إذا كنت لا أبرئ نفسي، وتلك مُسَلَّمةٌ لاشية فيها، فمن باب أولى لا أبرئ مَنْ حولي جماعات، وأفراداً، سواء كانوا متفقين معي، أو مختلفين. ومن المسلمات أيضاً أننا جميعاً خطاؤون. والخطأ ابتداء لا يعاب مرتكبه، إذا كان من أهل الاجتهاد. الخطيئة الكبرى أن يرى المغرورُ نفسَه معصومةً، وأنه فوق النقد، والمساءلة، وأنه لا معقب لما يقول. والكارثة المدمرة ذهاب البعض مِنا إلى تصنيم نفسه، والزهو بها إلى حد [النرجسية] والقطع بأنه لا يقول إلا الحق. على حد:- [مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَى?]. وأن مراجعته فيما يبديه في الشأن العام، تشكيك في أهليته، واتهام لمصداقيته. وأن مثل هذه المراجعة مدفوعة بالحسد، والكراهية، والوقيعة. وكيف لا يتأتى منا قبول التساؤل المدعوم بحسن الظن، والثقة بالنفس، والدعاء بالرحمة لمن أسدى لنا عيوبنا، ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقبل من صحابته الرأي المعارض، بل الرأي الملح في المعارضة. فهذا [عمر بن الخطاب] رضي الله عنه، لايكتفي بالمراجعة، بل يمسك برداء الرسول صلى الله عليه وسلم يجره إليه، ليثنيه عن الصلاة على رأس المنافقين. ولم يَبْدُ من الرحمة المهداة امتعاض، ولا قسوة في الرد. بل يوحي موقفه بقبول المعارضة. قلت، وسأظل أؤكد أن: تلبس خطاباتنا بالطائفية، والحزبية و[الأيديولوجية] خطوة أولى في سبيل التيه، والتنازع، والفشل، والضياع. أقول ما تقرؤون،
مشاركة :