ما تمر به القضية الكردية من ضغوطات سياسية على الصعيدين "الداخلي والخارجي"، والهجمات العسكرية من الدول الإقليمية المعادية للكرد، وكذلك التغيرات على الصعيد "الإقليمي والدولي" التي تُعادي المفهوم السياسي الكردي الهادف إلى حل القضية الكردية، كل ذلك نتجت من الانقسام الداخلي والخارجي، وبشكل خاص على الصعيد "الفكري"، وهذه نتيجة التعددات الحزبية التي نقلت إلى الشعب مفهوم الحزب الخاص الذي يخدم مصلحة الحزب بالدرجة الأولى دون نقل المفهوم الذي يساهم في توحيد صفوف الشعب والفكر النضالي من أجل القضية. الانقسام الفكري الذي نقلته الأحزاب إلى القاعدة الشعبية كانت الفاتورة الأولى التي دفعها، هو الشعب الكردي بحد ذاته. تعدد الأحزاب يعرقل توحيد القاعدة الشعبية، وحل القضية ويدعم الضعف في الداخل الكردي بسبب الانقسامات الفكرية ويزيد من الفجوات التي تسهل للدول المعادية في التوغل من خلالها إلى صميم القضية، واحباطها على كافة الأصعدة وجميع النواحي "السياسية والعسكرية"، لقد منحت التعددات الحزبية ورقة رابحة استخدمتها ومازالت تستخدمها الدول المناهضة لأضعاف الدعم الدولي للقضية. لذلك يجب أن يعلم الشعب الكردي أن تعدد الأحزاب في قضية معينة في ظروف حساسة ومصيرية لشعب ما، تكون لهدف مبني على فكر تجاري وليس وطني، وعلينا أن نعلم بناء حزب من مفهوم حقوق الحرية الشخصية في مراحل حساسة دليل ليس وطني بل يساهم في دعم الدول المعادية في التدخل على طاولة حل القضية أن ظاهرة التعددات الحزبية ظاهرة ليس من ظواهر الحرية، بل دليل على عدم التفاهم الداخلي وضعف الإيمان بوحدة الصف. كما يجب أن يعلم الشعب أن سياسة التعددات الحزبية شبيهة لسياسة تعدد الطوائف الدينية التي استخدمتها الدول المناهضة للشعوب في الشرق الأوسط، حيث تم دعم التعددية الدينية بشكل مبني على الخلافات، وهذا ما يستخدمه أعداء الكرد، ولكن ليس من منطلق الديانات بل من منطلق الحزبوية، حيث كلما زادت التعددية في المجال السياسي و تم دعمها بشكل يهدف إلى الخلافات سوف يكون من أكبر الثغرات التي تستخدمها الدول المستفيدة المعادية. إن كل ما يتعرض له الشعب الكردي "أطفالًا، رجالًا، نساءً" من مجازر وتهجير وقتل وكافة الانتهاكات التي تخالف حقوق الإنسان هو تأثير المفهوم التعددي الحزبي المبني على أسس ليست وطنية أو قومية. نستخلص، أن الشعب الكردي عليه أن يدرك أن التعدد يساهم في إضعاف القضية وتسهيل التدخلات في الشؤون الداخلي وخلق حواجز بين الشعب بحد ذاته، ويساهم في دعم العدو في إفشال القضية، وهدر دماء الأبرياء. لذلك علينا بتوحيد الفكر نحو اتجاه واحد، وهو لـ "الإنقاذ الدماء الكردي"، و "حل قضيته"، لذا ندعو كل كردي وطني التفكير بقضيته بعيدًا عن التحزب الفردي. وندعو كل حزبي واعي يقوم بنشر فكر الحزب على أساس توحيد الصف الكردي لخدمة القضية وحماية الشعب.
مشاركة :