تساؤل لا يراد به الاستفسار عن وجهته المأمولة او الاستعلام عن ملامح تطوره المرجوة، ولكنه أشبه بالسؤال الإنكاري على محتوى البرامج الرياضية والتي استطيع وصف جلها بأنها باتت من المنابر التي تنافي القيم التي تدعو إليها الرياضة وتهدم الأهداف السامية لها وذلك بإشعالها فتيل التعصب المنبوذ عن طريق ما يسمى بالإثارة واستضافة من يجيد البلبلة ويتقن التلاسن حتى يحمى الوطيس وتزداد المتابعة وبالتالي تزداد القيمة السوقية لهذه القناة والمردود المادي لها، وكل ذلك على حساب من؟. سؤال قد تخجل منه الإجابة لأنه متجرد ولا يحتاج إلى مجهود ذهني، (هدم القيم) نعم هدم القيم التي كنا نأمل قبل متابعتنا لهذه البرامج أن تعزز لا أن يسعى الكسب المادي والمتابعة الجماهيرية لهدمها بما تثيره من أمور تافهة وألفاظ خارجة من بعض ضيوفها. نعلم بأن جهود القنوات الرياضية في المنافسة والتفرد جهود مباحة ولا ضير في ذلك لكن ليس على حساب هدم القيم بإثارة التعصب في منابرها، ونعلم كذلك بأن الفطرة المجتمعية وإن استاءت هي ميالة لكل ما يثير. لماذا لا يتوقف هذا النزف من الهدم ويحل مكانه البناء؟ لماذا لا يرتقي الطرح ونعكس الوجهة المشرقة لإعلامنا الرياضي؟ لماذا ولماذا أسئلة نستطيع الإجابة عنها بتساؤل عريض هل المخرج عاوز كده؟ أم يكون للأمل بقية؟ * بقلم : أ. حسن عابد الحارثي باحث دكتوراه في الإدارة الرياضية
مشاركة :