لو اتفقت كلمة الناس على شيء، لوجدتها في انحطاط أخلاقهم البشرية. منظر جثث اللاجئين تتقاذفها أمواج البحر وترميها على شواطئ ليبيا ما هي إلا وصمة عار على جبين الإنسان والبشرية. تراكم أجساد أطفال سورية فوق أجساد امهاتهم في مجزرة اللجوء في المجر وغيرها من الأماكن صور لمدى تدهور الحس الإنساني والبشري وتحول المجتمع الدولي إلى غابة كبيرة من الوحوش الضارية التي تأكل بعضها بعضاً بلا رحمة. قوارب الموت التي تريد أن تُنقذهم من الموت في بلادهم لتبعثهم إلى الهلاك في بلاد الغربة هي رسالة العالم المتحضر عن المدى الذي وصلت إليه. وفي هذا الوقت الذي تتناثر الجثث على الشواطي وبــعــضها أصبح وجـــبات ثــمــيــنــة للحيتان والأسماك، ينشغل العالم ويحتفل بوصول عدد مُستخدمي الفيسبوك إلى المليار مستخدم، وبذاءة لسان مرشح الرئاسة الأميركي ترامب، وقتلى باردو. الــعــرب والله أصــبــحــوا مــضــحــكة العالم. كيف يمكن أن تكون لهم قيمة وهم يفعلون ما يفعلون بأنفسهم، وأصدق شــيء بحقهم هو ابتذالهم للعقل وتـــقـــديســـهــــــم للأهـــواء والمــــيـول الـعاطفية؟ حمام الدم لم يتــوقــــف والقتلى بمئات الآلاف، والمـــشـــردون بالمــــلايين، لكن أدواتهم الإعــلاميــة تتوقف فجأة لتبث خبراً عن إعلامية أميركية قُتلت في فرجينيا بيد صديقها، وصحافي أوروبي مفقــود ولا يُعلم عن مصيره، هذا فضلاً عن الأخبار التافهة الأخرى. أما الأكثر سُخفاً وإيلاماً أن تكون هذه الدول، هي من تريد أن تحرر العالم وتُغير الرؤساء بحجة أنهم غير منتخبين شعبياً! hasabba@
مشاركة :