في استطلاع أعدته «أخبار الخليج».. 57% من المواطنين: تجربة «البوابة التعليمية» دون المستوى

  • 1/11/2021
  • 23:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

تحقيق: محمد الساعي - عبدالله سلمانأكد استطلاع للرأي أعدته «أخبار الخليج» شارك فيه (1359) ولي أمر وطالبا، أن 57% من أولياء الأمور والطلاب يعتبرون تجربة التعليم عن بُعد (دون المستوى)، وسردوا العديد من المشاكل التي تحول دون حصول الطلاب على التحصيل بالمستوى المطلوب، فيما قال 26% من المشاركين إن مستوى التدريس عن بُعد (متوسط)، واعتبر 17% فقط أن المستوى (ممتاز).وفي تعليقاتهم الجانبية، أشاد أولياء الأمور بجهود وزارة التربية والتعليم في التعامل مع ما تفرضه جائحة كورونا من إجراءات احترازية وحرص المسؤولين على استمرار عملية التدريس من دون توقف. وأكدوا أنه رغم المشكلات التي يعاني منها الطلاب وأولياء أمورهم في هذا الأسلوب التعليمي الجديد نوعا ما في المملكة، فإنه أفضل من بقاء الطلاب من دون تعليم بسبب الإجراءات الاحترازية. ورغم ذلك اعتبر أولياء أمور في تعليقاتهم أن الأم باتت هي الطالب الحقيقي في أغلب الأحيان وليس الطالب أو الطالبة، حيث يعاني أغلب أولياء الأمور من مشكلة عدم استيعاب أبنائهم للدروس، مما يضطر ولي الأمر إلى أن يرافق الطالب طوال الوقت في محاولة لاستيعاب الدروس ومن ثم إعادة شرحها إلى الطلاب.وطرح أولياء أمور ملاحظات أخرى تتعلق بالبوابة التعليمية وسرعة الإنترنت ووجود ما اعتبروه فجوة كبيرة في التواصل بين المعلم والطالب وعدم القدرة على الرد في وقت المحاضرة في حال الاستفسار والسؤال. وأكدت بعض الأمهات أن أبناءهن كانوا ممتازين في نظام التدريس العادي، ولكن انخفض مستواهم كثيرا بالتدريس الالكتروني لأنهم لا يستطيعون استيعاب ما يحدث، فضلا عن انتشار ظاهرة نسخ الإجابات والتطبيقات بين الطلاب بعضهم بعضا.واعتبر ولي أمر أن الوضع (مأساوي)، حيث يواجه الطلاب والمدرسون مشاكل كثيرة في الإنترنت والبوابة، وكثيرا ما يعجز الطلاب عن سماع المدرس أو العكس. وقالت إحدى أولياء الأمور إنها تضطر يوميا إلى ترك واجباتها المنزلية والاجتماعية وتعمد إلى الجلوس مع بناتها طوال اليوم لمتابعة الدروس وحل التطبيقات، ولكن كثيرا لا تفتح البوابة التعليمية منذ الصباح وحتى الظهر، وأحيانا تضع المعلمة الامتحان في الساعة الثامنة صباحا ويكون متاحا حتى الثانية، إلا أنه نتيجة الضغط الكبير لا يمكن الوصول إلى الامتحان، ولأن المعلمة متعاونة فإنها تمدد الفترة حتى الساعة السادسة مساء. وانتقد البعض جودة شبكات الإنترنت في المدارس، وخاصة عند استخدام برنامج (تيمز)، حيث يتكرر الخلل بشكل دائم ويعجز الطالب أو حتى المعلم عن الدخول إلى التطبيق، مضيفين أنه في كثير من الأحيان يرسل الطلاب أنشطتهم بشكل مستمر، ثم يفاجأون باتصالات من المدرسين أو رسائل تؤكد عدم تسلم أي نشاط، وكثيرا ما يبذل الطلاب مجهودا مضاعفا خلال اليوم مقارنة بالدوام العادي، حيث يتابع الدروس في الصباح ويظل بقية اليوم يحل الأنشطة والتطبيقات.وقال ولي أمر إن ابنه لم يستطع الدخول إلى البوابة التعليمية أسابيع طويلة، وعندما كان يراجع في المدرسة لم يحصل على حل، ثم اكتشف أن ابنه مسجل في مدرسة أخرى، وحتى عندما كان يحاول الدخول على حساب المدرسة الثانية، يجد رسالة مفادها بأنه غير مسجل في تلك المدرسة.