شهادات المفرج عنهم من السجون القطرية، الحداد وحبيب والدوسري، والتي ظهرت على شاشات التلفاز وصدر الصحف ومواقع التواصل الاجتماعي كانت مؤلمة وقاسية لأنها من مواطنين بحرينيين اعتقدوا بأن العلاقات الخليجية بعد إعلان العلا ستعود إلى ما كانت عليه قبل الخامس من يونيو 2017 كما صرح الأمين العام لمجلس التعاون الدكتور نايف الحجرف، ولكنها كما قيل قديماً: (سارت الرياح بما لا تشتهي السفن)، فالمعاملة القاسية التي تعرض لها الصيادين والبحارة البحرينيين بعد اعتقالهم في مياه الخليج العربي كانت أقسى مما يتصورها إنسان، وقسوتها أنها من أقرب الأقربين لنا، ولولا تحرك الحكومة الرشيدة برئاسة سمو الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء ومن خلفه وزير الداخلية ووزير الخارجية لاستمر الثلاثة الصيادون قابعين في سجون النظام القطري، المظلمة والقذرة، والتي تفتقد لابسط مقومات الحياة الكريمة، ولا تراعي حقوق الإنسان!! فقد أثمرت الجهود البحرينية في تخليص الثلاثة المعتقلين (سامي الحداد، وحبيب عباس، ومحمد الدوسري) من قبضة قوات خفر السواحل القطرية التي استهدفت الصيادين والبحارة والهواة وهم في البحار والهيرات التي اعتادوا عليها منذ سنوات، بحار اعتاد آبائهم وأجدادهم من الصيد فيها، وهذا ما أكده الثلاثة بعد الافراج عنهم وعودتهم إلى أرض الوطن، فقد تم حرمانهم من أبسط حقوقهم الإنسانية مثل أدوات النظافة والاستحمام، وتجويعهم وعدم توفير الطعام والشراب بانتظام، بالإضافة إلى الإهانات اللفظية الشنيعة التي تمس كرامة الإنسان، والتشكيك في نياتهم وأسباب خروجهم للصيد! لقد جاءت تلك التصرفات من أناس كنا نحسبهم إخوة وجيرانا وذوي قربى، ولو كانت تلك المعاملة من أغراب أو أعداء لما استنكرنا ولا عتبنا، ولكنها من دولة جارة تربطنا بها أواصر القربى والجيرة، بل هي عضو بمجلس التعاون الخليجي، والتي ننادي دائما (خليجنا واحد)، فعن أي خليج نتحدث؟ وأن أي وحدة ننادي؟ وعن أي مصير مشترك واتحاد خليجي لمواجهة الأخطار التي تعترض مسيرتنا الخليجية وهذا فعل الجار لجاره؟، يجب على مجلس التعاون الخليجي أن يتحرك بصدق لوقف أسباب التوتر بين الدول الخليجية، فإعلان العلا إن لم يصاحبه أعمال صادقة لتعزيز الوحدة ونزع فتيل الصدام فهو إعلان للتسويق الإعلامي. لقد تكللت جهود حكومة البحرين بالنجاح والإفراج عن الثلاثة وبقية العمالة الاجنبية التي كانت على ظهر سفن الصيد، وهذا ما عبر عنه الثلاثة بعد عودتهم عن طريق مطار (مسقط) العماني، ولن تتخلى البحرين عن أي مواطن، وستقف معه حتى يأخذ حقه كاملاً، أما الأبواق القادمة من قطر فلا مكان لها، حتى ذلك المسئول القطري الذي قال: (سنطلق عليكم النار في المرات القادمة) هو فاقد للأهلية، وسيبقى الخليج العربي ودول مجلس التعاون مكان الآمنين وليس لدعاة الارهاب وخفافيش الظلام سوى كشف عوراتهم أمام العالم!! من هنا فإن المسؤولية تحتم على النظام القطري العودة إلى إعلان العلا وعدم التعرض لصيادين وبحارة يخرجون للاسترزاق، فالسلوك القطري لا يمكن أن يستقيم إلا مع التعهدات التي قطعتها الدوحة على نفسها أمام قادة مجلس التعاون والمجتمع الدولي بمحافظة العلا وبمبنى مرايا، ولا مكان لذلك السلوك الذي دفع أربع دول الى قطع علاقاتها مع نظام الحمدين لمدة أربعة أعوام، ونتمنى أن لا تعود حليمة إلى عادتها القديمة!
مشاركة :