ايران أفرجت عن الباحثة الاسترالية مقابل ثلاثة من مواطنيها كانوا موقوفين في تايلاند

  • 11/26/2020
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

غداة إفراج طهران عن الباحثة الأسترالية البريطانية كايلي مور-غيلبرت التي كان حكم عليها بالسجن عشرة أعوام لإدانتها بتهمة التجسس لحساب إسرائيل، أعلنت تايلاند الخميس أنها قامت بإعادة ثلاثة إيرانيين كانوا موقوفين لديها لضلوعهم في تفجيرات فاشلة ضد دبلوماسيين اسرائيليين. وبعد أكثر من 800 يوم في السجن، قالت هذه المتخصصة في شؤون الشرق الأوسط الخميس أنها تشعر ببعض "المرارة" لمغادرتها إيران على الرغم من "الظلم" الذي تعرضت له. وقالت في بيان نشرته الحكومة الأسترالية "جئت إلى إيران كصديقة وبنوايا حسنة". واشادت بالإيرانيين الذين يتسمون بـ "دفء القلب والكرم والشجاعة". كذلك أشادت الباحثة في هذا النص بنهاية "محنة طويلة وصدمة"، مضيفة أن الدعم الذي تلقته أثناء الاحتجاز "كان أكثر ما يهمها". واعتقلت الباحثة البالغة من العمر 33 عاما، في 2018 من قبل الحرس الثوري بعد حضورها مؤتمرا في مدينة قم في وسط إيران. وقد وجهت إليها تهمة التجسس وحكم عليها بالسجن عشر سنوات. وتم الإفراج عناه في مقابل ثلاثة إيرانيين متهمين بالضلوع في ما يعتقد أنه مؤامرة ضد دبلوماسيين إسرائيليين. وهؤلاء الإيرانيون هم مسعود صداقت زاده ومحمد خزاعي وسعيد مرادي الذي فقد ساقيه خلال الهجوم. وكان الموقع الإلكتروني لوكالة الأنباء والتلفزيون الإيرانية "إيريب نيوز" أعلن أنه "تمّ الإفراج عن رجل أعمال ومواطنين إيرانيين إثنين محتجزين في الخارج بناء على اتهامات خاطئة في مقابل جاسوسة تحمل جنسية مزدوجة تعمل لحساب النظام الصهيوني"، في إشارة إلى مور-غيلبرت. ولم يذكر الموقع أي تفاصيل إضافية. واعلنت تايلاند الخميس أنها أعادت ثلاثة إيرانيين كانوا محتجزين لديها بسبب تفجيرات فاشلة استهدفت دبلوماسيين إسرائيليين في بانكوك العام 2012. وقالت إدارة السجون التايلاندية إن صداقت زاده ومرادي أفرج عنهما الأربعاء، بينما صدر عفو ملكي عن الثالث محمد خزاعي في آب/أغسطس الماضي. وكان الإيرانيون الثلاثة مسجونين في تايلاند منذ محاولة فاشلة لاغتيال دبلوماسيين إسرائيليين في 2012. - "فرح كبير" - أكدت دائرة السجون التايلاندية أن صداقت زاده ومرادي نُقلا كسجينين إلى إيران بينما حصل خزاعي على عفو ملكي. وأثارت الصور الأولى التي نشرت مساء الأربعاء وظهرت فيها أستاذة الدراسات الإسلامية في جامعة ملبورن الاسترالية، فرح عائلتها التي عملت منذ فترة طولة من أجل التوصل إلى إطلاق سراحها. ونشرت وكالة إيريب لقطات تظهر لور غيلبرت في مطار طهران إلى جانب السفيرة الأسترالية لدى إيران ليندال ساش. وقالت أسرة الأكاديمية في بيان "نشعر بالارتياح وبفرح كبير". ونشر الموقع شريطا مصورا لاستقبال ثلاثة رجال أحدهم على كرسي متحرك، مع مراسم تكريم من قبل مسؤولين إيرانيين بينهم نائب وزير الخارجية عباس عراقجي. وفقد مرادي ساقيه في الانفجار الفاشل الذي استهدف هؤلاء الدبلوماسيين. وأعلن رئيس الوزراء الأسترالي سكوت موريسون إنه تحدث إلى الباحثة وأكد أنها ستتلقى العلاج الطبي والدعم النفسي عند عودتها إلى أستراليا، الأمر الذي تعقده القيود المرتبطة بكوفيد-19 والحاجة إلى الخضوع لحجر صحي مدة 14 يوما. وقال مورسون في مؤتمر صحافي "إنها أسترالية استثنائية مرت بمحنة وسيكون الانتقال صعبا عليها". وعلقت منظمة العفو الدولية في تغريدة قائلة "نبأ سار من إيران.. أمر قليل الحدوث". وأضافت أن "نبأ إطلاق سراحها هو مصدر ارتياح كبير". - ملف "معقد وحساس" - في رسائل سرّبت من السجن ونشرتها وسائل إعلام بريطانية في كانون الثاني/يناير، كتبت مور-غيلبرت أنها أمضت عشرة أشهر في الحبس الانفرادي، ما أدى الى تراجع كبير في صحتها. وفي رسالة بالفارسية الى السلطات الإيرانية، أكدت مور-غيلبرت أنها رفضت "رسميا وبشكل قاطع" عرضا "للعمل لحساب جهاز استخبارات الحرس الثوري"، حسب صحيفتي "ذي غارديان" و"تايمز" البريطانيتين. وتابعت "لن يتم اقناعي بتغيير رأيي في أي حال من الأحوال"، مؤكدة "لست جاسوسة ولم أكن جاسوسة في يوم من الأيام". وشكت مور-غيلبرت في الرسائل التي كتبت بين حزيران/يونيو وكانون الأول/ديسمبر 2019، من حرمانها الزيارات في السجن أو إجراء اتصالات هاتفية، مشيرة الى معاناتها من مشاكل صحية. وحملت الرسائل توقيع "سجينة سياسية بريئة"، وأعربت فيها عن شعورها بأنها "متروكة ومنسية". وطلبت الباحثة في هذه الرسائل، نقلها الى القسم العام للنساء في سجن إيوين في طهران، بعدما أمضت أشهرا في الحبس الإفرادي، في ما قالت إنها زنزانة صغيرة المساحة ومضاءة بشكل متواصل. وتم لاحقا نقلها الى القسم الذي تواجدت فيه أيضا الأكاديمية الإيرانية الفرنسية فاريبا عادلخاه، والإيرانية البريطانية نازنين زاغري-راتكليف. وقالت وزيرة الخارجية الأسترالية ماريز باين إن الإفراج عن مور غيلبرت جاء نتيجة "عمل دؤوب" في ملف وصفته بأنه "معقد وحساس". وأشادت وزارة الخارجية الأميركية بهذه النتيجة، مؤكدة في الوقت نفسه أن مور غيلبرت "ما كان يجب توقيفها". واتهمت طهران باتباع "دبلوماسية رهائن".

مشاركة :