تكشف الممارسات الوحشية واللانسانية لقوات الاحتلال الفارسي وميلشيات الاستخبارات الإيرانية ضد السكان العرب في الأحواز العربية المحتلة عن طبيعة التوجه العنصري لملالي طهران ضد الهوية والثقافة والشعب العربي . ولم يعد خافيا طبيعة الاحتلال العنصري الاستيطاني للمستوطنين الفرس في القرى والمدن الأحوازية ، وهو استيطان عنصري ، وهذا التوجه العنصري تصاعد مع قيام ما يسمى بالجمهورية الإسلامية في إيران ، التي أعلت من القيم الصفوية والفارسية للكيان الصفوي الإيراني بالرغم من اللافتات الدينية الكاذبة التي يرفعها ملالي إيران وتزعم نصرة الإسلام والمسلمين ومحاربةالظلم والاستكبار ونصرة المظلومين . وتمارس قوات الاحتلال الفارسي سياسة قمعية وحشية ضد السكان العرب في الأحواز العربية المحتلفة ، وتفوق الجرائم الوحشية التي ترتكبها يوميا قوات الاحتلال الفارسي وميلشيات الاستخبارات الفارسية ضد العرب الأحواز جرائم الاحتلال الصهيوني لفلسطين المحتلة . وتنفذ سلطات الاحتلال الصفوي في الأحواز العربية المحتلة مئات الأحكام الجائرة بالإعدام ضد شباب الأحواز بتهم ملفقة أبسطها اعتناق الوهابية ، وهى التهمة الجاهزة ضد أهل السنة والجماعة في الأحواز العربية المحتلة ، بخلاف عمليات هدم المنازل وحرق البساتين المملكة للعرب في الأحواز ، وتهجير قبائل العرب ليحل محلهم مستوطنون فرس في مؤامرة لتغيير التركيبة السكانية في الأحواز لصالح المستوطنين من العنصر الفارسي . الأحواز تفضح عنصرية نظام ملالي إيران وكراهيتهم التاريخية للعرب وتعتبر الأحواز العربية المحتلة مثال صارخ يفضح الطبيعة العنصرية لنظام ملالي طهران وحقده الدفين ضد كل ما هو عربي ، بغض النظر عن الدين أو المذهب الذي يعتنقه العرب . فعلى الرغم من أن أكثر من 80% من العرب الأحواز هم من الشيعة العرب، اي انهم من نفس المذهب الذي تدعي ايران انها تريد حمايته ونشره ، بل وإرسال ميلشياتها للقتال من أجل الدفاع عنه وعن معتنقيه في سوريا والعراق واليمن ولبنان ومناطق أخرى من العالم . لكن مع ذلك لم تشفع تشفع للاحوازيين انتماءاتهم المذهبية للمذهب الشيعي الأثني العشري ، وهو ما يؤكده المحلل العراقي الدكتور موسى الحسيني ، الذي أشار في مقال له بشبكة البصرة إلى أن الممارسات الوحشية من جانب قوات الاحتلال الفارسي ، ما يؤشر الى تغلب الاتجاهات القومية في سياسة ما يسمى بالحكومة الاسلامية على غيرها من الانتماءات وأكد الدكتور موسى الحسيني إن الدين والمذهب ليسا الا ادوات لتغطية التوجهات القومية ، ما دفع كثير من الشباب الاحوازي حتى العلماني منهم يدعي او يعلن انتسابه للمذاهب السنية كنوع من رد الفعل السلبي ضد ايران وقمعها الشعوبي الحاقد على كل ما هو عربي سنيا او شيعي، مسلما او مسيحي. صادق زيبا : لم ننس هزيمة القادسية وحقدنا على العرب نار تحت الرماد واعتبر الدكتور موسى الحسيني إن سلوك نظام آيات الله الملالي في إيران يكشف طبيعة الصراع العربي – الفارسي ويعطيه هويته الحقيقية كونه صراع قومي وليس طائفي بالاصل، وليكشف لبقية الشيعة العرب حقيقة الدعاوى الايرانية الكاذبة التي تتمحور حول التعصب الطائفي، فهي تقتل الشيعة العرب في الاحواز وليس لاختلاف معهم بالمذهب بل بالهوية القومية، وهذا ما يمكن ان يحصل لبقية الشيعة العرب، اذا ما هددوا يوما او واجهو الاطماع الفارسية والحقد الشعوبي الفارسي . صراع عربي -فارسي وحذر الدكتور موسى الحسيني من أن إيران تخطط لان تحول الصراع العربي – الفارسي، من صراع قومي الى صراع طائفي، وتريد على ما يبدو ان تنقل نفس التكتيك الى الاحواز ليتحارب الاحوازيين ضد بعضهم البعض على اساس طائفي وينسون اصل وطبيعة خلافهم مع ايران، وينهكون قواهم ويبددونها في صراعات بينية ما يشكل انتصارا جديدا لايران دون ان تبذل جهدا في القضاء على الحركة التحررية الاحوازية. كما حذر من ان ايران تخطط لم تتوقف في احقادها الشعوبية عند حد قمع الشعب العربي الاحوازي بل تمادت بخبث في العمل على تغير الطبيعة الجغرافية لانهار الاحواز التي تصب جميعها في