَ ومـا فيـه مـن الـذِّمَمِدعــوتَهم لِجِهَــادٍ فيــه سـؤددُهُمْوالحـربُ أُسُّ نظـامِ الكـونِ والأُمـمِلـولاه لـم نـر للـدولاتِ فـي زمـنمـا طـالَ مـن عمـد، أَو قَرَّ من دُهُمِتلــك الشــواهِدُ تَـتْرَى كـلَّ آونـةٍفي الأَعصُر الغُرِّ، لا في الأَعصُر الدُّهُمِبـالأَمس مـالت عروشٌ، واعتلت سُرُرٌلـولا القـذائفُ لـم تثْلَـمْ، ولـم تصمِأَشـياعُ عيسـى أَعَـدُّوا كـلَّ قاصمـةٍولــم نُعِـدّ سِـوى حـالاتِ مُنقصِـمِمهمـا دُعِيـتَ إِلـى الهيْجَـاءِ قُمْتَ لهاتـرمي بأُسْـدٍ، ويـرمي اللـهُ بـالرُّجُمِعــلى لِــوَائِكَ منهـم كـلُّ مُنتقِـمٍلله، مُســتقتِلٍ فـي اللـهِ، مُعـتزِمِمُســبِّح للقــاءِ اللــهِ، مُضطـرِمٍشـوق، عـلى سـابحٍ كالبرْقِ مضطرِمِلـو صـادفَ الدَّهـرَ يَبغِي نقلةً، فرمىبعزمِـهِ فـي رحـالِ الدهـرِ لـم يَرِمِبيـضٌ، مَفـاليلُ مـن فعلِ الحروبِ بهممن أَسْـيُفِ اللـهِ، لا الهندِيـة الخُـذُمِكـم فـي الـترابِ إِذا فتَّشت عن رجلٍمن مـاتَ بـالعهدِ، أَو من مات بالقسَمِلـولا مـواهبُ فـي بعـضِ الأَنام لماتفـاوت النـاسُ فـي الأَقـدار والقِيَـمِشــريعةٌ لـك فجـرت العقـولَ بهـاعـن زاخِـرٍ بصنـوفِ العلـم ملتطِـمِيلـوحُ حـولَ سـنا التوحـيدِ جوهرُهاكــالحلْي للسـيف أَو كالوشْـي للعَلـمِغـرّاءُ، حـامت عليهـا أَنفسٌ، ونُهًـىومـن يَجـدْ سَلسَـلًا مـن حكمـةٍ يَحُمِنـورُ السـبيل يسـاس العـالَمون بهـاتكــفَّلتْ بشــباب الدهــرِ والهَـرَمِيجـري الزمّـانُ وأَحكـامُ الزمانِ علىحُـكم له، نـافِذٍ فـي الخلق، مُرْتَسِمِلـمَّـا اعْتلَـت دولـةُ الإِسلامِ واتسَعتمشــتْ ممالِكُـهُ فـي نورِهـا التَّمـمِوعلَّمــتْ أُمــةً بــالقفر نازلــةًرعْـيَ القيـاصرِ بعـد الشَّـاءِ والنَّعَمِكـم شَـيَّد المصلِحُـون العـاملون بهافـي الشـرق والغرب مُلكًا باذِخَ العِظَمِللعِلـم، والعـدلِ، والتمـدينِ ما عزموامـن الأُمـور، ومـا شـدُّوا من الحُزُمِســرعان مـا فتحـوا الدنيـا لِملَّتِهـموأَنهلوا الناسَ مـن سَلسـالها الشَّـبِمِسـاروا عليهـا هُـداةَ الناس، فَهْي بهمإِلـى الفـلاحِ طـريقٌ واضـحُ العَظَـمِلا يهـدِمُ الدَّهـرُ رُكنًـا شـاد عـدلُهُمُوحــائط البغــي إِن تلمسْـهُ ينهـدِمِنـالوا السـعادةَ فـي الدَّارين، واجتمعواعـلى عميـم مـن الرضـوان مقتسـمِدعْ عنـك روم، وآثِين، ومـا حَوَتاكــلُّ اليـواقيت فـي بغـدادَ والتُّـوَمِوخــلِّ كِسـرى، وإِيوانًـا يـدِلُّ بـههــوى عـلى أَثَـرِ النـيران والأيُـمِواتْـرُكْ رعمسـيسَ، إِن الملـكَ مَظهرهُفـي نهضـة العدل، لا في نهضة الهرَمِدارُ الشــرائع رومـا كلّمـا ذُكـرَتْدارُ الســلام لهـا أَلقـتْ يـدَ السَّـلَمِمــا ضارَعَتهـا بيانًـا عنـد مُلْتَـأَمولا