لا تزال الفرق السعودية تعاني من سوء الإدارة في التعامل مع المحترفين الأجانب، وبالرغم من أن موضوع الرباعي الأجنبي طرح للنقاش غير مرة إلا أن إدارات الأندية السعودية تعاني حتى اللحظة من اختياراتها وقراراتها حول اللاعب الأجنبي، حتى إن فرقنا باتت لا تعرف من الاستقرار الفني الذي ننادي به إلا اسمه كون معظمها تغير موسمياً أكثر من لاعب إن لم تغير الرباعي الأجنبي بالكامل وهو ما كبد خزائنها خسائر كبيرة. ولعل اللافت للنظر خلال المواسم الأخيرة هو رحيل لاعبين أجانب كُثر عن فرقهم ومن ثم عودتهم من جديد للدوري السعودي بقيمة مالية مضاعفة على الرغم من أن مستوياتهم الفنية لم تتغير ولم تتطور، وهو مؤشر واضح على أن هنالك خللا من قبل مسؤولي الأندية في اتخاذ قرارات تسريح أولئك اللاعبين وقرارات لا تقل عنها بجلبهم لملاعبنا بقيمة مادية كبيرة، والأمثلة على ذلك كثيرة لعل أبرزها المدافع البرازيلي تفاريس الذي لعب للهلال ثم رحل إلى قطر قبل أن يعود للعب مع الشباب والأمر ذاته ينطبق على مواطنه لاعب الوسط البرازيلي كماتشو الذي ارتدى شعار الهلال ثم العربي القطري ثم عاد مجدداً للدوري السعودي عبر بوابتي الشباب والأهلي، كذلك مواطنهما لاعب الوسط البرازيلي التون الذي جلبه النصر قبل مواسم عدة ثم استغني عنه وعاد قبل موسمين للعب مع الفتح، والمدافع البحريني محمد حسين الذي لعب أول مرة في الملاعب السعودية للأهلي ثم ودعها وعاد مجدداً مرتدياً شعار النصر، كما نتذكر المهاجم العماني عماد الحوسني عندما لعب للرياض وتجول بعدها في الملاعب الخليجية وعاد لدورينا من جديد من خلال الأهلي. مسؤولو الفرق السعودية عليهم الاستفادة جيداً من الدروس السابقة وعدم التفريط في اللاعبين الأجانب المميزين بهدف البحث عمن هم أفضل منهم مثلما فعلوا سابقاً وتفعل إدارة الشباب حالياً كونها تنوي التفريط في المهاجم الأرجنتيني تيجالي مقابل إحضار مهاجم أفضل منه بالرغم من أنه هداف الدوري في الموسم الماضي، وأبصم بالعشرة بأن تيجالي سيعود لملاعبنا قريباً بقيمة مالية كبيرة تتجاوز قيمته الحالية مع الشباب، ولعل مشكلة معظم إدارات الأندية السعودية أنهم ضحايا لوكلاء اللاعبين ولمدربين برتبة "سماسرة".
مشاركة :