تحقيق إخباري : شاب سوري يرسم بالغبار لوحات جميلة ويطمح لدخول موسوعة "غينيس" بهذا الفن

  • 12/26/2020
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

السويداء، سوريا 26 ديسمبر 2020 ( شينخوا) معظم الفنانين التشكيليين يرسمون لوحاتهم داخل مراسم خاصة ، وعلى قطع قماشية ويستخدمون الفرشاة والألوان ، إلا الفنان السوري يزن رزق الذي يرسم لوحاته على زجاج السيارات وبمادة الغبار الذي يتجمع بفعل حركة الهواء على الأسطح وعلى الزجاج ليرسم منها أجمل اللوحات وأبهها ولتكون مصدر جذب وحديث لكل من يراها . والفنان يزن رزق البالغ من العمر (26 عاما) خريج كلية الفنون الجميلة ، ينحدر من قرية بكا بريف السويداء الجنوبي ، ابتكر هذا الأسلوب من الفن من خلال شغفه به ، فعندما يسير في طرقات مدينة السويداء (جنوب سوريا) ، أو أي مكان آخر ، ويجد سيارة تجمع عليها الغبار ، يقوم في لمح البصر بتجميع هذا الغبار بيده وتحويله إلى لوحة جميلة أو بورتيه لأحد الفنانين المعروفين في سوريا والوطن العربي ، وأحيانا أخرى يرسم باستخدام بقايا طبيعية من الأرض في رسم لوحاته. والشيء اللافت في رسومات هذا الفنان السوري الشاب هو عدم ديمومتها لأنها قابلة للإزالة في أي وقت ، ربما خلال ساعات أو أيام ، ويبحث رزق عن طريقة لجعل هذه اللوحات قابلة للديمومة أكثر ، ورغم معرفته المسبقة بذلك فهو لا يتضايق من ذلك بل على العكس يفرح بأن يرسم لوحاته بكل مكان والكل يشاهدها ويبدي أعجابه بها . وقال الفنان رزق لوكالة أنباء (( شينخوا)) عندما كنت في الثامنة عشرة من عمري بدأت برسم أصدقائي وأساتذتي ورسومات كرتونية، ولاحظ الجميع موهبتي ولاقيت الدعم والتشجيع الكبير منهم للاستمرار، كان لدي شغف كبير بالرسم لدرجة أنني كنت اهتم بالرسم أكثر من أي مادة أخرى" . وتابع رزق يقول " بعد نجاحي في الشهادة الثانوية، تقدمت إلى كلية الفنون الجميلة لأنها المكان الوحيد والمناسب الذي أستطيع من خلاله أن أصقل موهبتي فيها وأنمي هذه الموهبة لكي لا تضيع، وأن أطور قدراتي في مجال الفن، وفعلاً تم قبولي في كلية الفنون الجميلة ودخلت اختصاص الحفر " . وأضاف رزق " علمت أسس الفن خلال دراستي الجامعية، وتعرفت على تاريخ الفن وقدمت مشروع التخرج بعنوان التحرر، وكان مشروعي من المشاريع المميزة جدا ، حيث نال إعجاب الجميع ونلت أعلى علامة 90 بالمئة ". وعبر الفنان رزق عن سعادته عندما يرسم لوحاته على زجاج السيارات المملوءة بالغبار، وقال " لا أشعر بالانزعاج من إزالة لوحاتي التي رسمتها على زجاج السيارات وأنا أعرف أن هذا الفن لا يحمل الديمومة "، مضيفا " أشعر بالفرح عندما يشاهد الناس لوحاتي على سياراتهم أو على الأرض والبعض يحتفظ بها لعدة أيام لشدة إعجابهم بها ، لانها تترك أثر طيب في نفوسهم " . وأضاف زرق " عندي نية في المستقبل القريب أن أجسد رسوماتي على لوحات قماشية لتحمل الديمومة عبر إيجاد طريقة ما ومزجها بمواد لاصقة تدوم أكثر ". وأشار رزق إلى أن لوحاته تحمل البساطة من خلال المواد المستخدمة التي لفتت الانتباه ، وفيها خروج عن المألوف ، مؤكدا أن هذا الشيء جعل الناس تحب أعماله . وأضاف رزق " أحيانا استيقظ من النوم ، وأقوم بتنفيذ الفكرة التي لمعت بمخيلتي على الأرض أو أبحث عن سيارة عليها غبار وأرسم ما يجول بمخيلتي وأعود بعدها إلى منزلي "، مؤكدا انه يحب كثيرا الطبيعة . والفنان زرق المولع بالرسم يحلم بتنفيذ رسومات ضخمة من مواد طبيعية بحيث يستطيع المشاهد الموجود بأعلى تلة أن يرى رسوماته ، وهذا المشروع قيد التنفيذ . وقال "من أحد أهدافي من خلال الرسم أن أدخل موسوعة "غينيس" للأرقام القياسية بأضخم عمل فني من المواد الطبيعية " ، مؤكدا أن رسوماته تعكس شخصيته وتحمل الكثير من الرسائل الإنسانية التي أسعى لنشرها عبر هذا الفن . هذا الفن الذي يعمل عليه الفنان السوري الشاب جعل الناس يتابعون فنه بكثير من الحب ، وقد شغلت لوحاته مواقع التواصل الاجتماعي ، وأثارت ضجة كبيرة ، لانها تحمل شيئا جديدا غير مألوف . وقالت ربا الهادي ( 35 عاما ) لوكالة أنباء (( شينخوا)) تعليقا على رسومات الفنان زرق إن " الفنان رزق هو فنان مبدع لأنه أبدع فن جديد وغريب لفت أنظار المجتمع بالرغم أن هذا الفن عمليا هو زائل ، ولكنه محفور في عقول الناس وفي أذهانهم " . وتابعت تقول بعد أن شاهدت أعماله على مواقع التواصل الاجتماعي وجدت أن " رزق يستخدم مفردات من الطبيعة التي جعلت فنه قريب من الناس فقد استخدم الغبار والتراب وورق الأشجار والحصى والقهوة كل هذا يجعل الفن مألوف وبسيط وبنفس الوقت غريب لأنه ليس له ديمومة ، فقط يكون محفوظ في أذهان الناس وعلى صفحات التواصل الاجتماعي " . ومن جانبه قال رسلان مهنا من قرية بكا التي ينتمي اليها الفنان رزق " في الصيف الماضي تعرضت سوريا لعاصفة غبارية تسببت في تراكم الغبار بكميات كبيرة على السيارات " ، مؤكدا أن الفنان رزق استغل هذا الجو العاصف وقام برسم العديد من الرسومات على زجاج السيارات في البلدة التي أثارت شغف الناس بهذه الرسومات . وقال مهنا ( 33 عاما ) لوكالة أنباء (( شينخوا)) إن رسومات الفنان رزق بقيت لعدة أيام على السيارات ، والكثير من الناس فرحت بتلك الرسومات ، مضيفا أن رزق من الشباب الموهوبين والناس تنتظر بشغف رسوماته التي نجدها أحيانا على الأرض وفي أماكن عدة "، مبينا أن هذا الأسلوب لم نألفه من قبل ولكنه فن جديد وملفت للانتباه.

مشاركة :