كيف تحمي الشركات نفسها من الجواسيس والمخترقين؟

  • 8/24/2015
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

مراسل بي بي سي للشؤون الاقتصادية ينظر الكثيرون إلى إدوارد سنودن باعتباره بطلا، لكن آخرين يرونه خائنا مضى عامان، منذ أن كشف إدوارد سنودن عن وثائق سرية ضخمة، لعمليات تجسس نفذتها وكالة الأمن القومي الأمريكية، ومركز الاتصالات الحكومية البريطاني. وبدا منذ ذلك الحين أن لا أحد بعيد عن أعين المتلصصين. ولكن كيف استجابت الشركات والمؤسسات لهذه التسريبات؟ وبعدما أصبحت الهجمات الإلكترونية واختراق البيانات أكثر شيوعا، ولعل سرقة بيانات موقع آشلي ماديسون للتعارف أبرز الأمثلة الأخيرة، فماذا تفعل الشركات من أجل حماية نفسها ضد المخترقين؟ الطلب على الخصوصية ربما ليس مفاجئا، أن تكتشف دراسة أعدها معهد بونيمون في أبريل/ نيسان الماضي أن هناك نموا بنسبة 34 في المئة، في عدد الشركات والمشروعات التجارية التي تستخدم طرق التشفير لحماية اتصالاتها. ويقول مات ريتشارد، نائب رئيس قسم المنتجات في شركة أوون كلاود OwnCloud، وهي شركة لأمن البيانات، إن الأخبار المثيرة عن الهجمات الإلكترونية تؤدي دون شك إلى تزايد الطلب على الخصوصية. وأضاف: لقد أثار هذا غضب الناس، وجعل الكثيرين منهم يتحدثون إلينا. وكان المحامون، الذين يقوم عملهم على ثقة وخصوصية بيانات العملاء، في مقدمة صفوف من سعوا لشركات أمن المعلومات. ويقول المحامي كريس غولوتا، ومقره في مانهاتن، إن مؤسسته استخدمت تطبيق SecureMail لتشفير مراسلات طاقم العاملين. ويضيف: اعتقد أن العاملين اعتادوا الآن على التواصل عبر قنوات آمنة. تثور مزاعم بأن هاتف المستشارة الألمانية ميركل تعرض للتلصص من جانب وكالة الأمن القومي الأمريكي ولم يقتصر الأمر على المحامين أو الشركات الكبرى، في السعي لحماية أعمالها وبياناتها من الاختراق. وحينما اخترق البريد الإلكتروني لشركة التكنولوجيا والفن العملاقة سوني، ونشرت مراسلات لها عام 2014، تم بث محادثات شخصية محرجة أمام العالم أجمع. ويقول ويليام باور، مدير أحد متاجر التجزئة في نيوجيرسي، لقد كانت كارثة على العلاقات العامة مما جعلنا نتساءل، كم نحن معرضون كمشروع تجاري صغير لنفس هذا المصير؟ ويقوم المتجر الذي يديره باور بتدريب كل العاملين به على استخدام مراسلات مشفره. مفاتيح النجاح أصبحت التكنولوجيا أسهل استخداما في وقتنا الراهن. لقد ظلت عملية تشفير المراسلات الإلكترونية لزمن طويل عملية معقدة، وتستلزم تبادل المستخدمين لمفاتيح التشفير، من أجل إجراء مراسلات آمنة. ويقول غافين كيرني، المؤسس المشارك لشركة جامبلJumble لتأمين المراسلات الإلكترونية: إنها لا تقتصر فقط على تقديم حل قابل للاستخدام من وجهة نظرنا. وأضاف: أنت لست بحاجة إلى أن تكون ميكانيكيا لكي تقود سيارة، وكذلك لكي تحقق أمنا مناسبا للمراسلات لست بحاجة لأن تعرف تعقيدات، وخوارزميات وإدارة والتحكم في مفاتيح التشفير. كما سهلت شركة بروتون ميلProtonMail، التي