رسالة فخر إلى جندي إماراتي بطل 1-2

  • 8/16/2015
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

أكتب هذه الكلمات بمداد من فخر واعتزاز وأنا أتابع مثل كل واحد من أبناء هذه الدولة العظيمة عطاءات وبطولات وإنجازات أبنائنا جنود القوات المسلحة الإماراتية الباسلة في ميادين الشرف والعزة والكرامة والرجولة دفاعاً عن المصالح العليا لدولة الإمارات وحماية لمن استعان بنا من أبناء الشعب اليمني الشقيق. فقد سطّر جنودنا البواسل، بعون الله تعالى وفضله ثم بدعم قيادتنا الرشيدة والتفاف شعبنا المؤمن ومؤازرته، ملاحم بطولة ومآثر رجولة لا نشك لحظة أن التاريخ سيخلّدها بإذن الله تعالى في صفحاته البيض المذهبة بمعاني الوفاء والشجاعة والمعطّرة بعبق الدماء الزكية التي سالت من شهدائنا الأبرار، في عاصفة الحزم وإعادة الأمل. وحين نسجّل لجنودنا الأشاوس مآثرهم وملاحمهم هذه، فإنما لكي نذكر لقواتنا المسلحة الباسلة دورها الوطني الجليل في كل مجالات خدمتها للوطن، منذ أن تشكلت أول نواة لقوة دفاع الاتحاد مع إنشاء الدولة الاتحادية، وصولاً لتوحيد القوات المسلحة في العام 1976، ليكون للاتحاد المجيد جيشه الموحد الذي يدافع عن حياض الوطن ويحمي حدوده. وكان ديدن الدولة وشعارها في ذلك كله مقولة صانع الاتحاد ومؤسس الدولة وأول رئيس لها المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، حيث يقول عن تأسيس الجيش الاتحادي: لقد عمدنا لبناء جيش قوي ذي كفاءة قتالية عالية لا نعدّه من أجل غزو أحد، وإنما ليحمي الأرض، ويصون العرض، ويذود عن حياض الوطن، ويحقق لأبنائه العزة واطمئنان المواطنين على عيشهم في أمن واستقرار. ولم تنقطع جهود القيادة منذ أول يوم لتأسيس الجيش الوطني الإماراتي عن بذل الغالي والنفيس لتجهيز القوات المسلحة بأحدث التجهيزات العسكرية، سلاحاً ومعدات وذخيرة، في الوقت الذي حرصت فيه القيادة الرشيدة على تدريب وتأهيل أبنائنا جنود الإمارات على أعلى مستوى من التدريب العسكري ليكونوا بأعلى جاهزية ممكنة. فمن ناحية حرصت القيادة على تزويد أفرع القوات المسلحة البرية والبحرية والجوية كافة بأحدث الأسلحة المتطورة، حيث حظيت القوات الجوية والدفاع الجوي بالنصيب الأكبر من الاهتمام في عمليات التحديث والتطوير؛ حيث شهدت نقلات عملاقة مكنتها من الوصول إلى أعلى درجات التأهيل والتسليح عبر الحصول على أحدث تقنيات العصر في مجال قدرات التسليح الجوي والطائرات متعددة الاستخدام والطائرات المقاتلة ومنظومات الدفاع الجوي المتطورة، وواكب ذلك التركيز النوعي على تطوير القدرات العسكرية في بقية الفروع وتزويدها بأحدث الأسلحة والتقنيات في مجال اختصاصها، إضافة لتحسين قدراتها في مجال الصناعات العسكرية سواء بصناعة المعدات العسكرية كاملة أو بتعديل المستورد منها بما يحقق متطلبات القوات المسلحة الإماراتية. ومن ناحية أخرى، وتحت الشعار الذي رفعه منذ بدايات الاتحاد صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة القائد الأعلى للقوات المسلحة، حفظه الله، القائد الفذ الذي واكب تأسيس وبناء وتوحيد وتطوير القوات المسلحة والذي قال: أعدوا أنفسكم الإعداد المتين واغرفوا من علوم المعرفة والثقافة العسكرية ما يؤهلكم لتكونوا موضع ثقة هذا الشعب، تأسست في الدولة العديد من الأكاديميات العسكرية رفيعة المستوى بدءاً من كلية زايد الثاني العسكرية وكلية خليفة بن زايد الجوية وكلية راشد بن سعيد البحرية وصولاً لكلية القيادة والأركان المشتركة وتتويجاً بكلية الدفاع الوطني واسطة العقد وأرفع كلية عسكرية من نوعها في دول مجلس التعاون، هذا إضافة للابتعاث الخارجي لأرفع الأكاديميات العسكرية في العالم. وإضافة لذلك تأسست العديد من المدارس المتخصصة التي توفر التدريب الفني الرفيع لمنتسبي الأسلحة المختلفة في القوات المسلحة لإعداد الجندي المؤهل والمقتدر والمقاتل الشجاع الشديد والوصول به لأعلى درجات الكفاءة القتالية. كل ذلك أسهم في بناء الجندي الإماراتي المتسلح بإيمانه وبكفاءته وبثقة قيادته، وهو ما منحه أفضلية عملياتية في مختلف مجالات الخدمة التي كُلف بها، سواء في العمليات القتالية الاشتباكية كما في الحال الراهنة في اليمن أو في مجال العمليات الإغاثية الإنسانية كما في كوسوفو وأفغانستان أو في مهام الردع كما في لبنان عام 1976 وغير ذلك. ولعل من المفيد هنا الإشارة إلى ما قاله أحد خبراء المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية، من أن الإمارات أثبتت وجودها على خارطة العالم، من خلال تطوير قدراتها العسكرية والحربية، مضيفاً: هناك جهد كبير مبذول في النظام الأمني الإماراتي ما جعل هذه الدولة في المراتب الأولى عالمياً. والحقيقة أن من يستعرض المهام الخارجية لقواتنا المسلحة يستوقفه حجم المساهمات الإنسانية ضمنها، فقواتنا ليست قوات احتلال وإنما قوات تحمل على عاتقها رسالة إنسانية نبيلة، ولذا كانت دائماً محل ترحيب من المدنيين قبل غيرهم. واسمحوا لي هنا أن أستعرض معكم أبرز المهام الخارجية لقواتنا المسلحة مستعيناً بملف خاص نشرته مجلة درع الوطن قبل سنوات عدة، حيث كانت أولى مشاركات قواتنا المسلحة في مهام حفظ الأمن والاستقرار الخارجية عام 1976 في لبنان ضمن قوات الردع العربية لدرء مخاطر تفجر حرب أهلية، كما أسهمت قواتنا ضمن قوات درع الجزيرة في تحرير دولة الكويت عام 1991 وعملت كذلك ضمن قوات الأمم المتحدة في عملية إعادة الأمل بالصومال عام 1992 عقب الحرب الأهلية. وفي أول مبادرة لها في أوروبا عام 1999 أقامت قواتنا المسلحة معسكراً لإيواء آلاف اللاجئين الكوسوفيين الذين شردتهم الحروب في مخيم كوكس بألبانيا، كما شاركت مشاركة فاعلة في عمليات حفظ السلام في كوسوفو. يتبع غداً.

مشاركة :