القاهرة - صدرت عن مؤسسة شمس للنشر والإعلام بالقاهرة رواية "قِـوامَـة" للأديبة العراقية هدى محمد حمزة. وتقع الرواية في 272 صفحة من القطع المتوسط، وتنطلق من قضية عميقة الجذور في مجتمعاتنا العربية، تتعدد وتتشابك تفاصيلها مُعبِّرة عن ملامح مشكلة توارثتها النساء عبر الأجيال، وتتقاطع مع سعي المرأة نحو التطور والتغير الإيجابي، في ظروف محفوفة بإحكام التقاليد وهيمنة المعتقدات العقيمة. وتُعد الرواية التي تنتمي إلى المدرسة الواقعية خُلاصة لتجارب عديدة فتَّت واقع النساء بأساليب نزقة وصراعات دائمة تراهن على التعصب الأعمى ضد النساء، والإيغال في ادعاء المُساواة المشوهة، والتفرقة العنصرية وأساليبها التي خلخلت مفاهيم البعض الذين رفعوا عصا الطاعة لإخضاع المرأة. وقد أجادت المؤلفة استثمار الأدوات الفنية لرواية تيار الوعي وعامل الزمن والاستبطان والتأثيث السردي باستخدام المونولوج الداخلي، وكذلك الخطاب الشعري الذي يُجسِّد مشاعر البطلة ويبوح عن مكنوناتها ومعاناتها، فجاء منسجمًا متناغمًا مع السياق السردي للأحداث المتسلسلة، والتي عبَّرت عنه بالمونولوج الداخلي لأنها تحاكي ذاتها وتخاطبها، بل أحيانا تُحاكمها، مثلما تُحاكم الأصوات الناشزة في المجتمع والدولة بكل أنظمتها، فالبطلة هنا ثائرة، وقد أسمتها المؤلفة "ثائرة" في رمزية لتجسيد شخصيتها، فهي ناشطة سياسية تعرضت للتعذيب والمطاردة بسبب وقوفها أمام الطُغاة بكل شجاعة وجرأة، لكنها أصرت على مواصلة النضال لترسيخ مفاهيمها هي لا مفاهيم مجتمع الظلاميين الذي يريد أن يجعل منها دُمية أو جارية مستعبدة ضعيفة. أما الشخصية المحورية الأخرى في الرواية، فيمثلها الزوج، الرجل المتقاعس اللامسؤول الذي يثقل كاهلها بالقوة، وهذا نموذج حقيقي لا يمكن إنكار وجوده في مجتمعنا العربي. الرواية سيطر عليها ضمير المتكلم والحوار الداخلي أكثر من الراوي العليم وهيمنته على النص، وهو تهجين يتراوح بين هذا وذاك لتقديم المراحل التي مرَّت بها البطلة وتحولاتها العديدة بلغة بعيدة عن التعقيد، فالرواية تستعرض مراحل من حياة البطلة جاوزت الأربعين سنة، منذ كانت فتاة في مرحلة الشباب وحتى تقدمها في العُمر، وهي بذلك تُلقي الضوء على ما تواجهه المرأة في تعامل المجتمع في جميع حالاتها. رواية "قِوامَة" هي استفزازٌ للراكد من الأمور العالقة، وتحفيز للأذهان للبحث عن حلول منطقية لقضية ممتدة، فالمرأة ما زالت تعيش بغصة المجتمعات المتهالكة. يُذكر أن رواية "قِوامَة" ستكون مُتاحة ضمن إصدارات مؤسسة شمس للنشر والإعلام في معرض بغداد الدولي للكتاب، والذي يُقام في الفترة من 18 إلى 27 سبتمبر/أيلول 2023. وهدى محمد حمزة الطائي شاعرة وروائية وإعلامية عراقية، من مواليد مدينة بغداد / الكاظمية، حاصلة على بكالوريوس لغة عربية كلية الآداب - الجامعة المستنصرية، ودرجة الماجستير في الأدب العربي كلية الآداب - الجامعة المستنصرية، وعضو الاتحاد العام للأُدباء والكُتَّاب في العراق، وعضو اتحاد النساء الديمقراطي العالمي، وعضو منظمة حقوق الإنسان، وعضو المركز التنسيقي لمنظمات المجتمع المدني، ومسؤولة المركز الثقافي الفكري للنساء (سميراميس) في بابل، ومسؤولة رابطة المرأة العراقية سابقًا، ومسؤولة القسم المالي في مجلس سيدات الأعمال، وعضو الهيئة الإدارية في منتدى نازك الملائكة، وناشطة في مجال المرأة والمجتمع، وأسَّست مجلة ثقافية باسم "شمس الحُرية". وشاركت في العديد من المؤتمرات الدولية في موسكو ولندن وبغداد حول المرأة والمجتمع مع المنظمات الديمقراطية العالمية، كما نشرت في العديد من الصحف والمجلات العراقية والعربية والعالمية، منها عمود أسبوعي في جريدة الصباح بعنوان "حبر مؤنث"، جريدة الدستور، صحيفة الغد، الفيحاء، طريق الشعب، ميسان الثقافية، الحقيقة، وكالة الحدث بريس الإخبارية، مجلة الشرارة، مجلة الطليعة الأدبية، صحيفة ئه فرو الثقافية في دهوك، نشرة المنبر التقدمي التي تصدر في البحرين، وكالة دار العرب الإخبارية، مؤسسة أبجد الثقافية، مجلة شعر المصرية، الغاردينيا، وتريات جواهرية، جريدة المدى، الصباح الجديد، مجلة معارج الفكر، جريدة كواليس الجزائرية... وغيرها. من إصداراتها حوارات الصمت: ديوان شعر. دار تموز للنشر دمشق 2011، سأقول غير ما يقوله العُشَّاق: ديوان شعر. منشورات اتحاد الأدباء والكُتَّاب في العراق، بغداد 2017، قناديل باب الدروازة: رواية. منشورات اتحاد الأدباء والكُتَّاب في العراق، بغداد 2022، التحول الجمالي من الرواية إلى السينما: كتاب في الأدب المقارن. منشورات اتحاد الأدباء والكُتَّاب في العراق، بغداد 2023، قِـوامَـة: رواية. مؤسسة شمس للنشر والإعلام، القاهرة 2023. ورد اسمها وإبداعاتها في عدد من الإصدارات منها: كتاب "هو الذي كتب على الطين" تقديم ناظم ناصر القريشي 2018، معجم الأديبات والكواتب العراقيات في العصر الحديث: تقديم جواد عبدالكاظم، انطولوجيا الأدب النسوي: عامر الساعدي 2017.
مشاركة :