نُشرتُ هُنَا -قَبل أيَّام- كِتَابَة بعنوَان «القَول الأَمين في تَأشيرات الفلبّين»، نَقلتُ فِيهَا الحِوَار، الذي دَار بَيني وبَين سَفيرنا في الفلبّين، الصَّديق «عبدالله البصيري»، أثنَاء زيَارتي المُثْمِرَة للفلبّين، مُحاولاً تَلخيص آرَاء سَعَادَة السَّفير، في المُشكلات التي يُعاني مِنهَا السّعوديّون؛ الرَّاغبون في استقدَام الأَيدي العَامِلَة مِن هُنَاك..! لَكن يَبدو أنَّ المَوضوع؛ يَستحقّ المَزيد مِن الاستطرَاد والإضَافَة، لِذَا سأَستعين بعصَارة تَجارب خَبير الاستقدَام، الأستاذ «عبدالرحمن النفيسة»، الذي تَفاعل - مَشكوراً- مَع مَا كَتَبْت، فبَعَث لِي مُقترحاته لحَلّ المُعضلة، قَائلاً: (أقتَرح عَلى وزَارة العَمل؛ أنْ تَضمن حقُوق العِمَالة المَنزليّة، وحقُوق المُوَاطن، مِن خِلال إنشَاء مَكاتب خَاصَّة في كُلِّ مَدينة، عَلى أنْ تَكون هَذه المَكَاتِب؛ مُستقلِّة عَن مَبَاني مَكاتِب العَمَل، وأنْ تُزوّدها بالمُوظّفين المُؤهّلين، ومُترجمين دَائمين لكُلِّ دَولة طوَال الأسبُوع، وعِند ورُود أي دَعوَى مِن دَولة العَامِلَة المَنزليّة، يَتم التَّجَاوب بشَكلٍ سَريع، مِثل عَدَم التزَام الكَفيل بدَفع مُرتَّبَاتها، أو سُوء مُعاملتها، ليَتم إلزَام الكَفيل بدَفْع مُرتَّبَاتها كَامِلة، وتَأمين تَذكرة السَّفر بالقوّة الجبريّة؛ إذَا لَم يَكُن مُتجاوباً)..! هَذا مِن نَاحية حقُوق العِمَالة، والعَامِلَة المَنزليّة تَحديداً، أمَّا ضَمَان حقُوق صَاحب العَمَل، فيَقترح الخَبير «النفيسة»؛ عَلى وزَارة العَمَل، أنْ تَقوم المَكَاتِب المُستَحدثَة بِمَا يَلي: (في حَالة رَفض العَامِلَة العَمَل؛ لعَدَم تَحمُّلها الغُربَة، أو هرُوبها مِن مَقرّ الكَفيل، يُعوّض الكَفيل عَن جَميع خَسَائِره، عَلى أنْ تَتحمّلها دَولة العَامِلَة، لحمَاية حقُوق المُوَاطن، ومِن مَبدأ المُعَاملة بالمِثل، خَاصَّة وأنَّ أكثَر المَشَاكل يَتسبّب بِهَا رَبّ العَمَل، فنِسبة المُواطنين المُنصفين مَع عِمَالتهم، لَا تَزيد عَن 30%، وعَدَم فَعالية الإجرَاءَات الحَالية، تَتحمّل جُزءاً مِن المَسؤوليّة عَن هَذه النِّسبَة المُتدنّية، حَيثُ تَجد مُوظّف تَفتيش غَير مُتخصِّص، ولَديه مُهمَّات تَفتيش أُخرَى عَلى المُؤسَّسات، ومُتَابعة التَّستُّر، وغَيرها مِن المُهمَّات التي تَشغله؛ عَن مَشاكل العِمَالة المَنزليّة، التي تُشكِّل الهَمّ الأوّل للعَائِلات السّعوديّة، ودَفَعَت أكثَر الدّول لاستدعَاء رَعَايَاهَا مِن المَملكة، ممَّا يَجعلنا «مَثَار جَدَل» لَدَى الدّول الفَقيرة ....)! ويَختم الخَبير «النفيسة» رِسَالته المُثمرة، قَائلاً: (كُلّ الاتفَاقيّات السَّابِقَة؛ كَانت اجتهَادَات مِن اللَّجنَة الوَطنيّة، التي لَا تُمثِّل وزَارة العَمَل، بَل هي تَحت مَظلّة الغُرْفَة التُّجَاريّة، وكَان بَعض أعضَائها مِن أصحَاب المَكَاتِب غَير الجَادّين، الذين يَعملون لمَصَالِحهم الشَّخصيّة، وآن لوزَارة العَمَل أنْ تَتدخّل بفَعالية، وتُكلّف الكَفَاءَات المُتخصِّصة؛ في فَنّ التّعامُل وحِفظ الحقُوق، وسيَنعكس ذَلك إيجَابَاً عَلى صورتنَا لَدَى الدّول؛ التي نَحتَاج إلَى رَعَايَاهَا، وهَذه الإجرَاءَات ستُسهم أيضاً في خَفض تَكاليف الاستقدَام)..! حَسناً.. ماذا بقي؟! بَقي أنْ أَشكُر الأُستَاذ الخَبير «عبدالرحمن النفيسة»؛ عَلى هَذه الإضَاءَة الجميلَة، وبَقي أيضاً أنْ أُحرّض الأصدقَاء والقُرّاء الكرَام؛ عَلى تَجيير الأسئِلَة التي صَدّعوا بِهَا رَأسي -أثنَاء زيَارتي للفِلبّين- إلَى الصَّديق العَزيز «أبي ريان النفيسة»..!!! تويتر: Arfaj1 Arfaj555@yahoo.com
مشاركة :