ورود رجال الأمن - د.هيا عبد العزيز المنيع

  • 8/29/2015
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

في صباح يوم الأحد الماضي جاءت إشراقة الشمس مختلفة حيث الانطلاق الطلابي والأسري للمدارس والجامعات في حالة من التطلع لغد أفضل، انطلاقة تشبه انطلاقات سنوات مضت حيث أجساد الصغار والكبار أنهكها السهر ليلاً والنوم نهاراً وحيث الحل والترحال في شرق العالم وغربها وشمال الكرة الأرضية وجنوبها.. إشراقة يوم الأحد لم تكن مختلفة بكثافة العربات في الطرق أو بانحناءة ظهر الصغير وهو يحمل حقيبة تفوق وزنه أو بكاء صغير أول مرة يذهب للمدرسة ولم يكن مختلفاً بلهفة شاب وفتاة أول مرة يذهبان للجامعة بين تطلع لغد أفضل وقلق من قرار اختيار التخصص.. ولم يكن الاختلاف في حرارة الجو فالكل ينتظر إطلالة نجم سهيل حاملاً تباشير بدء برودة الجو.. والمؤكد أنه لم يكن مختلفاً في حرص المعلمات والمعلمين على الوصول باكراً قبل ظهور أنياب الخط الأحمر للمتأخرين والمتأخرات..،التميز الجميل جاء في تلك الورود الجميلة التي وزعها رجال الأمن على المعلمين والمعلمات والأسر في صباحات يوم انطلق فيه الجميع نحو الغد من بوابة التعليم.. تلك اللفتة من رجال الأمن تمثل خطوة جميلة في التقارب بين أطراف الأمن باختلاف المواقع والمسؤوليات..، المعلم والمعلمة في المدرسة والأستاذ الجامعي والأستاذة الجامعية في الجامعات هم حراس الأمن الفكري في الجانب الموازي للأمن بمفهومه العسكري؛ حيث رجال الأمن بسلاحهم وقوة مبادراتهم في كبح أي شكل للجريمة وعلى رأسها الإرهاب.. حيث مسؤولية التعليم في تجفيف مستنقعات الفكر المتطرف والمتشدد ومسؤوليتهم في تكريس الانتماء الوطني واستشعار المسؤولية في الحفاظ على الوطن وكامل مقدراته وممتلكاته العامة.. تلك الورود مهمة في بناء منظومة من التعاون والقبول بين أطراف المجتمع مع رجال الأمن وخاصة رجال المرور حيث اعتاد المواطن من بعضهم على العبوس والتكشير وخاصة في وجه أصحاب السيارات الصغيرة قليلة الثمن.. نأمل أن تكون تلك الورود عربون تعاون بين مؤسستي التعليم والأمن، وكلتاهما مسؤولتان عن الأمن حيث هناك في المدرسة والجامعة تبنى العقول والفكر والاتجاهات وكامل منظومة الأمن الفكري، وهناك رجل الأمن العسكري حيث سياج الأمن وتحقيق الاستقرار وسلامة الوطن بكل مقدراته البشرية والمادية.. تلك الورود نريد أن تكون انطلاقة لمرحلة جديدة في قنوات التعاون بين المؤسسة الأمنية ممثلة في رجال الأمن الميدانيين حيث نريد منهم حسن التعامل مع المواطن عموماً والشباب على وجه الخصوص، نعم نريد منهم البشاشة والابتسامة في وجه المواطن والمقيم نريد منهم أن تكون ورود يوم الأحد بداية لتعامل مختلف مع تقديرنا لمشقة مهمتهم وصعوبات العمل الميداني خاصة لرجال المرور حيث التهور في القيادة وتنوع المخالفات وصلافة بعض السائقين.. ورود يوم الأحد صفحة جديدة نريد أن يكتب الجميع بقية سطورها لنصل لثمار التعاون بين كافة المؤسسات الحكومية للوصول للأفضل.. لمراسلة الكاتب: halmanee@alriyadh.net

مشاركة :