مع دخول شهر رمضان المبارك اعتقدت أن هذا الشهر سيكون فرصة عظيمة للكثير بأن ينظروا في ماسبق وأن يحرصوا على دخول الشهر بنفوس مطمئنة وحرص أكبر على الطاعات وعلى التقارب وإصلاح ذات البين غير أن الشهر الكريم قد بدأ وللأسف بالكثير من الخلافات والاختلافات وبدلاً من أن تكون ساحات وسائل التواصل الاجتماعية معطرة بالتهاني والتبريكات بدخول الشهر فقد أصبحت ساحات للمعارك والخلافات . يذكر الشيخ عبدالله بن بيه (حفظه الله ) في ورقة علمية له بعنوان ( أدب الاختلاف ) أن الاختلاف هو التباين في الرأي والمغايرة في الطرح ، أما الخلاف فهو مصدر من خالف إذا عارضه ، والاختلاف قد يوحي بشيء من التكامل والتناغم أما الخلاف فإنه لايوحي بذلك ، كما ينصب الاختلاف غالبا على الرأي أما الخلاف فيكون على الشخص ، والاختلاف لايدل على قطيعة بل يدل على بداية حوارفي حين أن الخلاف قد يدل على قطيعة، ولذلك يجب علينا أن نعمد إلى التركيز في حواراتنا على استخدام مفهوم الإختلاف وليس الخلاف فهي أقرب للتفاهم والتكامل . إن الاختلاف ظاهرة طبيعية لايمكن تفاديها أبداً فهو مظهر من مظاهر الإرادة في الإنسان ، ويقول العلامة ابن القيم في ذلك " وقوع الإختلاف أمر ضروري لابد منه لتفاوت أغراضهم وأفهامهم وقوى إدراكهم ولكن المذموم بغي بعضهم بعضاً وعدوانه " ، وعلى الرغم من أن المولى عز وجل أمرنا بالاعتصام بحبل الله والبعد عن الفراق والنزاع إذ إنها تؤدي إلى الفشل والعجز عن الوصول إلى أي حل فقد طغى اليوم على اختلافاتنا كل وسائل التكفير والتفسيق والتبديع والتشويه والتسفيه وتبع ذلك الموالاة والمعاداة لكل من اختلفنا معه وتجاهلنا التماس الأعذار للآخرين سواء لجهلهم أو لاجتهادهم أو لأنها مسائل إجتهادية لاإجماع عليها وتجاهلنا الرفق في التعامل مع بعضنا البعض وأصبح الكل يتحدث والكل يقدم الحجج والبراهين ولو بغير علم معتمداً فقط على مايصله عبر الإنترنت أو مواقع التواصل الإجتماعي أو غيرها من الوسائل الأخرى . إننا في حاجة ماسة اليوم وأكثرمن أي وقت مضى إلى أن نستفيد من دخول هذا الشهر الكريم لننشر روح المودة والتسامح والتعاطف فيما بيننا ونبعد عن التباغض والفرقة وأن نقبل بالإختلاف وفق الضوابط والشروط الخاصة به ولانسعى للخلاف الذي يؤدي إلى الفرقة والنزاع والفشل . Ibrahim.badawood@gmail.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (87) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain