وداعا خليفة بن سلمان.. صانع التنمية والمجد

  • 11/12/2020
  • 02:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

شكل رحيل صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء عن هذه الدنيا فجيعة حقيقية للبحرين وأهلها، فالراحل الكبير أحد أهم رجالاتها الوطنيين وقامة من القامات الإنسانية والسياسية التي لا تعوض, فقد كان الأمير خليفة بن سلمان رمزا لكل شيء إيجابي في هذا البلد, رمزا للتنمية ورمزا لحسن الإدارة والتدبير ورمزا للحكمة والتسامح والتضامن والتجديد والتطوير والنماء إلى آخر قاموس التنمية والتطوير.ولا شك إن عشرات الأطنان من المقالات وحتى الكتب لا تكفي للحديث عن مناقب هذا الرجل العظيم الذي رحل عن دنيانا تاركا وراءه تاريخا حافلا بالانجازات الحضارية الكبيرة التي يصعب اللسان ويكل القلم في تعدادها، ولكن يكفينا فقط أن نقول بأن الراحل الكبير قد أفنى عمره المديد في بناء هذه الدولة التي ننعم اليوم بخيراتها وحسن إدارتها وتطورها في كافة مناحي الحياة فقد كانت أياديه البيضاء تلمس كل شيء فتحوله إلى إنجاز حقيقي للبحرين وأهلها في الاقتصاد في المال والأعمال في الصناعة في العمران والإسكان وفي الإعلام والتربية والصحة والثقافة والفنون والتشريع  والأمن وفي كل ما يهم شعب البحرين ولذلك كانت دائما تهفو إليه القلوب وتتطلع إليه العيون والآمال لتحظى بالرعاية الأبوية الكريمة لهذا الرجل الكريم، وما زلت أذكر كيف كان يرعى العلم والتعليم وهو المجال الذي عملت فيه ثلاثين عاما وحضرت العديد من احتفالات عيد العلم التي يحرص على رعايتها وعلى الالتقاء بالأسرة التربوية والمكرمين وكنت أنا وابني خالد من ضمن المكرمين الذين نالوا شرف التكريم من قبل سموه يرحمه الله وذلك ضمن اهتمامه السامي بتشريف هذه الاحتفالات سنويا تأكيدا وتجسيدا لإيمانه يرحمه الله بأن مستقبل البحرين هو في التعليم حيث حرص على أن يكون التعليم كالماء والهواء في كل مكان في المدن والقرى، ولذلك كان المكرمون أفواجا سنة بعد سنة يشعرون بأنهم محظوظون في ظل هذا الوطن الذي يغمرهم بالرعاية والمحبة في حضرة خليفة بن سلمان الذي كان يعتبر التعليم على قمة أولويات العمل الوطني ولذلك جعله في سلم العمل الحكومي، وما ذكرته إلا نقطة  في بحر إنجازات الراحل الكبير.خليفة بن سلمان رحمه الله كان رجلا يتواجد حيث توجد حاجة ويوجد إنجاز في المطارات وفي الجسور الجديدة والمدارس والجامعات أو حفل تخريج أو حفل تكريم الصحفيين أو في البيوت والمجالس مهنئا أو معزيا ولذلك أحبه الناس في كل مكان، ولذلك أيضا يحزن الناس جميعهم على رحيله وغيابه  باعتباره قامة وطنية كبيرة ساهمت في بناء  هذا الوطن وتطوره ونمائه على نحو مشهود ويكفي هنا أن نستعرض العديد من الجوائز الشهادات والأوسمة التي حصل عليها رحمه الله من الأمم المتحدة ومن العديد من المنظمات الدولية والإقليمية في مختلف المجالات التنموية والإنسانية وغيرها والتي تؤكد بما لا يدع مجالا للشك عظمة هذا الرجل الذي أصبح جزءا من تاريخ البحرين الحديث وجزءا لا يتجزأ من إنجازات البحرين فكان وراء النهوض بمستوى التعليم. منذ تولى مسئولية مجلس المعارف استطاع رسم سياسة تعليمية متكاملة كما انصب اهتمامه على الإسكان والكهرباء والطرق والمواصلات وكافة الجوانب التي ترتبط بخدمة الناس.أما مجلسه الأسبوعي العامر فكان مدرسة يتعلم منها الحضور كل أسبوع ومناسبة, للقاء الراحل الكبير والاستماع إلى توجيهاته وإرشاداته، فكنت كلما أحضر مجلسه العامر يشملني بالرعاية الأبوية  الحانية ويشجعني على مواصلة الكتابة ويشيد بدور الصحافة في تبني اهتمامات  الناس وطرح قضاياهم وإيصال تطلعاتهم إلى أصحاب القرار. وإزاء هذا المصاب الجلل نتقدم بأحر التعازي والمواساة لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين وصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وسمو الشيخ علي بن خليفة آل خليفة نائب رئيس مجلس الوزراء وسمو الشيخ سلمان بن خليفة آل خليفة مستشار سمو رئيس الوزراء والعائلة الحاكمة الكريمة وشعب البحرين الوفي داعين المولي العلي القدير أن يتغمد خليفة بن سلمان آل خليفة بواسع رحمته ويدخله فسيح جناته مع الصديقين والشهداء وأن يلهمنا جمعيا الصبر والسلوان وإنا لله وإنا إليه راجعون وإن العين لتدمع وإن القلب ليحزن وإنا على فراقك يا الأمير خليفة لمحزونون.

مشاركة :