القاهرة - بقدر اندهاش العالم من واقعة وفاة المواطن الأميركي الأسود جورج فلويد على يد الشرطة منتصف 2020 وما تلا ذلك من تبعات هزت الولايات المتحدة، يبعث الفيلم الدنمركي (شُرطة) برسالة مفادها أن الوضع لا يقل خطورة في أوروبا بين الأقليات والمهاجرين وبين سلطات الأمن. الفيلم بطولة جاكوب لوهمان وسيمون سيارس وطارق زيات ومن إخراج فريدريك لويس هفيد وأندريس أولهولم، ويشارك في المسابقة الرسمية لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي. تبدأ الأحداث بواقعة مماثلة تماما لما حدث في الولايات المتحدة حيث يرقد مراهق أسود في المستشفى بعد تعرضه للعنف أثناء القبض عليه على يد شرطيين وتندلع أعمال شغب في أحياء السود والمهاجرين من عرقيات مختلفة خارج العاصمة كوبنهاغن. وفي إطار الحذر والخوف من تصاعد الموقف يأمر قائد الشرطة اثنين من رجاله بالخروج في دورية مشتركة رغم تناقض موقف كل منهما مما يحدث، فالأول داعم للمهاجرين وحقهم في الاندماج والمعاملة على قدر المساواة مع المواطنين بينما يريد الآخر إبعادهم عن البلاد وإعادتهم إلى حيث جاءوا. تتطور الأحداث ليجد الشرطيان نفسيهما داخل حي تسكنه أغلبية عربية ويشتبه الشرطي الرافض للمهاجرين في مراهق من أصل عربي ويعتقله لكن قبل أن يغادر الثلاثة الحي تشيع أنباء وفاة المراهق الأسود الذي كان بالمستشفى فيتأزم الوضع وتتعرض سيارة الدورية للهجوم وتتحطم. يبدأ الثلاثة رحلة هروب تضفي على الفيلم أجواء مثيرة إذ يلاحقهم المتظاهرون الغاضبون من شارع إلى آخر حتى يختبئوا داخل بناية وهناك يتبين أن إرسال الشرطيين معا في دورية مشتركة لم يكن من قبيل المصادفة بل بهدف الضغط على الشرطي الداعم لحقوق الأقليات لتغيير موقفه.وفي نهاية ليلة شاقة يستسلم الشرطي الداعم للأقليات لمطارديه بعدما تورط بطريق الخطأ في قتل مراهق عربي بينما ينجح الشرطي الآخر في الخروج من الحي بعد أن تغيرت قناعته تماما. وفي ندوة أقيمت بمهرجان القاهرة السينمائي عقب عرض الفيلم قال بطل العمل جاكوب لوهمان إن الكتابة والتصوير سبقا واقعة جورج فلويد في الولايات المتحدة بنحو خمسة أشهر. وأضاف أن التطابق بين الفيلم وما حدث في الواقع أذهل صناعه الذين كانوا يريدون في الأساس تناول إحدى القضايا التي تؤرق المجتمعات الأوروبية بشكل كبير. من جانبها، قالت المنتجة المشاركة في الفيلم سيجنه ليك ينسن إن العمل سعى لعدم الانحياز لوجهة نظر دون غيرها أو لطرف على حساب آخر إنما كان في مخيلة صناعه ناقوس خطر لما يمكن أن يحدث بعد 15 أو 20 عاما لكن الأمور تطورت عالميا بأسرع من المتصور. وأضافت أنه قبل الشروع في الفيلم أجرى القائمون عليه الكثير من البحث والنقاش والمقابلات مع الأقليات والمهاجرين العرب الذين يعيشون في الدنمرك كما عرضوا عليهم الفيلم في صورته النهائية وحاز على قبولهم. ويعلن مهرجان القاهرة السينمائي جوائزه في العاشر من ديسمبر/كانون الأول.
مشاركة :