قال مدير معهد الدراسات الإستراتيجية بلندن الدكتور مأمون فندي: إن مصر نجحت في العودة إلى أهلها بعد ثورة 30 يونيو، مثلما سبق للمصريين إسقاط العدوان الثلاثى عام 56، مؤكدًا أن ما قام به الفريق أول عبدالفتاح السيسي فى 3 يوليو 2013 يعادل ما قام به الجيش فى 73، وأشار فندي في حواره مع «المدينة» إلى أن ثورة 30 يوليو أعادت مصر إلى صورتها العربية، كما أعادت العرب إلى مصر بعد فترة من القطيعة بسبب حكم جماعة الإخوان، التي فشلت فشلًا ذريعًًا فى امتلاك أدنى درجات السياسة وفن إدارة الدولة. موضحًا أن الجماعة المحظورة انتهى دورها فى الحياة السياسية المصرية، مطالبًا بأن يتضمن الدستور الجديد نصاُ يحظر الانتماء إلى هذه الجماعة الدموية، ومؤكدًا أن الشعب المصري تجاوز الأقاويل التي تتردد بأن يتم المصالحة مع جماعة أباحت دماء أبرياء دون وجه حق، ومطالبًا بأن يتم التعامل معهم على أنهم «جماعة إرهابية»، وفيما يلي نص الحوار... * كيف تقيم مبادرة المصالحة مع الجماعة المحظورة والتي يتم تداولها حاليًا؟ ** أعتقد أن المصالحة تجاوزها الشعب المصري، ولم يعد قابلًا للتصالح مع هذه الجماعة بعد سلسلة الدماء التى سقطت وسالت فى جميع ربوع مصر، فضلًا عن المخططات التى تم اكتشافها عن ارتباط تلك الجماعة بأطراف خارجية، . ولا بد من الضرب بيد من حديد على هذه الجماعة لتستقيم الأوضاع وتستقر من خلال قرار صارم بالمواجهة وعزل قيادات وأنصار الجماعة المحظورة ومنع الأحزاب على أساس ديني، كما جاء فى الدستور الجديد لقطع الطريق أمام عودتها إلى الحياة السياسية. حيث أن المبادرات التي تنادي أو التي يتم تداولها بالجلوس على الموائد، سيعطي لهذه الجماعة الدموية قبلة الحياة للعودة مرة أخرى إلى الحياة السياسية. وأنا أرفض مثل هذه الطروحات حتى لا نقع فى المحظور ثم الكارثة، وأنا أعتبر أن القبول بها يعد من المواقف الضعيفة ومضيعة لوقت مصر فى أشد الحاجة له. * ولكن هناك من يؤكد أن الجماعة ما زالت قائمة وأعداد أنصارها منتشرون في مختلف أرجاء مصر؟ ** جماعة الإخوان الحظورة انتهت تمامًا، وما يحدث هو «حلاوة روح» كما يقولون، والتظاهرات التي تراها فى المشهد أعداد محدودة يصورها الإعلام الداعم لهم بالملايين، وهو ما يجافي الحقيقة. وأنا أرى أن الشعب المصري لفظ هذه الجماعة الدموية منذ قيامه بثورة 30 يونيو، والتى تشبه الانتصار على العدوان الثلاثي علي مصر لأنها واجهت عدوانًا ثلاثيًا «إخواني أمريكي صهيوني». وما قام به الفريق أول عبدالفتاح السيسي فى 3 يوليو 2013 ببيانه الهام يعادل ما قام به الجيش المصري فى 73. حيث أنقذ مصر من حكم جماعة دموية كانت ستزج بنا إلى الهاوية، كما أعاد مصر إلى صورتها العربية وأعاد العرب إلى مصر بعد فترة من القطيعة بسبب حكم جماعة الإخوان، والتى فشلت فشلًا ذريعًا فى امتلاك أدنى درجات السياسة وفن إدارة الدولة. وأرى أن هذه الجماعة المحظورة انتهى دورها فى الحياة السياسية المصرية، ولن يكون هناك عودة للوراء. وأطالب أن يتضمن الدستور الجديد نصًا يحظر الانتماء إلى هذه الجماعة الدموية. كما نريد دستورًا جديدا للبلاد يمثل مصالح كل الوطن وليس جماعة بعينها، دستورًا يليق بمصر لا دستور تخلف. * كيف ترى الموقف العربي الداعم لمصر خلال المرحلة الماضية، وهل استطاع أن يخلق حائط صد ضد التدخلات الخارجية؟ ** لا شك أن الموقف العريي من بعض الدول العربية، خاصة المملكة التي وقفت مع مصر في وقت بالغ الخطورة والحساسية، وضع الثورة المصرية على الطريق الصحيح، وأجهض محاولات البعض لإجهاض طموحات الشعب المصري في تحقيق أهداف ثورته، وأنقذ البلاد من مخاطر حكم جماعة الإخوان، الذي كان من الممكن أن يجر مصر إلى هاوية الحرب الأهلية مثلما يحدث فى سوريا. وموقف المملكة هو ما جعل الدول الغربية تتراجع عن مواقفها المتعسفة ضد مصر، مثلما تراجع باراك أوباما عن مواقفه وأكد أن ما حدث في مصر ثورة عظيمة، وأن أمن الخليج مرتبط بالأمن القومي المصري. ولا ننسي أن الشعب المصري هو العمق الإستراتيجي لدول الخليج العربي. * كيف تنظر إلى المشهد المصري المرتبك حاليًا؟ ** في اعتقادى أنه رغم وجود جماعة الإخوان سبب من أسباب توتر المشهد الحالى، إلا أنه سيتم تجاوزه وأن كل خطوة من خطوات تطبيق خارطة الطرق تدعم الاستقرار وبناء الدولة، وأمامها ستنزوي الجماعة المحظورة وكل أنشطتها ليبدأ الشعب المصري في تحقيق أهداف ثورته وبما يحقق أحلامه وطموحاته ويتناسب مع تضحياته، وما قدمه من دماء لتحقيق هذه الأهداف. * هل تدعم فكرة ترشيح السيسي للرئاسة؟ ** المرحلة الحرجة الحالية تحتاج إلى رجل قوي يمتلك مقومات القيادة ولديه الحس الوطنى، وهو ما يتوافر فى الفريق عبدالفتاح السيسي، وترشحه هو مطلب وطني. ومصر في أشد الاحتياج إليه، وتطالبه بتقدم الصفوف في الوقت الذى تفتقد فيه مصر القائد، ولا أرى أن أحدًا استطاع جمع رأي شامل حوله وتحقيق رصيد وطني سوى الفريق السيسي، وفى تصورى أن عليه قيادة المرحلة حتى لو رفض حيث هذا واجب وطني، مثلما انتصر لإرادة الشعب وإنحاز له بعد أن خرج بتلك الأعداد الكبيرة وتدخل الجيش وانقذ البلاد من حرب أهلية، هو القادر أيضًا علي إعادة الجميع في بوتقة واحدة.
مشاركة :