ولم يقتصر الأمر على الجانب التقني، حيث يعتبر توفير الأجهزة أحد الجوانب المقلقة لأولياء الأمور، وأحدهم علق قائلا: لدي سبعة أبناء واضطررت إلى أن أوفر لهم كلهم أجهزة. وهذا ما كان سببا في كارثة بالنسبة إلى ميزانيتي. وللمعلمين رأيالملفت في الموضوع أن مشاكل المعلمين أنفسهم لا تقل عن الطلاب، حيث أكد مدرسون أنهم يواجهون مشاكل لا حصر لها في التعليم عن بعد وفي التعامل مع أولياء الأمور والبوابة التعليمية. ولعل من أبرز مشاكل المعلمين التي أشاروا إليها هي تدريب الكادر التعليمي، حيث لا يوجد -بحسب تأكيدهم- برامج منظمة للتدريب، وإنما يتلقى المعلمون مقاطع فيديو ويطلب منهم تطبيقها، وحتى لو وجدت دورات تدريبية، فإنها لا تكون منظمة أو لا تلبي الاحتياجات الفعلية للمعلم. والجانب الآخر هو ضعف التواصل بين المعلمين والطلاب، فعندما لا يستطيع ولي الأمر أو الطالب فتح البوابة التعليمية لأي سبب، كيف يمكن للمعلم أن يتواصل معهم؟والأدهى من ذلك، أن الاختبارات الدورية التي يضعها المعلمون، في كثير من الأحيان لا تتعدى نسبة الاستجابة 20% من المجموع الكلي للطلاب. ولا نعرف السبب الحقيقي لذلك، ولا حتى إدارات المدارس تعرف السبب أو العلاج، فبعض أولياء الأمور يتعذر بعدم تسلم (الوصلة)، وبعضهم بأن البوابة التعليمية لا تفتح، وآخرون بعدم تمكنهم من الدخول إلى البوابة بسبب عدم قبول الكود، والأسوأ أن بعض الأعذار تكون غير مقنعة وكأن الطالب يشعر بأنه لن يرسب بأي حال من الأحوال، فلماذا يتعب نفسه؟ ويقول معلمون إن عدم تجاوب أو تمكن الطلاب من إرسال الأنشطة والتطبيقات يضطر المدرسون إلى الاتصال بما لا يقل عن 80% من طلابهم للمتابعة. وهذا يعني أن كل مدرس مضطر إلى الاتصال بالمئات من الطلاب، وما يزيد من المشكلة هو عدم تعاون بعض أولياء الأمور، فمثلا لا يحصل المعلم على تجاوب عندما يرسل رسائل أو برودكاست، وعندما يسأل ولي الأمر يجيب بأنه تصله الكثير من البرودكاستات من المدرسة وليس لديه الوقت الكافي لقراءتها! ويضيف بعض المعلمين: المشكلة الأخرى أن هناك نوعا من الجمود في المحتوى، فالمعلم غير مخول بأن يبتكر وسائل توضيحية أو يضع فيديوهات مساعدة للطلاب، وإنما مجبر بأن يلتزم بالدروس والشرائح الموجودة في البوابة رغم أنه على يقين بأنها في بعض الأحيان غير كافية لاستيعاب الطلاب للدروس، وخاصة أنه لم يتم توزيع جميع الكتب حتى الآن، وما تم توزيعه كان على مراحل، فكيف يذاكر الطالب من دون امتلاكه كتابا أو وسائل مساعدة كافية.التواصل مع أولياء الأمورمن جانب آخر، طرح معلمون مشكلة اعتبروها مؤرقة لدى كثير منهم، وهي عدم وجود آلية واضحة لتقييم الطلاب حتى الآن، وهذا ما يسبب مشاكل للمعلم وقلقا لولي الأمر، فحتى المعلمون أنفسهم يؤكدون أنهم لا يعرفون كيف يقيمون الطلاب وكيف يرصدون الدرجات بموضوعية، فأحيانا يطلب منهم أن يعدوا خمسة اختبارات يتم تقييم الطلاب بناء عليها، ثم يتغير الأمر إلى أن يطلب من الطلاب تقديم أنشطة إلى جانب الامتحانات. وحتى المعلمون لا يعرفون في بعض المواد ما هي الأنشطة المطلوبة. وعندما يسألون الإدارة يكون الجواب: اعملوا امتحانات وبناء عليها ارصدوا الدرجات كأنشطة، وهذا ما يجعل المعلمين في متاهة ولا يدرون ماذا يفعلون.وأحيانا يأتي قرار مفاجئ -قبل يوم واحد- بوضع امتحان منتصف الفصل من دون حتى منح الطلاب فرصة للمذاكرة. وأشار أحد المدرسين إلى أن من المشاكل التي يواجهونها عدم عمل البوابة التعليمية بالشكل السلس، مما يضطرهم إلى عمل برودكاستات وإرسالها عبر الواتس اب. أضف إلى ذلك أن أجهزة اللابتوب في المدارس قديمة ولا يقل عمرها عن ست سنوات. وبعضها متهالك فعلا وتم إصلاحه عدة مرات، لذلك يضطر المدرسون المقتدرون إلى استخدام أجهزتهم الخاصة. وتبقى مشكلة الإنترنت هي دائمة ومقلقة، فمثلا يؤكد مدرس أن الإنترنت المتاح في مدرسته ليس عبر الواي فاي، وإنما بالسلك، وهناك تحديد للمواقع والبرامج التي يمكن للمدرس فتحها، فلا يمكن فتح الجي ميل. في حين أن المعلم يحتاج إلى جمع مصادر ومعلومات كثيرة وإعداد بحوث من مختلف المواقع، لذلك يضطر الكثير من المعلمين إلى استخدام أجهزتهم الخاصة ودفع مبالغ من حسابهم الخاص لتوفير الإنترنت، وهذه مشكلة مشتركة بين المعلمين وأولياء الأمور.

مشاركة :