رواية «صالة أورفانيللي».. بـ «الملتقى الأدبي»

  • 1/27/2021
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

«ماذا يتبقى من إنسانيتنا لو أصبحنا قطعة معروضة في صالة مزاد؟ كلمات موجعة أشبه بوخزات ضمير توقظك من سبات الغفلة وتجاهل الحقيقة».. بهذه العبارة المكثفة، عبر الكاتب أشرف العشماوي بإيجاز رمزي عن العبرة الإنسانية التي يستخلصها القارئ من روايته «صالة أورفانيللي»، التي كانت موضوع نقاش الجلسة الافتراضية التي نظمها أمس الأول صالون «الملتقى الأدبي»، وأدارتها أسماء المطوع، مؤسسة الملتقى، والتي رحبت بالعشماوي الذي يواصل في هذه الرواية مشروعه الأدبي القائم على إعادة قراءة التاريخ المصري بنصوص أدبية وحبكات روائية جميلة، ليلقي الضوء على الحياة الاجتماعية في مصر منتصف القرن العشرين، وكيف تقاطعت حياة الناس خلال تلك الفترة مع الحياة السياسية عبر صالة مزادات في بناء سردي محكم، تجعل القارئ يعتقد أنه يعيش أحداث صالة المزاد التي أسسها أورفانيللي، من خلال وصف الكنوز والمجوهرات والتحف القيمة بما فيها من ذكريات الملكية وأحلام الناصرية، ويمكن أن نعتبرها رواية توثيقية أو رواية بوليسية زاخرة بالأحداث. صالات المزاد تحدث الكاتب عن روايته، قائلاً: خلال ثلاث سنوات، كنت أجلس لساعات طويلة لأكتب مشهداً واحداً من الرواية، كما أنني قمت بزيارة الأماكن التي كتبت عنها، وكانت تضم صالات المزاد، ولو أنها تغيرت، لكن ما زال البعض منها موجوداً، ورأيت فيها أشياء عادية، لكن ما وراء الكواليس اعتمدت على الخيال وعلى قصص أصحاب الصالات القدامى، موضحاً أن الروائي مثل الممثل، لابد أن يشعر بالشخصيات حتى يستطيع كتابة المشهد. أما كيف يوفق بين عمله كقاض وروائي، فقال: أحاول قدر الإمكان التوفيق بين الكتابة وعملي في القضاء، لكن الكتابة تحولني إلى طفل يلهو بألعابه، فأنا أشتغل كل يوم ثماني ساعات، وأحب أن أقرأ بعلم الاجتماع والتاريخ وعلم النفس، كما أستعين بأرشيف في الأهرام، فضلاً عن أرشيف مكتبتي، موضحاً أنه يدرس شخصياته وليس لديه شخصية أبيض أو أسود، بل كل إنسان يمكن أن يشكل شخصية رمادية، قائلاً: أميل إلى الشخصية الشريرة بما فيها من لون رمادي بدرجات متعددة، وأستطيع استخراج ما بداخلها من مواقف درامية. ملامح الشخصيات وحول استخدام كلمات عامية في الحوار، أوضح العشماوي: بالنسبة للغة العامية يمكن أن نغار عليها لأنها جزء من التراث، وليس لتوصيل المعنى فقط، فأنا أكتب عامية مبسطة أقرب إلى الأسلوب الصحفي، لأن الشخصية المحلية لا يناسبها أن تتحدث بالفصحى، لأن الأدب كلما كان إنسانياً كان راقياً وقريباً من القارئ. أما بالنسبة لجمالية السرد في العمل الروائي، فهو مثل خطوط اللوحة تتشابك وتتلون لتصبح لوحة كاملة للحياة، موضحاً: كأني أتلصص عليهم، أرسم ملامح الشخصيات على الورق، ثم أجمع الخيوط، حتى لا أفقد الخط الدرامي. وأكد العشماوي، قائلاً: التاريخ ليس ملكاً لأحد وعلينا إنتاجه، وعندما عدت إلى قراءة التاريخ اكتشفت أشياء كثيرة يمكن الكتابة عنها، لكن للأسف نحن لا نقرأ تاريخنا، وأنا كروائي أجد من واجبي أن أقدم رواية تشير لتاريخ مصر منذ أوائل القرن العشرين، والتي كانت الحياة فيها مثل أوروبا.

مشاركة :