وداعًا.. خليفة بن سلمان

  • 11/15/2020
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

ودعت مملكة البحرين حكومة وشعبا قائدا من أخلص الرجال، وزعيما من أشجع الرجال، ألا وهو صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء الموقر، طيب الله ثراه وجعل الفردوس الأعلى مثواه، كما فقدته الأمتان العربية والإسلامية، فهو صاحب المواقف الثابتة والرؤية السديدة، إذ مد جسور المودة والإخاء مع دول مجلس التعاون العربية ومع شعوب وقادة العالمين العربي والإسلامي لما يتمتع به سموه من الخصال الحميدة والسجايا الكريمة. عمّ الحزن والأسى مملكة البحرين بكل سكانها من مواطنين ومقيمين منذ أن نعاه الديوان الملكي يوم الأربعاء الماضي، وتوشحت البلاد بالسواد حزنا وكمدا على الفقيد الراحل. وإذا شئنا أن نتتبع سيرة خليفة بن سلمان العطرة فإننا نستطيع القول بكل صدق أن سموه طيب الله ثراه استطاع أن يجعل لمملكة البحرين مركزا عالميا متقدما، خاصة بعد أن أصبح علما من أعلام الفكر التنموي في جميع مجالاته وعلى مستوى العالم، وقد شهدت بذلك الأمم المتحدة عبر العديد من الجوائز التي حصل عليها سموه في هذا المجال معززا سمعة البحرين ودول مجلس التعاون الخليجي والعالم العربي. كما أن سموه واصل مسعاه الدؤوب لاستكمال المنجزات الحضارية والتنموية التي تعود بالخير والرفاه على جميع أبناء الوطن.  فسموه رحمه الله والذي بلغ الخامسة والثمانين سنة -إذ إنه من مواليد 24 نوفمبر 1935م- عاش طوال حياته في خدمة البحرين وشعبها، فمنذ صغره كان يحرص على حضور مجلس والده الشيخ سلمان بن حمد آل خليفة حاكم البحرين الأسبق طيب الله ثراه، وبدأ حياته العملية بالعمل في ديوان والده الحاكم، حيث كان مساعدا في الديوان يعهد إليه العديد من المهمات من قبل الشيخ سلمان مباشرة. فهذه المهام والمسؤوليات التي تولاها سموه منذ نعومة أظفاره وحتى الآن صقلت سموه وجعلته من الملمّين بكل تفاصيل المناصب التي مر بها حتى أصبح رئيسا للوزراء قبل عدة عقود. ولعل مما يدل على جهده وتفانيه كثرة الأوسمة التي حصل عليها طوال حياته، ومنها وأهمها وسام القلادة الخليفية من أمير دولة البحرين الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة طيب الله ثراه، ووسام الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة من الدرجة الأولى من الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ووسام النهضة المرصع عالي الشأن من ملك الأردن، ووسام الحملة الكبرى للوسام العلوي من ملك المغرب، وأوسمة رفيعة أخرى لا يسع المقام لذكرها رغم أهميتها الكبيرة. وأجمع المواطنون في كتاباتهم ومقالاتهم على الإشادة بسمو رئيس الوزراء رحمه الله في نهضة الوطن وتطوره، وما يتمتع به سموه من حرص على التواصل مع المواطنين لما يمثله سموه من قامة وطنية شامخة. وكل هذه المشاعر الصادقة تأتي تقديرا لدور سموه الكبير ولما قدمه للبحرين وشعبها طيلة عقود من الزمن، وللمكانة الكبيرة التي يوليها العالمان العربي والإسلامي لسموه ولدوره في خدمة قضايا الأمة، وهي انعكاس لمكانته في قلوب الجميع، ومحبته كقامة تميزت بمواقفها النبيلة المتسمة بالحكمة والدعوة للسلام والتعاون والأمن والرخاء والاستقرار وتنمية البلاد وخدمة قضايا المنطقة وشعوبها.

مشاركة :