الأدب بصور فنونه المتنوعة يحاول أسر التجارب الإنسانية المنفتحة واللامتناهية لثراء التجربة البشرية، ولا شك أن الشعر أحد هذه الفنون التي تحاول التحليق في فضاء الخيال، وربما هو الوسيلة الأكثر فاعلية في التعبير عن الأحلام والانفعالات والهواجس في وعي الإنسان وفي اللاوعي أيضا، وتتنوع روافد القصيدة من حيث الموضوع والشكل ليستمر العطاء الفني متجددا ودائما كما النهر..تنشر "البوابة نيوز" عددا من القصائد الشعرية لمجموعة من الشعراء يوميا.واليوم ننشر قصيدة بعنوان "وصلنا متأخرين" للشاعر الفلسطيني محمود درويش.في مرحلة ما من هشاشةٍنُسَمَّيهانضجًا، لا نكون متفائلين ولا متشائمينأَقلعنا عن الشغف والحنين وعن تسميةالأشياء بأضدادها، من فرط ما التبسعلينا الأمر بين الشكل والجوهر، ودرَّبناالشعورَ على التفكير الهادئقبل البوحللحكمة أسلبُ الطبيب في النظر إلىالجرح وإذ ننظر إلى الوراءلنعرف أَيننحن منَّا ومن الحقيقة نسأل:كم ارتكبنامن الأخطاء؟ وهل وصلنا إلى الحكمةمتأخرين لسنا متأكدين من صوابالريح، فماذا ينفعنا أن نصل إلى أيّشيء متأخرين، حتى لو كانهنالكمن ينظرنا على سفح الجبلويدعوناإلى صلاة الشكر لأننا وصلنا سالمين..لا متفائلين ولا متشائمين،لكن متأخرين!
مشاركة :