القدس/عبد الرؤوف أرناؤوط/الأناضول- عادت الانتخابات المبكرة لتلوح بالأفق من جديد في إسرائيل، إثر تصاعد الخلافات بين حزب "الليكود" بزعامة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، وحزب "أزرق أبيض" برئاسة وزير الدفاع بيني غانتس. ويحسم الكنيست (البرلمان) الموقف بشأن مستقبله، في تصويت من المقرر أن يجري غدا الأربعاء، على مشروع قانون لحل نفسه، والتوجه لانتخابات مبكرة. وقدم مشروع القانون زعيم المعارضة بالكنيست ورئيس حزب "هناك مستقبل" يائير لابيد، احتجاجا على أداء الحكومة وملفات الفساد الموجهة إلى نتنياهو. ويرى المحلل الإسرائيلي في صحيفة "معاريف" آفي يسخاروف أن الاحتمالات "مفتوحة على مسارات عدة، والأمر يعتمد على سير المفاوضات بين حزبي أزرق أبيض والليكود، حتى موعد التصويت على مشروع قانون حل الكنيست". وأضاف يسخاروف في تصريح خاص لوكالة الأناضول إن نتنياهو لا يريد إجراء الانتخابات المبكرة الآن، ولكنه يريدها بعد تطعيم السكان بلقاح كورونا، حيث يرى أن الجائحة تسببت في إضعاف شعبية حزبه. لكنّ نتنياهو، بحسب يسخاروف "يعتقد أنه على أي حال سيبقى رئيسا للحكومة، لأنه ما زال الحزب الأكبر في إسرائيل بحسب استطلاعات الرأي العام". وتابع يسخاروف "في حال تم التوصل إلى تسوية بين أزرق أبيض والليكود، بشأن موضوع الميزانية، فأعتقد أن غانتس سيتراجع ولن يدعم مشروع قانون حل الكنيست". وقالت صحيفة "جروزاليم يوست" الإسرائيلية، الثلاثاء، نقلا عن مصادر قريبة من غانتس إن حزب "أزرق أبيض" سيصوت لصالح مشروع قانون حل الكنيست. وأشارت إلى أن غانتس أبلغ أعضاء حزبه إنه سيحسم قراره بشأن التصويت لصالح مشروع القانون مساء اليوم الثلاثاء أو صباح غد الأربعاء. وينبغي التصويت على مشروع القانون بقراءة تمهيدية، ثم أن يمر بـ 3 قراءات في الكنيست، قبل أن يدخل حيز التنفيذ. وكان رئيس الوزراء نتنياهو قد اتهم المعارضة، يوم أمس الإثنين، بمحاولة جرّ إسرائيل إلى انتخابات جديدة، وقال "نحن لن نصوّت مع الانتخابات وسنتمسك بالوحدة". ولكنّ "أزرق أبيض" رد عليه بتغريدة على تويتر، الإثنين قال فيها "الجمهور اكتفى من شراء أكاذيب نتنياهو". وفي حال قرر الكنيست حل نفسه، فهذا سيعني إجراء الانتخابات العامة في غضون 3 أشهر. وفي حال إجراء انتخابات مبكرة، فستكون "الرابعة"، منذ شهر إبريل/نيسان 2019، حيث جرت انتخابات في شهر سبتمبر/أيلول من العام الماضي، وفي مارس/آذار 2020 وأسفرت عن تشكيل الحكومة الحالية في شهر مايو/أيار الماضي. وقال القطب السياسي المعارض لنتنياهو في حزب "الليكود" ، جدعون ساعر، مساء الإثنين للقناة الإسرائيلية "13" "عندما انظر إلى أداء الحكومة، فإن التوجه إلى الانتخابات ليس بالأمر السيء". كما أعلن وزير الاقتصاد وزعيم حزب "العمل" عمير بيرتس، أنه سيصوت لصالح حل الكنيست، بحسب "جروزاليم بوست". وأعرب زعيم المعارضة لابيد، عن أمله في تصويت "أزرق أبيض" لصالح مشروع قانون حل الكنيست، والتوجه إلى انتخابات. وكتب في تغريدة على حسابه في تويتر ،مساء الإثنين "في غضون 48 ساعة سنضع حدا لأسوأ حكومة في تاريخ البلاد". وكان حزبا "أزرق أبيض" و"هناك مستقبل" (برئاسة لابيد) مندمجان في ائتلاف واحد، قبل أن يقرر غانتس الانضمام إلى حكومة تناوب مع نتنياهو ،ما أدى إلى انقسام في داخله، وتزعم "هناك مستقبل" تيار المعارضة. وفي هذا الصدد كتب لابيد "أقول لأزرق أبيض: ما حدث بالماضي يبقى بالماضي، وعلينا أن نقوم بالأمر الصحيح معا". وأضاف "إذا ما دعم أزرق أبيض، مشروع القانون، ففي غضون 48 ساعة، فإن هذه الحكومة ستعود إلى البيت وستكون إسرائيل في مسار جديد". ولكن استطلاعات الرأي العام في إسرائيل، تشير إلى أنه حتى لو جرت انتخابات جديدة، فإن الأحزاب اليمينية ستبقى هي المسيطرة على الكنيست الجديد. وكان استطلاع أخير نشرته القناة الإسرائيلية "12" قد أشار إلى أنه في حال جرت انتخابات اليوم، فإن حزب "الليكود" سيحصل على 30 مقعدا من أصل 120 مقعدا، ولكنه سيبقى الحزب الأكبر. وحاليا فإن لدى "الليكود" 36 مقعدا بالكنيست، ما يشير إلى تراجع مكانته في الشارع الإسرائيلي. ويبدو أن "الليكود" يخسر من مقاعده لصالح تحالف "يمينا" بقيادة وزير الدفاع الإسرائيلي السابق نفتالي بينيت، الذي يحصل على 20 مقعدا، مقارنة مع 5 مقاعد حاليا بالكنيست. واستنادا إلى الاستطلاع، الذي نُشرت نتائجه السبت، فإن حزب "هناك مستقبل" سيحصل ثالثا بحصوله على 18 مقعدا، أما القائمة العربية المشتركة وهي تحالف 4 أحزاب عربية، فتحل رابعا بحصولها على 13 مقعدا. الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
مشاركة :