تحقيق إخباري : شاب سوري يصنع قبعات وثياب حمراء جميلة للأطفال لعيدي الميلاد ورأس السنة ليرسم بسمة على وجوههم

  • 12/20/2021
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

يجلس الشاب السوري فراس نصر (29 عاما) أمام ماكينة الخياطة البسيطة ساعات طويلة لينجز قبعات حمراء وفستاتين حمراء وبيضاء جميلة للأطفال ، تحمل بين ثناياها الكثير من الحب والدفء بغية رسم بسمة على وجوه الأطفال في سوريا التي انهكتهم الحرب والظروف المعيشية الصعبة التي تمر بها البلاد ، وربما سرقة منهم كل ما هو جميل . والأطفال ـ حسب رأي الشاب نصر ـ هم الأكثر حاجة للفرح في بلد عاش أكثر من عشر سنوات من الحرب والأزمات الإنسانية المتتالية والتي تركت العديد من الأثار السلبية على معيشتهم ، وجعلتهم يخطفون ساعات الفرح من قلب الألم ، لهذا فهو يعمل بشغف من أجل أن يوصل البهجة لهم ولو من خلال أشياء بسيطة . ويتزامن قدوم عيدي الميلاد ورأس السنة في سوريا مع استمرار انتشار وباء فيروس كورونا الجديد " كوفيد ـ 19 " الذي أرعب العالم وحصد الكثير من أرواح البشر خلال السنتين الماضيتين ، إضافة للوضع الاقتصادي المتردي الذي تعيشه سوريا بسبب الحرب والعقوبات الاقتصادية الجائرة التي فرضت عليها من الإدارة الأمريكية والدول الغربية ، ما جعل طقوس الاحتفال غائبة عن تلك البقعة من العالم . والشاب السوري نصر ، الذي ينحدر من قرية نجران في الريف الغربي لمحافظة السويداء (جنوب سوريا) والتي يقطنها غالبية من طائفة المسلمين الموحدين الدروز ، يسابق الزمن ويتحدى ظروف تقنين الكهرباء الجائرة ، كي ينجز ما يطلب منه من أعمال قبل حلول عيدي الميلاد ورأس السنة . وقال نصر ، هو خياط ومصمم أزياء ، لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن " ظروف الحياة الصعبة وسنوات الحرب الماضية خطفت الفرح من هذا البلد ، وخاصة الأطفال الذين لا يعرفون أي شيء وليس لهم أي ذنب ، لهذا فكرت أنا وزوجتي ان نعيد الفرح ولو بشكل بسيط وأن نرسم بسمة على وجوههم من خلال تقديم قبعة صغيرة لعيد الميلاد حمراء اللون " ، مشيرا إلى أن هذه الأزياء البسيطة تقدم للأطفال بهكذا احتفالية ، بأسعار رمزية ، تساهم في إعادة الفرح لهم . وتابع يقول إن " القبعات والفستاتين المميزة بألوانها الحمراء والبيضاء ذات التفصيل الأنيق لاقت إقبالا كبيرا واهتماما من قبل الأطفال ، وبنفس الوقت الكبار أيضا كان لهم نصيبا من الفرح والبهجة". وأوضح نصر أن زوجته تساعده كثيرا في إيصال منتجه من أعمال وتصاميم يقوم بتفصيلها عبر تسويقها من خلال صفحات في مواقع التواصل الاجتماعي " الفيس بوك" ، والتي تسهم في الإسراع في توزيع المنتج بشكل واسع ، مؤكدا أن الطلب بات كثيرا على القبعات ، ولكن هناك تحديات تتمثل بالتقنين الجائر. وأضاف " أنا شخص يحب الفرح وأحب أن أصنع أشياء تدخل الفرح والسرور إلى قلب الناس وكيف إذا كانت للأطفال ، فأضع كل جهدي كي أصنع قبعات وفستاتين فيها لمسات فنية مستوحاة من صلب المناسب ، وعيد الميلاد بطبيعته يحمل الفرح لهذا كل الأعمال التي أصنعها فيها فرح وسرور " . ويقضي الشاب جل وقته في مشغله القابع في قريته النائية بريف السويداء الغربي ، ويعمل ساعات طويلة أمام ماكينة الخياطة التي اشتراها له والده منذ عدة سنوات لتكون مصدر رزقه الوحيد ، وعشقه لمهنة الخياطة . وقال " غالبية الناس تستغرب كيف استطيع أن أنجز هذا الكم الكبير من القبعات والفساتين بهذا الوقت ، وضمن ظروف التقنين الجائرة للكهرباء "، مؤكدا أن العزيمة والإصرار هما سر النجاح . وأوضح أن كل التصاميم التي أنجزها ، معظمها من خيالي ، وتصميمي ، وهناك متابعة من جانبي لعالم الأزياء والموضة كي استوحي منها أخر الموديلات . وقالت أم عمر (33 عاما) لوكالة ((شينخوا)) إنها " أعجبت بالقبعات التي تقوم شابة اسمها سارة نصر ، زوجة الشاب السوري فراس نصر ، بنشرها على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي ، وتوصلت معها وحجزت 4 قبعات، وفستان لابنتي الصغيرة كي تلبسه بليلة عيد الميلاد . وأضافت أن عددا من جيراني قاموا بشراء العديد من القبعات ، بعدما شاهدوا القبعات التي اشتريتها مؤخرا ، مبينة أن تصميمها متقن وفيها لمسات فنية واضحة. وخلال التجول في ورشة الشاب نصر الصغيرة تجدها مملؤة بالأقمشة ولفات الخيطان الملونة التي تستخدم في الخياطة ، وزوجته تساعده في ترتيب الأشياء في جو من المحبة والعشق لمهنة الخياطة . كما قام الشيخ أبو كمال (57 عاما) ، وهو صاحب محل بعرض منتجات الشاب نصر في محله لإعجابه بما ينجزه من أعمال وألبسة . وقال لـ ((شينخوا)) " هذا الشاب يمتلك رؤية فنية جميلة ، ويقوم بتصميم لباس جميل وخاصة للأطفال " ، معربا عن تمنياته له بالنجاح .

مشاركة :