شاعر حساس ومرهف من مواليد مسقط عام 1985، نشأ في بيت توالى عليه الشعراء، والده كان شاعراً وكذلك عمه. بدأ يكتب الشعر الفصيح مبكراً وأصدر مجموعته الشعرية الأولى (حنين) في عام ٢٠١١. يؤمن بأن الشعر ممارسة صعبة جداً، ولكن في قمة صعوبته تكمن روعته وكل من يكتبه لاستسهاله له فهو حتماً يضعه في الحضيض. إنه الشاعر إبراهيم سعيد السوطي. } نشأت في بيت محب للشعر، حدثنا كيف كانت بداياتك وعلى يد من تتلمذت؟ تعلقي بالشعر أمر طبيعي حيث كان أبي، رحمه الله، شاعراً وعمي أحمد بن راشد السوطي شاعراً أيضاً، وكثيراً ما يتواجدان في المحافل الثقافية والأدبية وفي الفنون الشعبية التي تُقام في المنطقة، وكانا يكتبان الشعر الشعبي وكنت متابعاً لهما منذ صغري، ولكن وفي أثناء الدراسة وتحديداً أثناء المرحلة الإعدادية، بدأت أرتاد مكتبة المدرسة لمطالعة كتب الشعر فوجدت نفسي متعلقاً إلى درجة كبيرة بالشعر الفصيح فلجأت إلى أحد الأقارب وهو جمعة بن سعيد البطاشي وبدأت دراسة الشعر الفصيح معه وكان معلمي الأول. } ما أكثر ما يغويك في سلطنة عُمان للكتابة عنه؟ عُمان كلها تصلح لأن تكون قصيدة حتى النخاع، وكل جهاتها لغات شعرية مستقلة بجمالها وروعتها، من أغاني بحارها ورمالها الذهبية، إلى أغاريد الحقول وسمفونيات الوديان. في عُمان كلما مشيت في شارع تجد قصيدة تراودك عن نفسك من صخب السيارات والعابرين السهارى في شوارع مطرح، إلى هدوء الريف والطرق التي تتكئ على الجبال والوديان وأشجار النخيل. صور كثيرة وكفيلة بأن تدفعك دفعاً لممارسة فعل الشعر. } كيف ترى واقع الشعر والشعراء اليوم في عُمان.. أين جمهور الشعر؟ واقع الشعر اليوم تشعب وتعددت الأحزاب فيه، ورغم أن الهدف كان التغيير إلى الأفضل إلا أن البعض أدى به التغيير إلى الأسوأ، خاصة في طريقة التعامل مع القصيدة العمودية وقصيدة النثر، فقد نشأ جيلٌ لم يعرف تاريخ القصيدة العربية، حتى إنه أساء في تعامله إلى القصيدة العمودية وأفسد قصيدة النثر. وكالعادة هذه نتيجة التشعب والتحزب، وليس الشعر بعيداً عن هذه العدوى الشاملة بعد أن صار هو الآخر تابعاً لكل ما يأتيه من خارجه وما هو ليس من أصله وجذوره، وأصبحت اللغة العربية تُمسُّ حتى في قواعدها من أجل الخروج من القيود وكتابة قصيدة في شكلها فقط إما شعرية وإما نثرية. الشاعر صاحب رسالة في مجتمعه فإذا انشغل الرسول عن رسالته فسوف يبحث المجتمع عن ضالته، وهذا ما حدث عندما انشغل شاعر اللغة العربية عن مجتمعه، واهتم بشؤونه الخاصة وابتعد باكتشافاته الكتابية وأصبح الناس لا يجدون طريقاً إليه، وهو أيضاً أصبح غير مهتم بهم، وفي النهاية من الطبيعي أن تجد أمسية شعرية للشعر الشعبي ومسرح الكلية التقنية العليا ممتلئ، بينما تجد أمسية شعرية للشعر الفصيح في أصغر مسرح في عمان ولا يمتلئ أبداً. وينزعج هنا الشاعر الفصيح من قلة جمهوره وهو لا يعلم بأنه هو السبب. } يرى كثيرون أن الجيل الجديد لم يعد مهتما باللغة العربية.. هل تعتقد أن ذلك انعكس سلباً وترك تأثيره في الشعر؟ مهما انتشرت اللغة الإنجليزية ومهما انتشرت كل اللغات فاللغة العربية لن تتأثر، ولن تضيع فهي لغة القرآن وهي محفوظة حفظاً إعجازياً، وأما الذي يتأثر فهم الشعراء والكُتّاب الذين قد يظنون أن اللغة العربية كسائر اللغات قابلة للتغيير في أي وقت مع أنهم لو أبحروا في بحرها العميق وبلغوه لتيقّنوا ماهيّتها. } هل أنت متفائل أم متشائم إزاء مستقبل الشعر.. وبماذا تحلم؟ المستقبل سماء حقيقية يتم الوصول إليها بفكرة خيالية أو حلم، والمستقبل هو حليف صانعه ونصيب روّاده. وأنا لم أطلب من مستقبلي إلا أن يحجز لي كرسيّاً عربيّاً في مملكة الشعر العربي لأكون في هذه الحياة شاعراً فقط، فالشعر هو أمنيتي الأولى والأخيرة، وكل ما بينهما هي أمنيات ترتبط به، وأسأل الله أن يوفقني كما يجب أن أكون. من شعر السوطي أشدو.. وما أدركَ الماضون أغنيتي ما زلت أجثو على آثارهم أسفا يا أيّها الناحتون الحرفَ تحت دمي جفّت دمائي.. وظل النحت مرتجِشششفا تُمشّط الريح شوق الضائعين هنا فلا زرائبَ، لا شبّاكَ، لا سَعفا أين (المزارعُ)؟ أين الروضُ؟ أين ندى؟ على حرير أزاهير الرّبى ذرفا؟ أين السواقي فيُغريها الهديل على غصنٍ يداعبه الغربيّ ما عصفا؟ وأين تمّوز؟ وحيُ الشعر ينزل بي وكل نخل بلادي ها هنا عكفا ووادِ ضيقة نايٌ في تموّجِهِ كأنه البحر في عليائه اتصفا
مشاركة :