** المسافة كبيرة بين مرحلتين؛ وقت أن أجبرتنا ظروف الصحافة الورقية على تقليص الصفحات وإدخال المجلة الثقافية ضمن العدد وهذه الأيام؛ فقد تمسك التحرير بأهمية الاستمرار بعدد الصفحات نفسه (24 صفحة بحجم التابلويد المعادل لـ: 12 صفحة بالحجم المعتاد)، ولم يكن تأمين الصفحات الورقية ممكنًا للأسباب نفسها؛ فكان التفاوض مع رئيس التحرير على العدد الذي استقر عند ثماني صفحات في معظم الأسابيع، وبقيت صفحات أربعُ لا بدَّ من تأمينها، فاقترح عليه مدير التحرير للشؤون الثقافية أن تكون إلكترونيةً، وهي تجربة جديدة على الصحاف الورقية، كما على الكُتَّاب كذلك، فإما ورقية كاملة أو إلكترونية كاملة، ولا موقع لـ «بين البين» غير أن أستاذنا أبا بشار لم يُمانع، بل أضاف: إن احتجتم زيادةً عليها فلا مانع شرط أن تلتزموا بالعدد الورقي ولا تزيدوا على الصفحات الثمان. ** واجهت هذه التجربة مقاومة غير عادية من معظم الكتَّاب والكاتبات، ولكننا مضينا فيها مجبرين وغير ملتفتين إلى الوراء؛ فالزمن يلدُ واقعَه وإيقاعَه، بل لقد تمنينا لو احتفظت الجريدةُ بكامل صفحاتها التي كانت تصدر بها قبل الأزمة المالية وهي 52 صفحة بحيث يصدر الورقي بالعدد الممكن ويمتد الباقي بصفحات إلكترونية، ولا شك أن تجربة المجلة الثقافية المزاوِجة بين الورقي والإلكتروني تجاوزت مراحل التشكك في نجاحها والقبول من كتابها وقرائها، ولم نعد نجد تلك المعارضة، وإن ظللنا نراعي الورقيين الذين لم يألفوا القراءة الآلية مع تمسكنا بقسمة الثلثين والثلث، وأضفنا إلى ذلك توفير» المجلة الثقافية» بنظام الـ pdf وتهيئة الروابط والنسخة القابلة للطباعة والقراءة والحفظ بتعاونٍ رائع مع الإخراج والدعم الفني، وكذا مضى الركبُ من غير أن يتبدل حجم المجلة أو موضوعاتها مثلما احتفظت بكتَّابها وكاتباتها، وزادت عليهم فازدانت بهم، وصار موقع «الثقافية» على «تويتر - الذي انشأناه ونديره بجهد ذاتي- موردًا كثير الزحام، ولله المنة. ** كلماتٌ نضعها بالنيابة عن أستاذنا الكبير الدكتور حسن الهويمل الذي يغيب عنا لوعكة صحية طارئة متصلة بوباء هذا العام «كوفيد 19» وقد اطمأننا عليه، ويتعافى بفضل الله وسيعود إليكم قريبًا.
مشاركة :