منى زيدو تكتب: المرأة ودورها في استقرار المنطقة

  • 12/10/2020
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

مثلما هو مؤكد أن للمرأة دورا لا يستهان به في استقرار العائلة ومنها الوطن، فبكل تأكيد أنه لها الدور الرئيس في استتباب الاستقرار في المنطقة بشكل عام أيضًا. ولا يمكن الفصل بين هذه الأمور مطلقًا لأنها تؤثر وتتأثر فيما بينها إن كان بشكل مباشر أو غير مباشر. إذ، أنه لا يمكننا الحديث عن مجتمع مستقر تكون فيه العائلة مشتتة والترابط العائلي غير متواجد. الاسرة أو العائلة المفككة ستكون ضحية لكافة أنواع التدخلات من كافة الأقارب، وكل يبحث عن مصالحه أو أنانيته التي تستثمر في هذا التفكك الأسري. وهذا بدوره سيكون له عواقب مباشرة على استقرار المجتمع بشكل مباشر. بالنظر للعائلة في المنطقة نراها متأرجحة ما بين المستقرة وغير المستقرة وهذا يرجع لعوامل عدة وأهمها يمكن أن يكون العامل الاقتصادي والفكري والثقافي ما بين أفراد العائلة الواحدة. وبشكل عام المستقرة نراها إما أنها يكون عندها قناعة في الحياة وترضى بما هو مقدّر لها وكل همّها أن تعيش، وإما أن تكون ميسورة الحال ووضعها المادي لا بأس به، وغالبًا ما تكون بعيدة كل البعد عن أية أمور تزعزع استقرار العائلة. إذ، نراها لا تهتم بما يدور حولها وكل همّها هو الحفاظ على ما هو موجود ضمن جدران المنزل الذي يأويهم، أما خارجه ليعيشوا في الشارع وليناموا جوعى وهذا الأمر غير مهم بالنسبة إليهم. وهذه العائلة لا تفكر إلا بنفسها ويكون مستوى الأنانية عندها مرتفع قليلًا، المهم أن يدرس أولادها في أرقى المدارس ويلبسوا أفضل ما يرونه "ترند"، والمهم أن يكون من أفضل المولات، ويأكلوا ما طاب لهم من المطاعم. هذين النوعين من العائلات المستقرة لا يختلفان عن بعضهما إلا في توفر المال لدى إحداها وعدم توفره لدى الأخرى وأنها اقنعت نفسها بما هو موجود، لكن نسبة الأنانية المتواجدة عند كليهما لا تختلف، لأنهما لا يفكران إلا بنفسهما.النوع الآخر من العائلات هي غير المستقرة والتي لا تمتلك أساليب العيش وخاصة المال فنراها غير قنوعة بما لديها وتبحث دائمًا عم أساليب توفير المال ولا يهم إن كان هذا الأسلوب أكان بشكل شرعي أم لا، المهم هو الحصول على المال. لذلك نراها غير مستقرة والخلافات بين أفراد العائلة لا تتوقف وحتى أنهم يختلفون على أتفه الأمور من أجل المال. أما الأولاد فأين يدرسون وكيف يدرسون فهذا غير مهم عندهم، لأنه في الأساس أن الدراسة لا تهمهم، وحتى الأطفال يكون حلمهم الوحيد هو كيفية الحصول على المال وبأي وسيلة. فمصلًا نرى أن الطفل يذهب إلى المدرسة بعض الأحيان وهدفه من الحياة هو دراسة إحدى الكليات التي ما أن يتخرج منها حتى تنهمر عليه قطع النقود، أي أنه يدرس فقط من أجل الحصول على المال.هنا نرى حينما يكون المال هو الهدف في الحياة تتحول الروابط والعلاقات العائلية والأسرية إلى روابط هشة وتنقطع عند أول اختبار في الحياة، وهذا ما يبرر نسبة الطلاق الكبيرة في مجتمعاتنا التي نعتبرها مستقرة نوعًا ما.هنا يكون دور المرأة هو المؤثر الوحيد في استقرار المجتمع، وذلك حينما تكون المرأة واعية ومدركة لذاتها طبعا وليست عبدة للمال. بل حرية المرأة تبدأ من حالة الوعي والإدارك والفهم السليم للحياة وهدفها، بعيدًا عن المؤثرات الدينية وكذلك العادات والتقاليد البالية، التي لا تنظر للمرأة إلا أنه "ست" مطبخ فقط.فحرية المرأة لا يعني أبدًا أن تتوظف أو أن تكوم إدارية أو وزيرة أو صاحبة شهادة، فكل ذلك هي أمور ضرورية ولكن ليست محددة للحرية مطلقًا. إذ، لا حرية في الجهل المجتمعي وضمن مستنقع الأنانية المفرطة التي تعيشها المرأة ضمن عائلتها. الحرية يجب أن تكون عامة وليست مقتصرة على الفرد. فلا حرية فردية حينما يكون المجتمع يعيش العبودية بكل أنواعها. فالحرية تعني الشمولية في العطاء والتفكير العابر للحدود بنفس الوقت. فما قيمة الحرية التي أعيشها في وطني، هذا إن كان ثمة وطن حر نعيشه، وأختي المرأة في فلسطين تُهان يوميًا وفي العراق ذليلة وأما في سوريا فحدث بلا حرج. فتعتبر هذه الحرية منقوصة نوعًا ما إن لم تكون حالة عامة. فلكي ندرك معنى الحرية الحقيقي ينبغي أن نشعر بما تعيشه المرأة في المجتمعات القريبة منا.فلربما كانت المرأة في الشمال السوري من قوات حماية المرأة التي حاربت أعتى ارهابيي العالم وتصدت لهم، هي بصيص الأمل المتبقي كي نغسل فوضويتنا وأنانيتنا المفرطة التي نعيشها تحت اسم الحرية. فالمرأة التي تحررت من سطوة المال والسلطة والعادات والتقاليد التي قيدت المرأة في البيت فقط، هي التي يكون بمقدورها أن تقول "لا" لكل أنواع الإغراءات التي من خلالها يتم السيطرة وتحويل المرأة إلى سلعة.

مشاركة :