تتمة لما تمّ تناوله من وجود خمس مُثيرات عالية أو أشكال وتعابير منَ النشاط الزائد يُمكن ملاحظتها لدى الأطفال والتي قد تنمّ على وجود بذور الموهبة، وفيما يلي نستعرض تطوُّر مستويات النمو الرئيسة. ثانياً: تطوُّر مستويات النمو يتضمَّن هذه الجُزء منْ خمس مستويات منْ نمو الأطفال تبدأ في الصعود والتطوُّر بناءً على عدة متغيرات بيولوجية ونفسية وعقلية واجتماعية، وهي كالتالي: * اهتمامات الذات: تسود في هذا المستوى الأنانية، والقدرة على الفهم والتعاطف وفحص الذات. وعندما تسير الأمور بشكلٍ خاطئ فإن الفرد يلوم شخصاً آخر على ما وقع، إذ لا يتحمَّل المسؤولية الذاتية، كما لايوجد ما يكبحُ طموحه الشخصي. * قيم الجماعة: يتأثر في هذا المستوى الفردُ مبدئياً بالزُّمر الاجتماعية، ويدمج القيم أو أخلاق أقاربه مع ما لديه أو مع ما اكتسبه سابقاً، وتظهر لديهم في الغالب أفكار غير متوازنة وغير منتظمة، وسلوكات غير ثابتة، لأنَّه لا توجد لديه مجموعة القيم الداخلية المعترف بها ذاتياً، ويكون الصراع عندئذٍ داخلياً. * النمو التكويني: يطوِّر في هذا المستوى الفردُ إحساساته وقيمه بشكلٍ هرمي، ويُكافح ليجعل سلوكاته تصل للمعيار العالي، ولا يوجد عند الفرد رضا عمّا هو عليه بسبب تنافُس ما هو لديه مع ماذا يجبُ أنْ يكون لديه، وهذا الأمر قد يُرافقه قلق واكتئاب ومشاعر عدم الرضا عنِ النفس. * تخطيط الذات: يسير في هذا المستوى الفردُ نحو تحقيق ذاته، وأنَّه قد وجد الطريق للوصول إلى مُثُلِهِ، أنَّه قائدٌ فاعلٌ في المجتمع ويُظهر مستوى عالٍ منَ المسؤولية والحُكم التأمُّلي والتعاطُف مع الآخرين، الاستقلالية في التفكير والعمل الواعي، وسمات أخرى لها علاقة بتحقيق الذات. * تحقيق مُثُل الشخصية: يُجاهد في هذا المستوى الفردُ لتحقيق السيادة التي يجبُ أنْ يربحها لحل صراعاته الداخلية، منْ أجلِ إشباع الذات والوصول للمُثُل الشخصية، ولديه اهتمام قليل بالآخرين، وغياب الصراع الداخلي عندهم، ويُسقط صراعه مع الآخرين باللوم، وأنَّ أهدافه محددة بالنجاح المادي والمجد والعظمة والتفوق، كما أنَّهُ منافس شديد ورابحٌ على الدوام، ومنَ السَّهل عليه الحصول على المواقع القيادية في مُجتمعٍ مُنافسٍ. لقد ابتغيتُ منْ عرض الملامح الرئيسة لهذه النظرية المشهورة عالمياً التأكيد على: * الدور المهم للأسرة والمعلم المختص بالأطفال الموهوبين في تطوير دوافعهم نحو النضج. * أنَّ عملية تعزيز الموهوبين وتوجيههم شيء مهم منْ أجل تحقيق ذواتهم. * أنَّ النمو العاطفي السليم مطلبٌ أساسي كالإنجاز الأكاديمي، ويحتاج لأنْ يقيَّم بشكلٍ كافٍ، طلباً لخلق بيئة تستطيع الأسرة منْ خلالها تطوير هذا النمو. * أنَّ منْ واجب الأسرة والمعلم المختص بالأطفال الموهوبين أنْ يُعلمهم كيف يركِّزوا على أنظمة متوازنة لأنفسهم كأشخاص لديهم جوانب قوَّة وأخرى ضعف، وأنَّ لديهم حاجات كالآخرين، وأنَّ مُساعدتهم للآخرين شيء مهم أيضاً كما أنَّ التضحية الزائدة سوف تكون على حساب أهدافهم وطموحاتهم. * إعداد وتقديم برامج في التربية العاطفية شبيهة بتلك التي قدَّمتها ليتا هولنجورث، إذ طرحت لطلبتها الموهوبين برنامج مُتكامل منْ أبرز جوانبه: تجميع ثلة منَ الموهوبين منْ نفس المستوى العقلي، إعداد منهج أكاديمي منسجم مع اهتمامات وتطلعات الموهوبين ومتحدٍ لقدراتهم، إقامة مشاريع جماعية مُصغَّرة للحوار والنقاش، وإتاحة مواقف لمناقشة الذات والآخرين بشكلٍ خاص.
مشاركة :