قال تقرير إعلامي إن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان يصفي كل المعارضين له منذ الانقلاب المزعوم في 2017، بداعي خيانتهم للدولة، فيما يواصل القمع والبطش بكل من يقف في طريقه.وأكد تقرير قناة (الحرة) الأمريكية أن الرئيس التركي زج بآلاف السياسيين الكرد، وبينهم برلمانيون، مثل الرئيسين المشتركين (السابقين) لحزب الشعوب الديمقراطي صلاح الدين دميرتاش وفيغن يوكسك داغ، وتوجه نحو مؤسسات وأجهزة الدولة واعتقل عشرات الآلاف، وطرد ما يزيد على 100 ألف من الخدمة العسكرية. وأشار إلى أن مسلسل الترهيب لإردوغان تغلغل حتى وصل إلى المعارضين في الجيش، والتهمة دائما «الاشتباه في صلتهم بمنظمة فتح الله غولن»، وهي من يتهمها إردوغان بالضلوع في الانقلاب المزعوم 2016، فيما يرفض جولن المقيم في الولايات المتحدة هذه الاتهامات جملة وتفصيلا.. موقع (24) الإماراتي.الضرب والتهديدولفت التقرير إلى أن إردوغان قاد بلاده إلى الانهيار، رغم أنه ورث اقتصادا واعدا بدعم أمريكي وأوروبي، لكن مغامراته المتواصلة أدت إلى تراجع اقتصادي غير مسبوق، بسبب هوسه بالسلطة والرغبة في زيادة نفوذه، وإدخال البلاد في صراعات لا تنتهي من أجل وهم إحياء «الإرث العثماني».وأشار إلى انحدار ممارسات الحياة السياسية في تركيا، حيث بات إردوغان يتعامل مع معارضيه بالسلاح والعصي والضرب والتهديد، وتعرض نائب أحمد داود أوغلو في رئاسة حزب المستقبل» التركي المعارض سلجوق أوزداغ للضرب بالبنادق والعصي أثناء خروجه من منزله وسط العاصمة أنقرة، دليل على تورط إردوغان وبلطجيته المأجورين في حادثة لاقت ردود فعل غاضبة.الدواء الوحيدويؤكد التقرير أن أوزداغ من أبرز السياسيين الأتراك، وهو أحد مؤسسي «حزب المستقبل» الذي أسسه داوود أوغلو، بعد انشقاقه عن «حزب العدالة والتنمية» الحاكم، حيث تأتي الحادثة على نائب داوود أوغلو، في الوقت الذي يشهد فيه الداخل التركي حراكا من أحزاب عدة، بينها «حزب المستقبل»، من أجل الترويج للمشاريع والخطط الخاصة بها، وذلك في إطار الاستعداد للانتخابات الرئاسية المقبلة في عام 2023.ويعد أوزداغ من السياسيين الأتراك الذين يصرون على إجراء انتخابات مبكرة في البلاد عام 2021، وقد أشار في تصريحات سابقة له، أواخر العام الماضي، إلى أن هذا «سيكون الدواء الوحيد للأمة التركية، للخلاص من حزب العدالة والتنمية».إرهاب سياسيووصف رئيس حزب المستقبل التركي أحمد داوود أوغلو الواقعة بـ»إرهاب سياسي»، وقال في بيان مصور إن «الرئيس إردوغان مسؤول عن كل التطورات الإيجابية والسلبية في البلاد. نتوقع منه تفسيرا واضحا»، مضيفا أن الشعب التركي «يتوقع تفسيرا للهجوم المسلح، أين تسجيلات الكاميرا؟ نحن لا نقبل أي عذر، إذا اعتقدوا أننا سوف نتراجع عن الطريق الذي سلكناه فهم مخطئون».وأدان رئيس «حزب الديمقراطية والتقدم» علي باباجان الواقعة، مشيرا إلى ضرورة «القبض على مرتكبي هذا الهجوم الذي يستهدف السياسة في أسرع وقت ممكن، ويجب على القضاء كشف جميع جوانب الحادثة».وفي سياق متصل قال بولنت أرينج أحد المقربين من إردوغان، والذي كان قد استقال أخيرا من منصب المستشار الرئاسي»أنا في انتظار إجراء تحقيق من قبل مكتب المدعي العام في أنقرة، وسيتم القبض على هؤلاء المهاجمين في أسرع وقت ممكن، والحكم عليهم بالعقوبات التي يستحقونها»، بحسب ما نقلت صحيفة «أحوال» التركية.تستر النظامواستغربت المعارضة التركية الرسمية والشعبية محاولات نظام إردوغان التستر على جريمة الاعتداء على نائب رئيس حزب المستقبل بإصدار نائب الرئيس التركي فؤاد أقطاي، وأصدرت بيانا يدين فيه حوادث الاعتداء على اثنين من معارضي النظام الحاكم في تركيا برئاسة رجب طيب إردوغان، في العاصمة التركية التي شهدت واقعتين، أولهما الاعتداء على نائب رئيس حزب المستقبل التركي، سلجوق أوزداغ، وصحفي جريدة «يني تشاغ» التركية، أورهان أوغور أوغلو، والمحامي أفشين هاتيب أوغلو.وأكدت المصادر ذاتها أن حملة إردوغان تعمل على تصفية معارضيه من خلال مرتزقة تابعين له يقومون بالعمل له مقابل الحصول على المال، مذكرة أن «محاولات الاستنكار» لمثل هذه الهجمات على رموز في السياسة والصحافة والمعارضة هي مجرد محاولة لإبعاد الشك عن إردوغان ومرتزقته بأنهم خططوا ودبروا هذه الهجمات للتخلص من المعارضة التي تنافس إردوغان في الانتخابات المقبلة.قبضة الإخوانويؤكد التقرير أن إردوغان ضرب أسس «الدولة العلمانية» ووضع مصيرها في قبضة ولائه لفكر شبكة الإخوان الإرهابية، وتحالفه مع فصائل الإرهاب التي تشاركه التجارة بالدين الحنيف، والعداء للدولة الوطنية، والعداء الذي لا ينتهي للعروبة التي حمت الدين واستعادت الاستقلال وأنهت قبل ذلك أربعة قرون من استعمار عثماني نشر الجهل والتخلف، ولم يترك وراءه إلا ذكريات المجازر التي ارتكبها، والاستبداد الذي مارسه، والاحتلال الذي يريد إردوغان استعادته باعتباره إرثا لأجداده.
مشاركة :