عندما كبر أبنائي واتسعت دائرة الإهتمام بهم أدركت أن الأمومة مسؤلية لا تقف عند نطاق الإنجاب والتغذية والعناية الجسدية والصحية فقط بل تلج بك إلى عالم واسع من المهام التي لاتنتهي فكثير منا يهمل النواحي النفسيةوالذهنية للأبناء. فهم لا يخبرونا ماذا يحدث لهم من متاعب لا يعرفون كيف يتعاملون مع كثير منها ونحن لا نتابع ولا نلاحظ مايحدث لهم ..فيكبرون وفي قلوبهم شرخ يتسع باتساع العمر ولا يلتئم بسهولة بل إن بعضهم يعاني من التكيف مع الآمهم التي لا يلاحظها الأباء ولا الأمهات. ويبدو أننا نفتقد مجالسة أبناءنا ودفعهم للحديث معنا عن متاعبهم وإن كانت صغيرة سواء في المدرسة أوفي الشارع أو مع الأصدقاء أو حتى مع الغرباء. وقدنصل إلى حد الثقة بأننا مطلعون على خفاياهم ولكننا في الحقيقة لا نعرف كل شيء وهم لايقولون كل شيء هنالك أحداث يفضلون مشاركتها مع أصدقائهم فالأبناء يعتبرون الأصدقاء منطقة أمان لهم أكثر من أبائهم وأمهاتهم ولكن الأصدقاء لايملكون الخبرة الكافية ليعالجوا متاعبهم فكيف بمتاعب غيرهم , لذلك لابد من أن نبني بيننا وبين أبناءنا جسور قوية من المشاركة الآمنة التي تدفعهم إلى الحديث معنا واللجوء إلينا عندما يواجهون مايرهقهم . علينا أن نحسن آلية الحوار معهم والبعد عن القسوة في عقابهم بل يجب أن نساعدهم في تجاوز مشاكلهم أولا ثم نلجأ للعقاب الهادف الذي يعلمهم كيف يتقون الوقوع في المتاعب وكيف يعالجونها اذا وقعوا فيها. ولعل مما يساهم في حمايتهم أيضا أن نساعد الأخوة داخل الأسرة على أن يتقاربوا إلى حد أن يصبحوا بمثابة الأصدقاء الذين يحمون بعضهم وهذا أمر يغفل عنه الكثير من الآباء والأمهات والأبناء أيضا فلكل عالمه الذي يبحر به بعيداً عن الآخر , يقتربون أحيانا وكثيرا مايبتعدون في ظل تطور التقنية الحديثة واتساع حدود العالم الافتراضي الذي يسيطر على تفكير كثير منهم فيستقون من خلاله مبادئ وقيم ومعلومات قد لاتتفق مع نهج العائلة التربوي مما يشعر الأبناء بالضياع وعدم الاستقرار فهم بحاجة دائمة للمتابعة والتوجيه السليم.كتب في التصنيف: خبر عاجل, مقالات كتاب بلادي تم النشر منذ 3 ساعات
مشاركة :