الأماني حول كتاب «هكذا تكلّمت الأغاني» | أحمد عبد الرحمن العرفج

  • 9/2/2015
  • 00:00
  • 10
  • 0
  • 0
news-picture

مجلّة دُبي الثَّقافيّة، هي إصدَارٌ شَهريٌّ، يَأتي مَع مَطلع كُلّ شَهر، حَاملاً حِزمة كَبيرة مِن الموَاد الثَّقافيّة المُشوِّقة، التي تَجعل القَارئ يُدير رَأسه مُجبرًا نَحو المجلّة، ليَقرأ مَا فِيها، ولَكن المجلّة لَيست هِي مَا نَحنُ بصَدَد الكِتَابة عَنه، إنَّما نَحنُ بصَدَد الحَديث عَن كِتَاب الشَّهر؛ الذي يَأتي مَع المجلّة، ويُوزَّع مَجَّانًا، وقَد وَصَل هَذا الكِتَاب إلَى الإصدَار رَقم 117، ودَعوني هُنَا أتنَاول الكِتَاب رَقم 111، الذي يَحمل عنوَان: (هَكذَا تَكلَّمت الأغَاني)، وهو دِرَاسة مِن إعدَاد وتَأليف الدّكتورة «نجوة قصاب حسن»..! هَذه الدِّرَاسَة، اشتَمَلَت عَلى تَحليل مَضمون 2800 أُغنية عَربيّة، مُنذ بِدَاية القَرن العشرين، وحتَّى عَام 2012، وهَذه الأغَاني مُنْتَقَاة مِن سِت دول عَربيّة، هي «سوريا ولبنان، ومصر والعراق، والأردن وفلسطين»..! البَاحِثَة -للأمَانَة- بَذَلَت جُهدًا كَبيرًا، حَيثُ استَخْرَجَت الأغَاني مِن بطُون الكُتب، ومِن تَفريغها مِن الإذَاعَات، أو مِن مُحرِّكات الشّيخ «جوجل»، وبذَلك تَكون جَمَعَت هَذَا العَدَد الكَبير مِن الأغَانِي، مُركّزة عَلى الكَلِمَات ومَضامينها ودَلَالَاتها، مُهملة مُسمّيات الأغَاني، مِثل المَوّال، أو الطَّقْطُوقَة، أو المُونُولُوج، أو الدّور، وغَير ذَلك مِن ألوَان الغِنَاء المَعروفة؛ عِند أَهل الفَن..! لِقَد وَضَعَت المُؤلِّفة -في بدَايَة الدِّرَاسَة- أسئلَة حَول جِنس المُخاطب في الحُب؛ في تِلك الأغَاني، والتَّورية المشفّرة، وقيَاس المَشَاعِر العَاطفيّة فِيها، ومَشَاعر الطَّرَف الآخَر، والعَقَبَات الاجتمَاعيّة في الحُب، ووَصف الحبيبَة، ومَكَان اللِّقَاء بَين المُحبّين، إلَى آخَر الأسئِلَة، التي تَتعلَّق بمَضمون ومُحتويات تِلك الأغَاني، فمَثلاً تَقول البَاحِثَة: (وَرَد ذِكر البَحر في 55 أُغنية، والبَحر هُنَا يُجسِّد جَمال الطَّبيعة، واتّساع الأُفق والمَسَافَة التي تَفصل الأحبّاء، والموج الذي يَتدفَّق، وانعكَاس لَونه في عيون الأحبّة، ومِن أشهَر الأغَاني، أُغنية فَيروز التي تَقول: «شَايف البَحر شُو كبير، كبر البَحر بحَبّك»)..! حًسنًا.. ماذا بقي؟! بَقي أنَّ الدّكتورة «نجوة» -سَامحها الله- أَهْمَلَت الأغَاني الهَائِلَة في الخَليج العَربي، واليَمن، رَغم أنَّ هَذه المَنَاطِق أَصْل الغِنَاء، ويَكفي أنَّ هُنَاك مَقامًا اسمه مَقام «حِجَاز»..!! تويتر: Arfaj1 Arfaj555@yahoo.com

مشاركة :