دماء تخضب الطرقات - د.هيا عبد العزيز المنيع

  • 7/30/2013
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

تشرق الشمس وتغرب الشمس.. وتتحرك دقائق الوقت وتنفرط الثواني.. وتبقى طرقات الامة الغربية والاسلامية غارقة بدماء الابرياء والمجرمين على حد سواء.. دمعة الصغير تنهال وصرخة الثكالى من النساء يعلو صوتها في فضاء عالمنا الاسلامي. مؤلم المشهد ومؤلم ان تنحر الامة الاسلامية غدها.. وتقتل حاضرها بحروب الاخوة.. يشعر كل مسلم بحسرة كبيرة على حال الامة الاسلامية والعربية قتلى هناك وهناك تفجير.. هناك وهناك.. تشعر بالالم يعتصرك وانت ترى الشعوب الاسلامية والعربية تعيش حالة الانكسار تارة والتناحر القاتل تارة اخرى. وانت تشاهد الاخبار تشفق على الامة الاسلامية.. والعربية.. صواريخ تقذف حمص وحلب ودمشق تنطلق منها لتعود لها ويموت الابرياء ومن اطفال ونساء وشباب لا ذنب لهم.. في العراق تتساقط الاجساد البريئة وتزهق الارواح لاختلاف طائفي او خلاف سياسي.. في السودان الم اخر وفي الصومال آلام اخرى.. في مفاصل الخريطة الاسلامية والعربية تتكاثر الجراح ويغيب العقل وتحضر كل اشكال الخلاف دون ارتكاء على حق الاخر في الاختلاف.. غاب حوار العقل وحضر خطاب الفتنة غاب العدل وحضرت ثقافة البحث عن الحقوق.. غابت رؤى المستقبل فتخضبت الطرق بدماء ودماء تريد الحياة بعز فكان الموت ثمنا لحرية غابت خلف تحالفات المصالح بين اطراف لا ترى الا مصالحها..لا يهمها من يموت ومن يعيش لا يهمها ان تندلع النيران في طرقات امتها هي فقط تثير الفتنة وتختبئ لتصطاد المكاسب من فوق الجماجم.. اليوم الشارع المصري ذلك الشارع المحب للحياة شارع العلم والثقافة والمرح.. يتخضب بدماء اهله يتخضب بدماء الابرياء وتبقى رؤوس الفتنة خلف المكرفونات تنادي وتنادي والثمن امن الشعب المصري وسلامة الانسان المصري.. من يعرف المجتمع المصري وتعايش معه بشكل او اخر يعرف انه شعب مسالم محب للحياة شعب يجيد صناعة الفكاهة على آلامه دون ان تسيل دمعته فما بالك بدمه.. ولكنه الرماد المشتعل المتحرك تحت مجتمعاتنا العربية والاسلامية.. رماد الفتنة يتحرك تحت مجتمعاتنا باشكال مختلفة وفكر متنوع يتلبس في كل زاوية رداء وتبقى اهدافه واحدة جر مجتمعاتنا العربية للوراء ونحرها من الوريد للوريد.. من يصدق ان طرقات قاهرة المعز تلك الطرقات المليئة بالحياة تلك الطرقات التي لا يختلف ليلها عن نهارها تلتهب اليوم بدماء ابنائها.. لمجرد ان هناك من يعتقد انه يمتلك مصر واهلها وان مصر طريقه لتحقيق اهدافه في نحر كامل الامة العربية. ولان مصر هي عمق الامة العربية فاننا على امل وثقة ان يدرك المواطن المصري والمسؤول المصري مسؤوليتهم في تخطي هذه الازمة والخروج باقل الخسائر والحفاظ على دماء المصريين ومكتسبات مصر والخروج من عنق زجاجة الفتنة الفكرية التي اراد بعضنا ان يخترق مصر بها ليخترق كامل الامة العربية.

مشاركة :