قال عدد من المثقفين والناشطين الاجتماعيين السعوديين إن المنتديات والصالونات الثقافية تلعب دوراً مهماً في إثراء المشهد الثقافي، وتساهم في تقريب وجهات النظر بين مختلف أطياف الوطن الواحد، وتعزيز ثقافة قبول الآخر، والتعايش معه. وطالبوا بأن تتجه المنتديات إلى التخصص، بحيث يهتم كل منها بقضايا معينة مثل المنتديات الاقتصادية. وأكد أستاذ الدراسات الإسلامية في «جامعة القصيم»، الدكتور عادل العمري، «أهمية وجود منتديات أهلية ثقافية وعلمية وفكرية، لدورها في بناء الوعي لدى مختلف المجتمعات، خصوصاً المجتمع السعودي». وأضاف أن «هاجس تأسيس منتديات أو صالونات ثقافية موجود لدى كثير من المثقفين والمفكرين وبعض رجال الأعمال، وقد نلمس زيادة في أعدادها». وشدد العمري على ضرورة أن «تكون المنتديات معول بناء لحل مشاكلنا الفكرية والثقافية، وأن تؤسس للمواطنة، إضافة إلى كبح جماح التطرف ودرء التناحر المذهبي». وأكد أن «المنتديات تنقصها الجرأة في الطرح، خوفاً من بعض الشخصيات والتيارات المتطرفة». من جهته، قال الناشط الاجتماعي عيسى العيد، إن وجود مكان يجتمع فيه الناس ويتبادلون الحوار بصوت مسموع ويقارعون الفكرة بالفكرة، سواء على النطاق المحلي أم مع الآخر المختلف، دليل على ارتقاء وعي مرتاديها. وأضاف أن «المنتديات الثقافية المنتشرة في المنطقة تعبّر عن التكامل الثقافي بين الحضور، وهي بوابة للانفتاح على الآخر». ورأت الإعلامية دعاء أبو الرحي أنه «يفترض أن تساهم المنتديات الثقافية في رفع الوعي المجتمعي تجاه قضية آنية أو مستقبلية، لتساعد النخب في اتخاذ إجراءات صحيحة لمواجهتها، بعد تكوين رأي عام محدد تجاهها». وأكدت اهمية «دور المنتديات في ظل غياب قنوات إعلامية مؤثرة، وعزوف الجمهور عن المحتوى الإعلامي لأسباب مختلفة». وأوضحت أن «انتشار وسائل التواصل الاجتماعي ساهم في تقليل فعالية المنتديات"، مشددة على أهمية التخصص "الذي يستطيع استقطاب جمهور محدد يتسم بالولاء والمتابعة». وطالبت أبو الرحي بعقد مؤتمر سنوي يضم جميع المنتديات المحلية تحت قبة واحدة، وتوحيد الفكرة الجوهرية التي سيتم تداولها في العام التالي. من جهة ثانية، شدد الناشط على زكي على «أهمية تعميم تجربة المنتديات، لتشمل جميع الفئات، فيكون للشباب والنساء منتدياتهم، وحتى للأطفال». أما الناشط الاجتماعي مبارك العوض، فرأى أن «المنتديات والصالونات والأندية الأدبية أداة لتسليط الضوء على الإبداع لدى أفراد المجتمع، لكنها تعاني من قلة التمويل، ما دفع المهتمين إلى محاولة تخطي هذه العقبات بمبادرات فردية».
مشاركة :