حَكَتهــا قضـاءً عنـد مُخـتصَمِولا احـتوت فـي طِـرازٍ مِن قياصِرهاعــلى رشـيدٍ، ومـأْمونٍ، ومُعتصِـمِمــن الــذين إِذا ســارت كتـائبُهمتصرّفــوا بحــدود الأَرض والتخُـمِويجلســونَ إِلــى علــمٍ ومَعرفـةٍفــلا يُدانَـوْن فـي عقـل ولا فَهَـمِيُطــأْطئُ العلمـاءُ الهـامَ إِن نَبَسُـوامـن هيبـةِ العلْـم، لا مـن هيبة الحُكُمِويُمطِـرون، فمـا بـالأَرضِ من مَحَلٍولا بمـن بـات فـوق الأَرضِ من عُدُمِخــلائفُ اللـه جـلُّوا عـن موازنـةٍفــلا تقيسـنّ أَمـلاكَ الـورى بهـمِمَـنْ فـي البريـة كالفـاروق مَعْدَلَةً؟وكـابن عبـد العزيـز الخاشعِ الحشمِ؟وكالإِمــام إِذا مــا فَـضَّ مزدحمًـابمــدمع فـي مـآقي القـوم مزدحـمِالزاخـر العـذْب فـي علْـم وفي أَدبٍوالنـاصر النَّـدْب في حرب وفي سلمِ؟أَو كـابن عفّـانَ والقـرآنُ فـي يـدِهِيحـنو عليـه كمـا تحـنو عـلى الفُطُمِويجـــمع الآي ترتيبًــا وينظمُهــاعقـدًا بجـيد الليـالي غـير منفصِـمِ؟جُرحـان فـي كبـدِ الإِسـلام ما التأَماجُـرْحُ الشـهيد، وجـرحٌ بالكتاب دميوما بلاءُ أَبي بكـر بمتَّهـمبعـد الجـلائل فـي الأَفعـال والخِـدمِبـالحزم والعـزم حـاطَ الدين في محنٍأَضلَّــت الحـلم من كهـلٍ ومحـتلمِوحِـدْنَ بالراشـد الفـاروق عن رشدٍفي الموت، وهو يقيـنٌ غير منبَهمِيجــادِلُ القــومَ مُسْــتَلًاّ مهنَّــدَهفي أَعظـم الرسْلِ قدرً، كيف لم يدمِ؟لا تعذلــوه إِذا طــاف الذهـولُ بهمات الحـبيبُ، فضلَّ الصَّبُّ عن رَغَمِيا ربِّ صَـلِّ وسـلِّم ما أَردتَ علىنـزيل عرشِـك خـيرِ الرسْـل كـلِّهمِمُحــيي الليـالي صـلاةً، لا يقطِّعُهـاإِلاَّ بــدمع مــن الإِشـفاق مُنسـجمِمســبِّحًا لـك جُـنْحَ الليـل، محـتملًاضُـرًّا من السُّهد، أَو ضُرًّا من الورَمِرضيَّــة نفسُــه، لا تشـتكي سـأمًاومـا مـع الحـبِّ إِن أَخلصت مِن سَأَمِوصــلِّ ربِّـي عـلى آلٍ لهُ نُخَـبٍجـعلتَ فيهـم لـواءَ البيـتِ والحـرمِبيـضُ الوجـوه، ووجهُ الدهر ذو حَلَكٍشُـمُّ الأُنـوف، وأَنـفُ الحادثات حميوأَهــد خـيرَ صـلاةٍ منـك أَربعـةًفي الصحـب، صُحبتُهم مَرْعيَّةُ الحُرَمِالــراكبين إِذا نــادى النبــيُّ بهـمما هـال مـن جَـلَلٍ، واشتد من عَمَمِالصــابرين ونفسُ الأَرض واجفــةٌالضــاحكين إِلـى الأَخطـار والقُحَـمِيا ربِّ، هبـتْ شـعوبٌ من منيّتهـاواســتيقظت أُمَـمٌ من رقْـدة العـدمِسـعدٌ، ونحـسٌ، ومُلـكٌ أَنـت مالِكـهتُــديلُ مِنْ نِعَـم فيـه، ومِنْ نِقَـمِرأَى قضــاؤك فينــا رأْيَ حكمتِـهأَكـرِمْ بوجـهك مـن قـاضٍ ومنتقـمِفـالطُفْ لأَجـلِ رسـولِ العـالمين بناولا تزدْ قومَــه خسـفً، ولا تُسـمِيـا ربِّ، أَحسـنت بَـدءَ المسـلمين بهفتمِّـم الفضـلَ، وامنـحْ حُسـنَ مُخْتَتَمِ.
مشاركة :