تأسست قرية سعيد خميس اليماحي عام 2005 إيماناً بضرورة إحياء التراث المادي، والمحافظة عليه من الاندثار وغرسه في نفوس الأجيال الجديدة. وحرصاً من سعيد اليماحي على التمسك بالعادات والتقاليد الأصيلة، إضافة إلى إطلاع السياح على التراث وإبراز مراحل تطور الدولة. ولمن لا يعلم؛ تتميز منطقة الطويين بالفجيرة بتراثها الذي حرص أهلها على التمسك به، ليواكب تطورهم ورقيهم، خصوصاً وأن المنطقة تتمتع بطبيعة خلابة تستهوي جميع مرتاديها. ويمكن لزوار تلك المنطقة مشاهدة نماذج من أنماط الحياة القديمة والأدوات والصناعات، ومختلف الحرف التي ازدهرت في زمن الآباء والأجداد، فالماضي مازال يقيم فيها متمثلاً في أزياء تعود لمئات السنين، بجانب الكثير من الأواني النحاسية والمعدنية، التي تفرض نفسها بقوة وكأنها تقول للحاضر إنها باقية لتكون معلماً عن ثقافة ما زالت شاهدة على أصالة المجتمع الإماراتي. وفي سياق متصل، يعرض المتحف المبني على هيئة قرية صغيرة العديد من الأدوات التي استخدمها الأجداد في الإنارة، وكذلك العديد من الأطباق المصنوعة من القش وجريد وسعف النخيل، إضافة إلى أنها تحمل زخارف جميلة مصنوعة بإتقان كبير. يعرض اليماحي وأسرته العملات الأثرية والفخاريات بأشكالها المتنوعة، وقد أسهمت زوجته أم راشد اليماحي في تأسيس المكان، وبذلت كل جهد لتقوم بتحويل الأفكار إلى واقع، من خلال تنفيذ ما في خاطرها بهدف الحفاظ على الإرث التاريخي بمنطقة الطويين. تعد أم راشد نموذجاً للمحافظة على الموروث والاهتمام به، فقد قدمت تجربة ناجحة في جمع التراث الخاص بالمنطقة، لتعريف الأجيال الجديدة بماضيهم وتاريخ أجدادهم، وكيف كانت الحياة قاسية وليتعرف زوار القرية على ماضي أجيال رحلت وحضارة من الماضي ما زالت آثارها باقية. ورغم صغر المكان إلا أنه نسخة من الماضي العريق، مما يرسم لنا حياة الإنسان وكيف كان المواطن يكافح من أجل العيش وكسب الرزق، والحياة في ظل الظروف التي مرت بها المنطقة قبل قيام الاتحاد. من بين أهم الصور التي يمكن أن يراها الزائر مجسمات للمنازل القديمة، مثل الكرين وخيمة العسبق والمطبخ التقليدي الذي يضم أواني فخارية ومعدنية تستخدم للطبخ، إضافة إلى الموقد. كما تم وضع ركن للأزياء الشعبية وزينة النساء يتم المحافظة عليها لأجل أن تكون اليوم حاضرة، ليرافقها مقتنياتها وصوراً من الواجبات التي كانت تقوم بها المرأة في الماضي، فقد أراد أصحاب هذا المكان أن لا ينسى أبناء المنطقة ماضي أجدادهم، وفي الوقت ذاته هو رسالة لكل من هو بعيد عن المنطقة. عند زيارة الطويين ستشاهد صوراً من روح ماضي الأجداد متمثلة في المكان، خصوصاً وأن المنطقة كانت في الماضي حادة كثيراً لكونها جبلية ووعرة، لذلك حرص أبناء المنطقة قديماً على شق الطرق بالعزم والصبر ليتمكنوا من العيش والبقاء. أبناء تلك المنطقة نحتوا في الصخور، وحافظوا على أنفسهم من المفترسات وقسوة الحياة والحر والبرد، وتعلموا من المشقة فضيلة الصبر، وهو ما مكّنهم من توفير طعامهم وشرابهم من الزراعة وتربية المواشي والأغنام، فضلاً عن تدشين المناحل لجني العسل، ليتمكنوا من تأمين احتياجاتهم الغذائية وعدم حاجتهم للذهاب بعيداً للشراء إلا بعد فترات متباعدة. تابعوا أخبار الإمارات من البيان عبر غوغل نيوز Email فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App
مشاركة :