المبادرة لإنهاء الخلافات | إبراهيم محمد باداود

  • 8/22/2015
  • 00:00
  • 21
  • 0
  • 0
news-picture

الخلافات في العمل أمر طبيعي فطالما يوجد فريق عمل ورئيس ومرؤوس فلابد أن يكون هناك اختلاف في الآراء ووجهات النظر ، إذ من الصعب أن تتطابق كافة وجهات النظر في كافة المواضيع لدى كافة الأطراف طوال الوقت ، فكثيراً ما يستخدم المدراء صلاحياتهم وسلطاتهم في إقرار وجهات نظرهم أو تطبيقها ، ولكن من غير الطبيعي أن يتحول اختلاف وجهات النظر إلى خلافات شخصية مؤلمة يتم تصفيتها بأساليب غير نظامية تارة أو أساليب همجية تارة أخرى بل إننا أحياناً نسمع عن حالات عراك بين موظفين يصل الأمر فيها أحياناً إلى التهديد بالقتل . !! كثيراً ما يبدأ الخلاف مع المدير بسيطاً ومحدوداً إما من خلال كلمة في اجتماع أو من خلال تعليق أو تصرف معين قد يكون غير مقصود أو من خلال توجيه أو شرح على معاملة معينة أو قرار أو من خلال توصية ، وأحيانا يبدأ الخلاف من خلال سوء فهم لقضية ما وأحياناً يتحول سوء الفهم الى سوء ظن ، وما لم يتم حل هذا الخلاف سريعاً وفي حينه فإنه يتطور إلى عدة مستويات فبدلاً أن يكون محصوراً بين شخصين فقط وفي دائرة ضيقة فإننا نفاجأ بأن كل طرف يأخذ في التحدث عن الخلاف من وجهة نظره لكسب مؤيدين في صفِّه ضد الطرف الآخر وهكذا تتسع دائرة الخلاف فلايعود الخلاف محصورا بين اثنين بل يصبح بين فريقين أحدهما مؤيد والآخر معارض مما يجعل طريقة معالجة ذلك الخلاف أصعب ، بل إن استمرار الخلاف بهذا الأسلوب يساهم في تشعبه فبدلاً من أن يكون الخلاف محصوراً في نقطة واحدة فإنه يتوسع ليشمل نقاط متعددة كما إن بعض الخلافات يستفيد منها آخرون ممن يرون أن في مصلحتهم وجود مثل هذه الخلافات وأحيانا يؤدي استمرار مثل هذه الخلافات إلى أن يقوم كل طرف بتفسير كل تصرفات الطرف الآخر بأنها موجهة ضده شخصياً حتى لو لم يكن لها أي صلة به . في اعتقادي أن المبادرة لحل مثل هذه الأمور يجب أن تأتي من المدير نفسه فهو في الظاهر يحتل المنصب الأعلى وقد تكون لديه حلول وبدائل بحكم منصبه أكثر من الموظف، فالخلافات ظاهرة طبيعية ولكن على كل مدير أن يحرص على تنمية مواهبه وقدراته ومهاراته في احتواء الخلافات في إدارته ليساهم في تخصيص وقته لتحقيق أهداف منشأته وإنجازاتها بدلاً من أن يضيع الوقت والجهد في حل المشاكل التي إن تركت بدون حل فقد تؤدي إلى كوارث لاسمح الله . Ibrahim.badawood@gmail.com

مشاركة :