رسائل إلى الوزراء (1-2)

  • 6/21/2014
  • 00:00
  • 15
  • 0
  • 0
news-picture

أعلم حجم الاستياء المقرون بالمطالب لدى المواطنين تجاه الوزارات المختلفة بدءاً من مطلب شخصي مروراً بحق خدمي وانتهاءً بضرورة إنسانية.. فقررت أن أرسل رسائل كتابية إلى أصحاب المعالي الوزراء مختصرة تنقل لهم جزءاً من معاناة المواطن مع التنمية ومع الحقوق وتبرز تداعيات ألم يحتبس في أنفس تاهت وتشتت في الحصول على الخدمات والوفاء بالالتزامات.. أتمنى ألا تبلور هذه الرسالة وتنسى وألا يكون مصيرها كعرائض قتلتها البيروقراطية في مجلس الشورى وأتعشم ألا ينظر إليها كرسائل عابرة. بل أنتظر أن يكون مآلها ومصيرها نتائج مبشرة لأنفس مستبشرة بالوعود مستنفرة من عدم الوفاء بها.. معالي وزير الصحة: منذ 30 عاماً وحديث المواطن وشكواه ينصبَّان نحو وزارتكم.. الأخطاء الطبية تزداد.. المستشفيات تعج بالمخالفات.. الأّسرة مشغولة والعيادات منشغلة.. الإخلاء الطبي متعطل.. التحويل بـ «الواسطات».. الكوادر الطبية ما بين جيد وضعيف.. الأجهزة بالملايين وتتكدس في المستودعات.. ساحات الطوارئ مملوءة بالمكلومين والحائرين.. ثلاجات الموتى بائسة يائسة.. المشاريع بالمليارات والنتائج بالملاليم ..التركة ثقيلة بالأخطاء .. الحل في الاستنفار وإعلان حالة الطوارىء داخل وزارتكم ورفع حالات التأهب والإنقاذ حتى تتعافى الوزارة من غيبوبة عقود. معالي وزير التربية والتعليم جئتم في وقت متأخر والكل يرى أن سيرتكم وإنجازاتكم كفيلة بتغيير الملامح الباهتة في وزارة الآمال والأجيال.. المدارس تئن من سوء البنية التحتية.. طلاب يدرسون في ساحات وطالبات يتعلمن في المطابخ ومعلمون غير مؤهلين ومناهج عتيقة.. ومخرجات مكررة كل عام.. التخصص مفقود.. مديرو مدارس بتخصصات علمية.. ومرشدون قادمون من معامل الكيمياء.. ومعلمات الغربة يصافحن الموت يومياً.. ومعطيات التربية تتأرجح بين الفساد والكساد وسط بيئة غارقة في البيروقراطية.. التعليم تطوير والتربية تحوير والعطاء إذا لم يتجدد باتت الوزارة شبه ميتة.. الحل تمتلكونه وفي جعبتكم كثير تحتاجون فقط إلى قياديين بصفات مربين ومسؤولين بأخلاق تربويين كي توظف الوزارة أفكاركم ورؤاكم. معالي وزير التجارة تلامس وزارتكم السلع والاستهلاك وغياب القرارات الفاعلة يرمي المواطنين في الهلع والهلاك ومنذ سنوات والسلع ترتفع والتجار يملكون اللغز الخفي للاحتكار والمفتاح السحري لإشغالكم عنهم بالتجاهل والنسيان.. قراراتكم مهمة ولكن توظفيها شبه غائب.. الوزارة الكبيرة تحمل همَّ المواطن وتحمله تركة سنوات طويلة من الجشع والغلاء والغش والتدليس.. ننتظر تطبيقاً حقيقياً للآية الكريمة «ويل للمطففين» حتى يعيش المواطن حياة كريمة. الحل في قمع الجشع وإهلاك الاستهلاك الجائر لجيوب البسطاء والمحتاجين والتشهير بمن خالف والتطهير لأي وسيلة تعارض أنظمة البلد ديناً ومنطقاً. معالي وزير الشؤون البلدية والقروية لا حديث أصعب ولا صراخ يعلو ولا نحيب يضاهي ولا لوعة توازي نتائج خرائط المشاريع المخجلة في أجساد مدننا.. مشاريعنا باتت مكمنا لإصابتنا بالأمراض النفسية وارتمائنا في أحضان الألم والقلق اليومي. حفر.. أخاديد، خنادق، جبال، هضاب، بحيرات كل ذلك في شوارعنا وكأننا نعد خريطة وكميناً لإسقاط عدو قادم. الحل فقط في محاسبة المستهترين المتعثرين العاثرين محاربي التنمية ونقل النماذج العالمية والتعاقد مع من نفذها لإخراجنا من هذا الخجل والتأخر والتخلف التنموي، وتغيير خرائط المدن وإخراجها من هذا التشويه إلى عمل احترافي عالمي فنحن دولة تمتلك المال والعدة والعتاد ولكنها موبوءة ببعض معاول الفساد، فالحل في إعادة هيكلة كل شيء في الوزارة وأهمها الواجهة وهي «المشاريع». معالي وزير العمل خضتم حرباً ضروساً مع التجار ونازلتم السماسرة واللصوص والمعتدين على القرارات، واجهتهم حملة شرسة على توظيف القرارات الفاعلة.. ثم عادت الوزارة للسبات وظلت تتغنى على مجد قرار أو على إيجايبات خطوة وافتخرت كثيراً بالسعودة والتأنيث وحملات المخالفين ولكن ماذا بعد.. جيوش المخالفين تتحين هذا السبات لشن حملة مخالفات في الأحياء ورجال الأعمال يريدون الاقتصاص من الوزارة بـ «الواسطات» والتحايل والمحتسبون يواجهون تأنيث المحلات باللغو والتطرف.. والاستقدام متعثر بأيد خفية تحتج بحقوق الإنسان والسماسرة يملأون المطارات بحثاً عن ثغرات وعثرات تؤجل الملف ليأمنوا ويغنموا. تحتاجون مراجعة تفاصيل وأهداف القرارات من جديد وتكثيف الجولات على مكاتب العمل وعلى الشركات الكبرى التي تتبجح بالاسم والمسمّى وتتغنّى على «العلامة التجارية « وترواغ الزمن هرباً من الالتزامات.. قراراتكم فاعلة ولكنها تعطلت وتأبط معادوكم «الشر» للنيل منها والتقليل من نتائجها.. العبرة بالقادم في سبيل مواصلة التنفيذ لأن النجاح مقرون دوماً بالاستمرارية والتطور وليس بفاعلية البدايات فقط. هذه رسائلي خططتها بصدق وموضوعية وحيادية وشفافية لأنقل همَّ المواطنين على طاولات الوزراء لم أوجز من المعاناة إلا أصلها تجاهلت فروعاً كثيرة وتناسيت جذوراً من المعاناة تنمو بماء التجاهل والخذلان ولكني أوجزت مضطراً بسب مساحة الكتابة لعلي أوصل المعاناة لأضعها على طاولة كل وزير .. «راع مسؤول عن رعيته» والأسبوع المقبل سأضع رسائل مماثلة لأصحاب المعالي وزراء الخدمة المدنية والمياه والكهرباء والتعليم العالي والإسكان والمالية.. وإلى أن نلتقي.

مشاركة :