تذهب التشكيلية المغربية المقيمة في أبوظبي، والمتخصصة في رسم الخيول العربية، ابتسام أبو عنان، إلى أن «التّشكيل هروب مؤقت أو مسكّن لألم ممتد، هو وجود خارج الذاكرة المنكوبة وخارج الزمن»، وأشارت أبو عنان، التي انتهت مؤخراً من معرضها «جياد قوس قزح» في النادي العربي في الشارقة، وتستعد للمشاركة في معرضين في باريس وألمانيا مطلع العام المقبل، في حديث خصّت به «الاتحاد» إلى أن المشهد التّشكيلي في الإمارات، قد تأثر بجائحة كورونا، كما في العالم بشكل عام، ولكن تبقى بعض أماكن العرض الفنية وحرص الفنانين والمؤسسات الثقافية الرسمية على أن لا يتوقف الحراك كاملاً، مؤثرة بشكل واضح، من خلال جملة المعارض الافتراضية، وتوفير منصات للإنجاز التشكيلي ومشاريعه المتنوعة، وقالت في السياق: لا شك في أن دولة الإمارات تتعامل مع هذا الوباء، الذي غيّر شكل العالم، بكل جدّية وتقنية عالية لمحاربة المرض والانتصار عليه في النّهاية. وعن عزلة الفنان وبخاصة التشكيلي جراء الجائحة، قالت ابتسام: من ناحيتي أعتقد أن الفنان يفضّل العزلة بطبيعته، وبخاصة التشكيلي الذي يجد في «مرسمه» مكان للإلهام والابتكار، لكي يبحر في عوالمه الخاصة، وألوانه، أما بالنسبة لي فقد ساعدتني هذه العزلة على تنفيذ لوحات جديدة، ودراسة وبحث في آخر ما وصلت إليه التكنولوجيا في مجال الرسم، وأن ذلك يحقق لتجربتي الكثير في سياق منجزات فنية جديدة ومعاصرة. وعن ما يشغلها هذه الأيام قالت أبو عنان: منشغلة كثيراً بمسألة حرية التنقل والسفر، حيث إن الفنان التشكيلي، والعربي على وجه الخصوص، في حاجة إلى الخروج من نطاق المحلّية، والمشاركة بصفة مستمرة في الحراك الفني العالمي، وذلك بهدف الاطلاع على التجارب الفنية الجديدة، ولفتت إلى أن رسالة الفنان تتعاظم ويبقى دوره أكثر تأثيراً بالخروج من نطاقه إلى فضاءات جديدة أكثر غنى وتنوعاً وتعددية في الأساليب والمدارس الفنية وطرق التعبير الفني. وأضافت أبو عنان حول قدرة التشكيليين الإماراتيين على اللحاق بقطار الحركة التشكيلية في العالم، بقولها: التشكيليون في الإمارات من مدارس وأجيال مختلفة يمتلكون كل الأدوات الفنية والخبرات التي تجعلهم قادرين على المنافسة العالمية، وأن كل ما ينقصهم هو تسليط المزيد من الأنوار الكاشفة على تجاربهم، وأهمية أن تقام لهم معارض استعادية بين الفترة والأخرى، بجانب إشراكهم في المعارض والملتقيات الفنية العالمية ولو افتراضياً. ونوّهت الفنانة أبو عنان بأهمية الحالة الثقافية الواعية في الإمارات، مبدية إعجابها بالمشهد التشكيلي المعاصر بقولها: «أنه مشهد له خصوصيته وهويته، وتوجهه نحو محاربة التعصب الثقافي والانغلاق، نحو خطاب فني يحمل التفاؤل وروح التعايش التي تبدو في احتضان الإمارات لسلسلة من المهرجانات والتظاهرات الفنية والثقافية التي تجمع أهم مبدعي العالم، ما يعكس الاهتمام بموضوعة التسامح ونبذ خطاب الكراهية». بعد انتخابها مؤخراً رئيسة لنوادي» «زيرفا» وهي منظمة دولية ثقافية وعلمية، اختتمت أبو عنان الحوار بقولها: سأركز من خلال برامجها ومشاريعها على إنشاء وإدارة البرامج الفنية والعلمية الثقافية التي تهدف إلى تصوير فلسفتي، وهي «الاندماج» للتقريب بين الفن العلم والمجتمع، وسأعمل جاهدة على استضافة المزيد من المعارض والفنانين من الإمارات، واصفة المشهد التشكيلي الإماراتي بـ (العالمي) في إطار محددات الهوية الوطنية.
مشاركة :