شط العرب ونهر دجلة لفرض العطش والجوع على الاحوازيين ، وتهجيرهم من مناطق سكناهم التاريخية وتوطين بعض من الفرس واكراد ايران في اراضيهم. الحسيني : آيات الله يستخدمون الدين والمذهب لتغطية طائفيتهم وعنصريتهم من ناحيته قال الدكتور عباس الكعبي، رئيس اللجنة التنفيذية للمنظمة الوطنية لتحرير الأحواز حزم ، إن إيران التي احتلت الأحواز قبل 90 عامًا، تمارس إجراءات قمعية ضد الشعب العربي الأحوازي، منذ احتلالها عام 1925 بمؤامرة بريطانية إيرانية، منها محاولة طمس الهوية العربية للأحواز والقضاء على كل حركة نضالية، وفرض سياسة تفريس الأحواز وتغيير أسماء المدن والقرى الأحوازية من العربية إلى الفارسية. فوبيا الملابس العربية وأضاف رئيس اللجنة التنفيذية للمنظمة، أن السلطات الإيرانية تمنع الشعب العربي الأحوازي من التعلم باللغة العربية وإجباره على التعلم باللغة الفارسية ومنع ارتداء الملابس العربية في الدوائر الحكومية ومنع العرب تسمية أطفالهم بأسماء عربية، ومصادرة المياه الأحوازية إلى المدن الإيرانية، فضلًا عن ارتكاب المجازر والمذابح للأهالي الأحوازيين، وإعدام أو قتل أو سجن لم يحاول فرض اللغة العربية. مؤكدا أن إيران تحاول بدأب على فرض هويتها واللغة الفارسية وتفشل في فرضها بشكل كلي، فالأحوازيون يحافظون على هويتهم العربية وساعد على ذلك وجود الدواوين الشعرية التي حافظت على الهوية، والمجالس العربية للشعر الشعبي التي تقام بشكل مستمر، مؤكدًا أن اللغة العربية موجودة وبقوة لكنها مكتومة بالداخل نظرًا للممارسات التعسفية التي تفرض ضد الأحوازيين. ويكشف سعيد حميدان، المدير التنفيذي لمنظمة الدفاع عن حقوق الإنسان الأحوازي، عن جرائم الدولة الفارسية المرتكبة ضد الشعب الأحوازي من خلال الاعتقالات الممنهجة لأبناء السنة في الأحواز ومضايقة عوائلهم وإرهاب الأطفال والنساء في إشارة إلى اعتقال العشرات من الشبان الأحوازيين بتهمة الانتماء إلى مذهب أهل السنة والجماعة، حيث يعتبر الانتماء إلى أهل السنة في الأحواز جريمة يعاقب عليها القانون فيما قامت قوات الأمن الإيرانية بنقلهم إلى مكان غير معروف وأصبح وضعهم محل قلق أهلهم وذويهم ، وتعذيب الأطفال والنساء أمام ذويهم من المعتقلين لدفعهم على الاعتراف بجرائم لم يرتكبوها . ويعترف المفكِّر الإيراني البارز الأستاذ بجامعة طهران صادق زيبا كلام بحقيقة العنصرية الفارسية ضد العرب ولعْنهم لأهل السنة، مشيرًا إلى أن الفرس لم ينسوا هزيمتهم أمام العرب في موقعة القادسية. الكعبي : إيران تغيير أسماء المدن وتمنع تسمية الأطفال بالأسماء العربية وندد الباحث صادق زيبا خلال مقابلتين أجراهما مؤخراً مع أسبوعية صبح آزادي الإيرانية، بالنزعة العنصرية الفارسية تجاه الشعوب الأخرى وبالمثل العنصرية من قبل الآخرين تجاه الفرس، مؤكدًا أن الكثير من الإيرانيين سواء أكان متدينًا أو علمانيًّا يكره العرب.. كما أن الكثير من العرب يكرهون الفرس أيضًا. وقال متحدثًا عن العنصرية الإيرانية: للأسف أنا واثق من أن الكثير منا نحن الإيرانيين عنصريون، فلو نظرتم بإمعان إلى ثقافات الشعوب الأخرى تجاه سائر القوميات والشعوب والإثنيات وأخذتم ظاهرة النكت كمقياس لوجدتم أننا أكثر إساءة من خلال النكت، فانظروا كيف نسيء إلى الترك واللور. ضغينة تاريخية أما عنصرية الإيرانيين تجاه العرب فيرجعها إلى الحقد والضغينة تجاه السنة ورموزهم لدى الكثير من الإيرانيين، مشيرًا إلى أنه الوجه الآخر للحقد على العرب، ويؤكد على كلامه بأن العنصرية في إيران أكثر انتشارًا بين المثقفين الإيرانيين، الكثير من المثقفين الإيرانيين يبغضون العرب، والكثير من المتدينين ينفرون منهم، وهي منتشرة بين المتدينين على شاكلة لعن أهل السنة. وعن الأسباب التاريخية لكره العرب يقول زيبا كلام: يبدو أننا كإيرانيين لم ننس بعد هزيمتنا التاريخية أمام العرب ولم ننس القادسية بعد مرور 1400 عام عليها، فنخفي في أعماقنا ضغينة وحقدًا دفينين تجاه العرب وكأنها نار تحت الرماد قد تتحول إلى لهيب كلما سنحت لها الفرصة.
مشاركة :