تصدرت هيلاري كلينتون الصفحات الأولى من صحف العالم وهي تخوض الانتخابات وتعمل على كبح جماح الجمهوريين وعلى الأخص المرشح دونالد ترامب الذي تعهد بطرد المهاجرين غير الشرعيين في حال فوزه، وجيب بوش الذي وجه لها عدة اتهامات بتخاذلها في صناعة قرار مؤثر في أزمة الشرق الأوسط وملف إيران النووي، وإخفائها لعدة رسائل إليكترونية عن مسؤولين في الحكومة الأميركية و"إف بي آي" يتحرى عن أمن بريد كلينتون بعد أن اتهمت وزيرة الخارجية السابقة هيلاري الحكومة الأميركية بأنها لم تتخذ خطوات كافية لحماية المعلومات الأميركية مشيرة إلى أن القرصنة الإليكترونية لا تقتصر على الصين، وفي الجوار لجنة أخرى تستجوب كلينتون بمقتل السفير في بنغازي عام 2012. وافتتحت كلينتون برنامجها الانتخابي بتسليط الأضواء على مواضيع جدلية قديمة وشديدة الحساسية وهي العرق المؤدية إلى العنصرية والعنف، قائلة من على منبرها علينا مواجهة حقائق العنف والعرق، وأن على الولايات المتحدة أن تواجه الحقائق الصعبة بهذا الشأن حسب مانشرته سكاي نيوز عربية، ولم تتطرق كلينتون إلى تزايد العنف ضد الفلسطينيين في القدس من عدد كبير من الشبان اليهود بدافع العنصرية. وتبين للعالم أن هناك فقط سباقاً محموماً بين الحزبين الديموقراطي والجمهوري والتراشق بالتهم حول تدمير العراق وقيام دولة إرهابية تقتل الناس ظلماً، إن الوضع أشبه بتركة ثقيلة ورثّها ابن عاق لأبيه يلعنه ليل نهار ولم يكتف جورج بوش بما تركه للعرب بل زج بأخيه جيب بوش بالترشيح للرئاسة، وكلٌّ يعمل من أجل إقصاء الآخر، وكلاهما يحمل وجهين هما الوجه السلبي والوجه الإيجابي أمام الناخبين علاوة على استعمال الكلمات النبيلة التي تحقق إنسانية الإنسان، وتتجاوز حالة اللبس التي تبرر التلاعب فمنهم من سيقسّم العراق ويستولي على آبار النفط، ومنهم من يساوم على بقاء الأسد من عدمه لمصلحة إسرائيل، ومنهم من يلعب على الوتر الحساس، الاستعباد والعجز والدفاع عن حرية الشعوب. بينما قدرة الناس العقلية اليوم مكنتها من كشف الوجه الآخر لهؤلاء المتاجرين بقضايا الشرق الأوسط وكلّ يثبت جدارته بزعزعة أمن واستقرارالدول الأخرى، كما أنه من الضروري الاطلاع على ازدواجية المعايير والمواقف المتناقضة حول داعش، ففي كتاب هيلاري كلينتون تعترف أن داعش صناعة أميركية وهي من قامت بتأسيس هذا التنظيم وأضافت قائلة: (لقد قمت بزيارة 112دولة في العالم ليتم الاتفاق على الدولة الإسلامية، وكنا ننتظر الإعلان لكي نعترف نحن وأوروبا لولا ثورة مصر المفاجئة، وتكسر كل شيء أمامنا هذا وقد عزمنا على استخدام القوة ولكن مصر تملك جيشاً قوياً لن يُقهر بسهولة) هذا وبالمقابل تتظاهر أميركا قبل أيام بقصف داعش أمام الإعلام العالمي والعربي. غير أن الطريقة التي يطرح بها المرشحون مختلفة عن الذين سبقوهم والشيء المختلف في الوقت الراهن بالمقارنة مع ما أتى به الأمس، فأمسى كل شيء ظاهر والتهم متبادلة والعداء في المضمون لكل سياسة قادمة، (فالقرن الواحد والعشرين لن يكون فيه الهيمنة للغرب، وأنه سيكون متعدد الأقطاب ومتعدد الحضارات) كما قال" تودوروف" هو في الواقع عالم فاحش العداء والثراء لا يكتفي بالقتل والإبادة الجماعية لشعوب العالم الثالث ولا بالمال الذي يستخدم في أغراض نفعية غير نزيهة، ماجعل الحوار والخطب التي برعت فيها الولايات المتحدة تدر الملايين ومصدراً من مصادر الدخل للرئيس السابق بيل كلينتون وزوجته هيلاري.
مشاركة :