في قلب محافظة النماص، تقف القرية الأثرية صامدة رغم قدم السنين، وتقف قصورها الأثرية شامخة على الرغم من مزاحمة المباني الأسمنتية الحديثة لها، لتبقى بذلك شاهدة على حضارة ماضٍ عريقٍ، حاملة في وقفتها الشامخة معاني مختلفة لفن معماري مذهل، معطرة أرجاء المحافظة بعبق الماضي الجميل، الذي ينبض من قلب الحضارة المشرق. والزائر للقرية التراثية في المحافظة يجد متعة مختلفة لعدة أسباب، لعل أبرزها أنها لا تزال متكاملة المعالم والأقسام، فهي قرية تحمل كامل تفاصيلها القديمة، فممراتها الضيقة التي كان يسلكها السكان القدماء لا تزال بذات التفاصيل القديمة، ولا يزال المار من خلالها يستشعر حقبة زمنية مضت بتفاصيلها البسيطة والجميلة، وهناك ثلاثة قصور أثرية تقف شامخة في جنبات القرية، لتوحي بأنها تحمل قصصًا تاريخية مجيدة في زمن ذهب رجاله وبقيت رسومه. والمتجول في الساحة التي تطل عليها هذه القصور، يشعر أنه محاط بقلاع أثرية ضخمة، وأنه يعيش فعلًا في عمق تاريخي مختلف المعالم، ولم تهمل القرية أيضًا سكانها الأصليين، فلا تزال المقبرة المجاورة للقرية تضم من سكنوها وعمروها على مدى أجيال مضت لتكتب بذلك قصة تاريخية مختلفة بقيت شواهدها حاضرة أمام العيان فيما غاب أبطالها الذين يسكنون المقبرة المجاورة. ومنحت جهود الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني دورًا رئيسًا في الحفاظ على القرية ومنحها عمرًا أطول، لتبقى اليوم جزءًا من معالم المحافظة المهمة، ووجهة للسياح والزوار والوفود الرسمية. ونالت القرية من الجهات ذات العلاقة اهتمامًا يليق بمكانة هذا الإرث الأثري المهم، حتى باتت انطلاق الفعاليات السياحية بالمنطقة في كل عام، وتحظى بليالي السمر على مدار الصيف، في خطوة لفتت الأنظار إليها، واستقطبت الزوار والسياح لزيارتها والوقوف على ما تحمله من إرث تاريخي وجمال أثري عريق. المزيد من الصور :
مشاركة :