تقدم خدمة تشفير المراسلات ومقرها سويسرا، من هذه العملية. ويقول أندي يان المؤسس المشارك للشركة: لقد انتقلنا من التشفير عن طريق الخادم إلى التشفير عن طريق العميل، وكل التشفير يحدث على أجهزة المستخدمين قبل وصول البيانات إلى خوادمنا. وأضاف: ليس لدينا وسيلة فنية لقراءة مراسلات العملاء. وهذا يجعل هذه الخدمة تحظى بإقبال واسع من جانب المحامين والأطباء، والعملاء الذين يتعاملون مع بيانات حساسة. شبكات خاصة جعل النمو، الذي شهدته الخدمات القائمة على التخزين السحابي والمستخدمين المتنقلين الذين يستخدمون أجهزتهم الخاصة، أمن البيانات مسألة أكثر إلحاحا، بالنسبة للشركات والأعمال التجارية. ويمثل الوصول لمراسلات العمل، خلال وجودك بالمطار أو على مقهى يقدم خدمة الواي فاي المجانية، خطرا حيث إنه قد يعرض البيانات الحساسة لجهة عملك للاختراق. وهذا ما عملت على علاجه الشبكات الخاصة الافتراضية المعروفة اختصارا بـ VPNs. ويقول دان جورغيان، المؤسس المشارك لشركة Amplusnet، إن الشبكات الخاصة الافتراضية كانت دائما مفضلة من جانب الأفراد، الذين يرغبون في إخفاء عناوين بروتوكل الإنترنت الخاصة بأجهزتهم، والحفاظ على سرية عاداتهم في التصفح وتشفيرها، لكنها تكتسب الآن مزيدا من الاهتمام من جانب الشركات أيضا. ويقول أندريه إيلموزنينو لوفر، رئيس قطاع النمو بشركة SaferVPN، إن الشبكات الخاصة الافتراضية حازت على شعبية، لدى الشركات الموجودة في الدول التي تمثل فيها مراقبة الاتصالات قضية مهمة. ويرى روبرت ناب، رئيس شركة CyberGhost المزودة لخدمة VPN، أنه منذ تسريبات سنودن حدث تغير كبير، في صورة الشركات المزودة لخدمة الشبكات الخاصة الافتراضية. وقال: منذ تسريبات سنودن لم نعد بحاجة إلى تثقيف السوق. فارق ضئيل لكن ألا يبطئ كل هذا التشفير من سرعة الاتصالات، في زمن أصبحت فيه السرعة شيئ ضروري في العمل التجاري؟ كانت هذه هي العقبة المبدئية أمام ويليام باور، مدير أحد متاجر التجزئة في نيوجيرسي. ويقول باور إنه حدث انخفاض طفيف في إنتاجية العاملين بمتجره، لكن فوائد التشفير تستحق التضحيات على المدى القصير. ويقول أشيش باتل، المدير بشركة Intel Security إن القدرة الحاسوبية خلف تشفير المراسلات الإلكترونية في الوقت الراهن تعني أن أي تباطؤ في تدفق المراسلات المشفرة لا يكاد يذكر. وأضاف: إذا أرسلت إليك رسالة غير مشفرة وأخرى غير مشفرة فبمجرد أن تصلك الرسالتان وتفتحهما لن تلاحظ فرقا. وفيما يتعلق بخدمة VPNs يقول لوفر: إن الأمر سيكون بالتأكيد أبطأ بدون استخدام الخدمة، وذلك بغض النظر عن أي شكاوى بحق الشركات المزودة لهذه الخدمة. وتابع: إنه ثمن قليل مقابل تأمين البيانات الحساسة للشركات. وبالطبع، فربما لن نعرف أبدا ما إذا كان كل هذا التركيز الإضافي على أمن قد نجح، في الحماية البيانات من الجواسيس والمخترقين. وربما يتطلب الأمر ظهور سنودن جديد، مع كل المخاطر المحتملة التي يمثلها على الأمن القومي، للإجابة على هذا السؤوال المهم.

مشاركة :